على الرغم من أن استطلاعات الرأى تمنح إليزابيث وارن فرصة كبيرة فى سباق الديمقراطيين للفوز بترشيح الحزب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، إلا أن تحديين ظهرا فجأة أمام سيناتور ولاية ماسوشستس خلال الأيام الماضية قد يحدثان تحولا كبيرا فى حظوظها فى سباق الآنتخابات، أحدهما كان صنيعتها الخاصة يتعلق بخطتها للضرائب والثانى بدخول منافس قوى فجأ السباق لو أكد ترشحه سيكون قادرا على قلب الحسابات فى مسألة اختيار المرشح الذى سيمثل الحزب الديمقراطى فى المعركة القادمة أمام ترامب.
وفيما يتعلق بخطة الضرائب، تسعى وارن المحسوبة على التيار التقدمى داخل الحزب الديمقراطى إلى فرض ضريبة الثروة، والتى تقدر بـ2% لمن تتجأوز ثرواتهم 50 مليون دولار، وسترتفع القيمة لتصل إلى 3% على الأسر التى تمتلك أكثر من مليار دولار. وتقول وارن إن هذه الخطة من شأنها أن توفر 3 تريليون دولار لإعادة بناء الطبقة الوسطى الامريكية.
وتتوقع وارن أن توفر خطتها 2.75 تريليون دولار فى 10 سنوات تساعدها فى تمويل الأجزاء الطموحة من خطتها مثل رعاية عالمية للطفل، وجامعات عامة مجانية وإلغاء كل ديون الطلاب. وبالنسبة للأمريكيين الذين لديهم صافى ثروة 50 مليون دولار الذين يتخلون عن جنسيتهم للتهرب من الضرائب، فسيكونون معرضين لضريبة خروج تبلغ 40%.
وفى الشهر الحإلى، حدثت وارن خطتها لضرائب الثروة وضاعفت المعدل على صافى الثروة أكثر من مليار دولار ليرتفع إلى 6% بدلا من 3%، وذلك فى إطار سعيها لتوضيح كيف ستدفع مقابل اقتراحها برعاية طبية للجميع.. ووفقا لخبراء اقتصاد استشهدت بها حملتها، فإن مضاعفة ضرائب المليارديرات ستوفر تريليون دولار على مدار 10 سنوات.
هذه الخطة أثارت استياء عدد كبير من المليارديرات فى أمريكا كان آخرهم المستثمر مارك كوفان، حيث قال إنها تضل الرأى العام. ففى سلسلة من التغريدات يوم الأحد الماضى إن وارن هى الأكثر ذكاء بين كل المرشحين، لكنه قارنها بترامب من حيث تحويل الانتياه عن الحقيقة فيما يتعلق بخطتها للضرائب وتمويل الرعاية الكبية للجميع.
وكان بل جيتس، مؤسس مايكروسوفت وثانى أغنى شخص فى العالم قد أعرب من قبل عن استيائه من خطة وارين، وأشار إلى إنه سعيد بما يدفعه من ضرائب فى الوقت الحالى، لكنه خطة وارن تشير إلى أن ما سيدفعه قد يصل إلى أكثر من 6 مليار دولار.
وتقول مجلة فوربس إن خطة وارن لا تثير استياء المليارديرات فقط، ولكنها تقلق أيضا كبار مانحى الحزب الديمقراطى وبعض المسئولين التنفيذيين فى مجال التمويل الذين حذروا من أنهم قد يدعمون ترامب لو فازن وارن بترشيح الحزب الديمقراطى فى انتخابات 2020.
من ناحية أخرى، فإن دخول الملياردير الشهير مايكل بلومبرج سباق الحزب الديمقراطى قد يهدد وارن ومنافسيها الحاليين، الذين لم يظهر من بينهم بعد الشخص القادر على وقف استمرار ترامب فى منصبه.
وربما يؤدى دخول ملياردير آخر مثل بلومبرج معترك السياسة إلى مزيد من السخونة فى سباق الرئاسة، الذى سيكون فى حال حصول بلومبرج على ترشيح الحزب، صراعا بين اثنين من أقطاب الأعمال على النفوذ السياسى والسلطة ولمنصب الأعلى فى الولايات المتحدة، لكن يظل بلومبرج صاحب خبرة سياسية، وهو ما كان ترامب يفتقره قبل دخوله البيت الأبيض، حيث عمل عمدة لنيويورك لـ 12 عاما.