تجددت الاحتجاجات العراقية فى يومها الـ 17، فى العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية أخرى واحتشد المئات من المتظاهرين فى ساحة التحرير وسط بغداد، والتى بدأت فى 25 من أكتوبر بمطالب توفير فرص العمل ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، وانتهت بمطالب أخرى أبرزها تغيير الحكومة الحالية وتعديل الدستور.
وكشف مصدر أمنى، اليوم، الأحد، لقناة السومرية العراقية، حدوث حالات اختناق فى ساحة الخلانى وسط بغداد جراء استخدام القنابل المسيلة للدموع التى أطلقتها القوات الامنية تجاه المتظاهرين قرب حواجز الخرسانية فى الساحة مما أسفر عن حدوث نحو 17 حالة اختناق على الأقل"، مشيرا إلى معاجلة بعض تلك الحالات باللحظة، فيما نقلت حالات أخرى إلى المستشفى لخطورتها.
وأوضحت القناة العراقية، أن أعدادا قليلة من المتظاهرين تتواجدون بالقرب من الكتل الخرسانية التى تفصل ساحة الخلانى عن التحرير، مشيرا إلى أن القوات الأمنية تعمل على تفريق المتظاهرين قرب الكتل ومنعهم من تجاوزها.
وتمكن عدد من المتظاهرين، فى وقت سابق اليوم، من إسقاط كتلا خرسانية ضمن ساحة الخلانى القريبة من ساحة التحرير، وسط بغداد، وقطعت القوات الأمنية، صباح اليوم، الطريق المؤدى من ساحة الخلانى، إلى ساحة التحرير وسط بغداد، بواسطة الكتل الخرسانية، بهدف حصر التظاهرات فى ساحة التحرير فقط.
من جانبه، أكد الرئيس العراقى برهم صالح، ورئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدى، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسى، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان رفضهم للحلول الأمنية لفض التظاهرات السلمية.
وعقد برهم صالح اجتماعا مع المسؤولين الثلاثة، اليوم الأحد، فى قصر السلام ببغداد، حيث أكد المجتمعون "الموقف الثابت بالامتناع ورفض أى حل أمنى للتظاهر السلمى، والمحاسبة الشديدة لأية مجابهة تعتمد العنف المفرط"، كما أشادوا بأوامر وتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة التى منع فيها "استخدام الرصاص الحى وجميع أشكال العنف التى تعتمد القسوة والمبالغة فيها".
وتم فى الاجتماع تدارس مختلف التطورات السياسية والأمنية فى البلاد فى خضم التظاهرات الكبيرة التى شهدتها بغداد ومحافظات أخرى، حيث أكد الاجتماع أن هذه الاحتجاجات الشعبية السلمية هى حركة إصلاحية مشروعة لا بد منها وذلك استجابة للرأى العام الوطنى ولمتطلبات الحياة السياسية والخدمية التى يستحقها العراقيون بعد عقود من الطغيان والحروب والعنف والفساد.
كما نوه المجتمعون "بالدور الذى اضطلعت به المرجعية العليا وهى تذود عن حق الاعتراض والاحتجاج، وتنصح بالإصلاح وتؤكد عليه، وتنبه إلى ضرورة مراعاة أمن وسلام العراق فى هذه الظروف الإقليمية شديدة الحساسية".
من جانبها، أعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان فى العراق، أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات التى اندلعت فى البلاد منتصف أكتوبر الماضى، قد تجاوزت الـ300 قتيل.
وأكد على أكرم البياتى المتحدث باسم المفوضية أن حصيلة الضحايا بلغت 301 قتيل، إضافة إلى 15 ألف مصاب، منذ بدء الاحتجاجات.
ساحات العراق
وصباح اليوم الأحد أعادت مدارس وجامعات بغداد، فتح أبوابها أمام الطلبة، بعد أسبوعين على إغلاقها بسبب الإضراب العام، لكن فى محافظة بابل خرج عددا من طلبة المدارس من مدارسهم ورفضوا الاستمرار بالدوام.
وعادت خدمة الإنترنت إلى بعض مناطق العراق اليوم الأحد، وذلك بعد انقطاعها لعدة أيام، ولاحظ المستخدمين عودة خدمة الإنترنت، فى بعض المناطق بعد أيام من انقطاعها بشكل مفاجئ.
ويشهد العراق مظاهرات غاضبة ضد الأوضاع المعيشية، حيث يدعو المتظاهرون إلى محاسبة الفاسدين، وتوعد الحكومة العراقية للمخربين بين لمتظاهرين بعقوبات صارمة ودعواتها للتظاهر السلمى للمطالبة بالحقوق المشروعة، وكانت شهدت الساحات الرئيسية ومحافظات عراقية، أمس السبت، استمرارًا للتظاهرات ومواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين، فى ظل إجراءات أمنية مشددة وانتشار كبير للقوات الأمنية فى الشوارع، ومحاولات حثيثة لفض اعتصام وسط العاصمة بغداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة