يتعجب محبو السينما في كثير من الأحيان مما يشاهدونه علي الشاشة من قصص وحكايات، والبعض منهم يرفض عقله تقبل ما يراه ويستسهل النفي بالكامل، لكن قضية فتاة العياط والتي شغلت الرأي العام مؤخرا، تؤكد أن السينما تنقل الواقع وربما تجمله في كثير من الأحيان حفاظا على مشاعر المشاهد، رغم أن القصص الحقيقية البعيدة عن الشاشة ربما تكون أشد قسوة وضراوة مما نراه في الأفلام.
فتاة العياط، قضية رأي عام شغلت المصريين علي مدار 4 أشهر فهي الفتاة "أميرة أحمد" التي قتلت سائق الميكروباص فى المنطقة الجبلية بالعياط بعدما حاول اغتصابها، وقامت بتسليم نفسها فى قسم الشرطة وفى يدها السكين أداة الجريمة الملطخة بدماء السائق القتيل.
بعد تحقيقات موسعة صدر قرار من نيابة العياط بحبس الفتاة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت لها تهمة القتل العمد، فيما قامت النيابة العامة بإصدار قرار بتشريح جثمان السائق، لبيان أسباب وفاته والإصابات التى لحقت به، وعرض الفتاة على الطب الشرعي، للتأكد من عذريتها، ليجدد قاضي المعارضات حبس فتاة العياط 15 يومًا، واستأنف دفاعها على قرار التجديد إلا أن قرار الاستئناف تم رفضه.
استمرت فتاة العياط محبوسة على ذمة القضية حتى ورد تقرير الطب الشرعي الذى دعم روايتها وأنها كانت فى حالة دفاع شرعى عن النفس، وأخلت محكمة شمال الجيزة سبيل الفتاة بعد ما يقرب من 4 شهور فى الحبس بدون كفالات مالية، وغادرت الفتاة قسم الشرطة بعد إنهاء إجراءات إخلاء سبيلها، إلى أن قام النائب العام بإصدار قرار بحفظ قضية فتاة العياط، لأن الفتاة كانت فى حالة دفاع شرعى عن النفس، وهي القصة المكتملة الأركان والتي تصلح لتكون قصة فيلم سينمائي، فهي لا تقل عن أي بطل من الأبطال ممن يدافعون عن الأوطان.