رغم تصدرها نتائج انتخابات التشريعية بالبرلمان التونسى، إلا أن الحركة الإخوانية التونسية تواجه أزمة كبرى تتمثل فى رفض التكتلات السياسية من التحالف معها نظرا لارتباط حركة راشد الغنوشى بالإرهاب وتورطها فى اغتيالات سياسية بتونس.
الحركة الإخوانية التى خسر مرشحها عبد الفتاح مورو خلال الأسابيع الماضية الانتخابات الرئاسية التونسية، ستجد نفسها فى عزلة كبيرة فى ظل إعلان العديد من الأحزاب السياسية رفض أى محادثات بشأن تحالف مع النهضة، وهو ما سيصعب كثيرا على حركة راشد الغنوشى فى تشكيل حكومة ائتلافية.
ما أكد هذا الأمر تصريحات نبيل القروى زعيم حزب قلب تونس، الذى قال فى وقت سابق إنه لن يتحالف مع النهضة، لما لاحقها من شبهات فساد وعلاقات بشركات أجنبية مشبوهة.
فى هذا السياق ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن نتائج الانتخابات التشريعية التونسية ساهمت فى مزيد تكريس عزلة حركة النهضة الإسلامية رغم تصدرها النتائج، حيث أعربت معظم الأحزاب الفائزة بمقاعد عن رفضها المطلق لإمكانية التحالف مع الحركة الإخوانية، مما سيجعل مهمة تشكيل الحكومة شبه مستحيلة.
ولفتت الصحيفة، إلى رفض التحالفات مع حركة النهضة سببه تورط الحركة فى جرائم خطيرة بحق الوطن والشعب التونسى والاغتيالات السياسية وملف تسفير الشباب إلى بؤر التوتر يجعل من فرضية تكوين حكومة ائتلافية مع الحركة مستحيل.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحركة تجد عراقيل كثيرة فى مساعى تشكيل الحكومة القادمة، وصعوبة فى عقد ائتلاف داخل البرلمان مع أحزاب فائزة أو قوائم مستقلة، لتأمين الحصول على مصادقة البرلمان بالأغلبية، على أى حكومة جديدة.
من جانبه أكد منذر قفراش، عضو الحملة الوطنية فى تونس، ورئيس جبهة إنقاذ تونس، أن هناك عدة أزمات ستواجه حركة النهضة التونسية داخل البرلمان التونسى بعد تصدرها لانتخابات التشريعية التونسية، موضحا أن أبرز تلك الأزمات هو رفض التكتلات السياسية التحالف معها داخل البرلمان.
وقال عضو الحملة الوطنية التونسية فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن أبرز الأسباب وراء عدم تحالف أى تكتل سياسى مع النهضة تحت قبة البرلمان هو أن الحركة الإخوانية متهمة بالإرهاب بجانب قضية الجهاز السرى والفساد حسب تصريح حزب قلب تونس وحزب الدستورى الحر ولا يمكنها الحصول على تحالفات تمكنها من تكوين حكومة فى الآجال القانونية المحددة بشهر.
واتهم منذر قفراش، حركة النهضة الإخوانية التونسية بتزوير الانتخابات قائلا: "كل المؤشرات تدل على فوز حزب قلب تونس المرتبة الأولى لكن هنالك اتهاما للنهضة بتزوير الانتخابات لصالحها وبالنسبة للنتائج النهضة خسرت مليون صوت على انتخابات 2014 ولا يمكنها تكوين حكومة لأن كل الأحزاب الفائزة أعلنت رفضها الدخول فى حكومة بها النهضة، ما يعنى إعادة الانتخابات حسب القانون".
وتابع عضو الحملة الوطنية التونسية: "أول أزمة ستواجه حركة النهضة التونسية أنها لن تستطيع تكوين حكومة ما يعنى إعادة الانتخابات وثانى أزمة أنها خسرت مليون صوت وحصولها على 43 مقعدا فقط يعنى هزيمة كارثية لها لأنها كانت فى الانتخابات السابقة كلها تتحصل على أكثر من 80 مقعدا، وثالث أزمة هو أن الأحزاب الفائزة كلها أجمعت على رفض التعامل مع النهضة بما فيها الحزب الثانى فى الترتيب قلب تونس والحزب الثالث الحزب الدستورى الحر وعبروا رسميا عن رفضهم التشاور مع النهضة بسبب علاقتها بالإرهاب والفساد".