قال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية الأسبق، إن الإرهابيين لا يمتون للدين بصلة لأنهم يقتلون ويسفكون دماء حرم الله قتلها، وتركوا بصمة سوداء للإسلام بدلا من أن ينفذوا شرع الله من خلال القرآن والسنة، مصداقا لقول رسول الله: "تَرَكْتُكُمْ عَلَى المَحجّةُ الْبَيْضَاءِ ، لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا.." إلى آخر الحديث، والإسلام بريء من الجماعات التى تعلم الناس الجهل.
وأضاف جمعة، خلال كلمته التى ألقاها فى الندوة التى نظمتها جامعة الزقازيق بمناسبة افتتاح وحدة التطرف الفكرى، إن الله خلق آدم ليكون خليفته فى الأرض وينشر العدل ويوقف سفك الدماء، حيث قال تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، وهذا مبدأ عام لا يتغير بتغير الزمان ولا المكان ولا الأشخاص، ويأتى الإرهابيون ليخالفوا شرع الله بشكل صارخ واعتاد الناس المخالفة.
وأشار مفتى الديار المصرية الأسبق إلى المخالفات الجسيمة التى ألحقت الأذى بالإسلام والمسلمين من خلال حديث رسول الله الذى قال فيه "إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ رِدْئًا لِلْإِسْلَامِ، غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ، الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: (بَلِ الرَّامِي)"، لافتاً إلى أن حديث رسول الله الذى لا ينطق عن الهوى تجسد فيما فعله سيد قطب الذى غير فى تفسيره للقرآن بعد الطبعة الثانية عيسى الحلبى، وكتب 300 صفحة كلها تكفير وتشريك للمسلمين، ليتماشى مع أهوائه ويخدم أفكاره السيئة لتبدأ بعد ذلك الأفكار المتطرفة تنتشر، وتصل إلى القتل وترهب الخلق كمثل من ينفذ حديث "أمرت أن أقاتل الناس"، فيقوم بقتل الناس دون أن يفهم أن الحديث يقصد أهل قريش ولا بد من أن نتعلم الدين بشكل حقيقى ونسأل علماء الدين الحقيقيين.
وأضاف جمعة: "نحن أمام جهل عميق بالشرع والدين الحنيف، ويجب ألا نضع أذاننا لمن يتكلمون بحديث الرسول والقرآن على أهوائهم لنصل إلى الهدى، لأن الله أنار الدنيا برسولنا النبى الخاتم، صلى الله عليه وسلم، الذى يرشدنا إلى تزكية النفس وعمارة الأرض، وكان الهدى مفقودا وغير موجود وبميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولد الهدى، وهذا يؤكد تسمية العصر الذى قبل ميلاده بعصر الجاهلية لكثرة المخالفات به".
وأكد المفتى الأسبق، أن الخروج على الإمام مخالف لشرع الله والإمام هو عبارة عن ملك أو رئيس دولة، وأكد لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه حتى لو كان الإمام ظالم وفاسد لا يجوز الخروج عليه حتى لو ظلمك وواجب أن نقف معه ونسانده، قائلاً:" النبى صلى الله عليه وسلم حذرنا من الخروج على الإمام ويجب طاعته للصالح العام، وحال عدم وجود إمام أو خليفة يجب على الناس ألا يتبعوا الجماعات، ومنطقيا واجب على المسلم أن يطيع من الجهلة أم نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف جمعة أنه من قراءة سيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، أننا أمام ما يسمى بالإنسان الكامل والذى سيكون مثالا يرضى الله عنه لعبادته، مشيرا أن الله افتتح حديثه معنا من خلال القرآن الكريم بـ"بسم الله الرحمن الرحيم" ليؤكد لنا رحمته بنا، ولما أراد المفسدون الفساد فى الأرض بدأوا فى القتال والقتل فى حين يأمرنا الله بالقتال وليس القتل وليس القتال للوصول للسلطة لأنها تكليف وليس تشريف، والله يختار من يشاء للمنصب ويعينه عليه لكن الكفار قلبوا الهرم وغيروا شروط ومبررات القتال ليصبح الجهاد بدلا من أن يقوم به الفارس النبيل الذى ينشر العدل بالأرض.
واستطرد مفتى الديار المصرية الأسبق: "قتل هؤلاء واجب لأنهم يفسدون فى الأرض مثل مسجد ضرار الذى استخفوا فيه وهدمه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لإيقافها لنزيف الدم، وفى عام 2010 جاءتنى دعوة من جامعة باليابان، واليابان ليس لها علاقة بالدين، وعند وصولى سألت عن السبب فجابونى أن اليابان انخفض عدد سكانها إلى 14 مليونا خلال 40 سنة، وذلك بسبب عزوف الشباب عن الزواج، وفى عام 2050 سيكون عدد السكان 90 مليون بدلا من 110 نسمة وعليهم أن يتداركوا الوضع من الآن، وكانت نظرة الأديان الأخرى للإسلام أنه سيئ ويقتل ويسفك الدماء ويفسد الأرض، فكان هذا سبب دعوتى لتوضيح سمات الدين الإسلامى الحميدة وبالفعل انتقلت لعدد من الجامعات، وكانت تترجم ندواتى فورا ويتم طباعتها وتوزيعها، وفكرت أنه لهذا الحد تم تشويه الإسلام".
المفتى بمكتب رىبس الجامعة
المفتى مع رىيس قسم الاديان المقارنة