فى أوائل عام 2018 نشر مجموعة من العلماء تقريرًا يفترض أن سلسلة من لوحات الكهوف فى شبه الجزيرة الأيبيرية تم إنشاؤها منذ 64000 عام، مما يجعل اللوحات أقدم الأمثلة الباقية على قيد الحياة من أعمال ما قبل التاريخ في العالم، وهذا يعني أيضًا أن هذه الأعمال أنشأها البشر البدائيون، لأن البشر الحديثين لم يصلوا إلى أوروبا الغربية إلا بعد حوالي 20 ألف عام.
لكن الآن واجه فريق آخر من الباحثين نقدًا لهذا التقرير، زاعمًا أن فن الصخور فى الكهوف الإسبانية ربما يكون قد تم فعله بعشرات الآلاف من السنين أكثر مما ذكر الخبراء.
ويشير النقد المنشور فى مجلة التطور البشرى، بقيادة عالم الآثار بجامعة نيويورك راندال وايت وشارك فى تأليفه 44 باحثًا دوليًا، إلى أن التقنية المستخدمة فى التقرير السابق قد لا تكون موثوقة، "لا يوجد حتى الآن أي دليل أثري مقنع على أن البشر البدائيون ابتكروا فن الكهوف "جنوب غرب أوروبا"، كما جاء فى الوثيقة.
وكان الدكتور ديرك هوفمان، الباحث فى معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا، قاد الدراسة وراء تقرير 2018، الذي نشر في مجلة العلوم، باستخدام أحدث تقنيات مواعدة اليورانيوم والثوريوم، والتي تقيس الانحلال الإشعاعي لنظائر اليورانيوم إلى الثوريوم، قرر هو وفريقه أن تكون لوحات الكهوف الأيبيرية على الأقل 64000 عام.
لكن بعد نشره أثبت التقرير أنه مثير للانقسام فى مجتمع العلوم. واقترح البعض أن فريق هوفمان قد يكون مؤرخًا عن طريق الخطأ الجزء الخطأ من الكهوف، وتوصل وايت وفريقه إلى استنتاج آخر، افترضوا أن المياه الجارية على سطح فن الكهف قد تقلل من كمية اليورانيوم في الرواسب المعدنية، مما يعطي انطباعًا بأنه قد تآكل لفترة أطول مما في الواقع.