حالة من الترقب تسود الشارع الليبى مع قرب عقد مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية والمزمع تنظيمه يوم 20 ديسمبر المقبل، وذلك وسط تباين فى الرؤى والمواقف بين القوى الإقليمية والدولية التى تتخوف من فشل المؤتمر فى تحقيق أى اختراق سياسى فى الأزمة الليبية التى باتت الشغل الشاغل للمجتمع الدولى فى الوقت الراهن.
بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا تحدثت بشكل متناقض حول المؤتمر فمن جهة تقول البعثة أنها هى التى تنظم المؤتمر ثم تعود وتؤكد دهشتها من عدم توجيه الجانب الألمانى دعوة للجزائر لحضور المؤتمر، وهو ما يدفعنا لطرح عدة تساؤلات حول الجهة الفعلية المنظمة للمؤتمر وعلى أى أساس يتم تحديد الدول المشاركة وضمانات تفعيل مخرجات المؤتمر بشكل كامل.
الجانب الألمانى يسعى من خلال مؤتمر برلين إلى وقف كافة أشكال التصعيد والصراع والاقتتال المسلح داخل ليبيا بشكل كامل وليس فى طرابلس فقط، ورغبة الدولة الأبرز فى القارة الأوروبية فى وضع حد للصراع الفرنسى – الإيطالى الذى يؤثر بشكل كبير على أمن واستقرار ليبيا ويتسبب فى زيادة حالات الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا إلى القارة العجوز.
كانت وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس" قد كشفت منذ أسابيع عن انخفاض الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا في الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي بنسبة 30% مقارنة بعام 2018، وتمثل قضية الهجرة غير الشرعية الشغل الشاغل لدول القارة الأوروبية التى تعانى من تزايد موجات الهجرة خلال السنوات التسع الماضية.
عقبات عدة تواجه مؤتمر برلين منها المطالبة بوقف إطلاق النار فى طرابلس دون شروط وهو ما ترفضه بعض الأطراف الليبية وخاصة مجلس النواب الليبي والقيادة العامة وتحفظ بعض الدول الإقليمية على هذا الطرح، واشترطت تلك الاطراف ضرورة وضع ضمانات تقضى بحل الميليشيات المسلحة وتسليم أسلحتها قبيل إقرار وقف إطلاق النار فى العاصمة الليبية.
وحتى الآن لم تكشف بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا برئاسة غسان سلامة عن رؤيتها لعقد الاجتماع المواز للأطراف الليبية والذى سيعقد بالتزامن مع مؤتمر برلين، وتنتاب بعض القوى السياسية والاجتماعية فى ليبيا حالة من القلق خوفا من محاولة بعض الأطراف الدولية لرؤيتها لحل لا يتفق مع طبيعة الحالة الليبية التى تحتاج لفهم أعمق وأشمل للأزمة.
المواطن الليبي البسيط يعول على الجهود الوطنية الداخلية لنزع فتيل الأزمة وتوحيد صفوف القبائل وإبرام المصالحة الوطنية، وذلك رغبة منه فى العيش بأمن وسلام واستقرار والشروع فى عملية إعادة إعمار البلاد بعد إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية تحسم حالة الاستقطاب السياسى بين القوى الليبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة