أكد السفير شريف محمد البديوي سفير مصر لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، تأتي في توقيت مهم للغاية، حيث إن المنطقة تمر بالعديد من التغيرات والتحديات التي تستدعي التنسيق والتشاور الدائم بين مصر ودولة الإمارات.
وقال السفير البديوي في حوار لصحيفة الاتحاد الإماراتية: «إن الزيارة تكتسب أهمية خاصة، حيث إنها «زيارة دولة»، ما يعكس مدى اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة وتقديرها لفخامة الرئيس السيسي، ولدور مصر في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج»، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية – الإماراتية تتسم بقدر كبير من التقارب والتنسيق يعززه التفاهم المشترك بين القيادة السياسية في البلدين، وهناك تنسيق دائم بين القيادة المصرية والإماراتية في مختلف المجالات».
وأضاف السفير شريف البديوي: «أن العلاقات «المصرية - الإماراتية» تتسم بقدر عالٍ من التقارب والتنسيق يعززه التفاهم المشترك بين القيادتين السياسيتين، ويمتد التنسيق ليشمل الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وهو ما أعطى بعداً وصبغة جديدة لهذه العلاقات ورسّخ من مكانة القاهرة وأبوظبي أطرافاً فاعلة ورئيسة ومؤثرة في التعامل مع المشكلات الإقليمية، فضلاً عن أن هذا التقارب انعكس إيجاباً على مسار العلاقات الثنائية، وكذلك في التنسيق المنتظم بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، ومن بينها ملفات مكافحة التطرف والإرهاب».
وأوضح، أنه يمكن القول إجمالاً: إن المسار السياسي للعلاقات «المصرية - الإماراتية»، وما يحمله من نقاط ارتكاز وقوة تنعكس في تقارب المواقف إزاء قضايا عدة في المنطقة، وملف مكافحة الإرهاب، والمواقف المصرية الثابتة والمساندة لاستقرار الخليج وأمنه، وهي المواقف التي أعرب عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في أكثر من مناسبة، والتي أكد فيها أن أمن الخليج واستقراره هو من أمن مصر واستقرارها، وركيزة أساسية للأمن القومي العربي وركن أساسي من أركان الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وأشار السفير البديوي إلى أن «التقارب بين مصر والإمارات يؤكده قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بزيارتين لمصر خلال هذا العام، وذلك يعكس التنسيق الدائم والمستمر بين القيادة في البلدين، لافتاً إلى أن دولة الإمارات ساندت الجهود التنموية في مصر منذ قيام ثورة 30 يونيو، وكان لذلك أثر مهم جداً في دفع جهود التنمية في مصر خلال هذه الفترة الصعبة حتى تمكنت مصر من التغلب على العقبات التي كانت تواجهها وعلى رأسها الاقتصاد المصري».
ولفت السفير المصري بأبوظبي إلى أن العلاقات بين الشعبين الإماراتي والمصري هي علاقات تاريخية ويجمعهما الحب والإخاء بين الشعبين وزيارات أبناء دولة الإمارات لمصر، وفي المقابل تحتضن دولة الإمارات جالية مصرية من أكبر الجاليات المصرية في المنطقة والعالم، مؤكداً أن الجالية المصرية تعمل في الإمارات بشكل متميز، وهناك حرص من القيادة الإماراتية على زيادة أعداد الجالية المصرية العاملة في دولة الإمارات لأسباب عدة، أهمها أن المصريين لديهم خبرات في مختلف المجالات والالتزام في العمل وكان للجالية دور على مر السنين في دعم جهود التنمية في دولة الإمارات.
وأشار إلى أن مصر تلمس كذلك حرصاً كبيراً من القيادة السياسية لدولة الإمارات على تقديم الدعم والرعاية الكريمة لأبناء الجالية المصرية المقيمين في كافة مناطق الدولة، ويعملون في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية، ويتمتعون بثقة واعتزاز كبيرين لدى قيادات وحكام الإمارات ولدى إخوانهم من المواطنين الإماراتيين، تقديراً لإسهاماتهم المخلصة على مدار عقود في مسيرة التنمية والبناء والنجاح الذي حققته دولة الإمارات، وهي من أكبر الجاليات في منطقة الخليج والعالم، ويتركز معظمهم في دبي والإمارات الشمالية، حيث يعملون في مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية الإماراتية، ونتطلع إلى ترجمة هذه الثقة، وهذا التقدير إلى تعزيز دور وحجم العمالة المصرية في الإمارات بما يعكس تطلعات قيادتي البلدين.
وأكد حرص السفارة المصرية على الاستفادة من الجولات القنصلية المنتظمة التي يقوم بها وفد من الجهات المصرية المعنية بشكل سنوي للقاء المسؤولين الإماراتيين المعنيين بالموضوعات الخاصة بالوافدين والعمل والعمال لطرح كافة الموضوعات التي تهم الجالية المصرية.
وأكد السفير البديوي أن العلاقات الاستثمارية والتجارية طفرة غير مسبوقة بين الجانبين، سواءً من حيث حجم التبادل التجاري أو الاستثمارات، أو النجاح في التوصل لحلول للعديد من المشكلات الاستثمارية القائمة، حيث كانت الإمارات في المركز الأول عالمياً كأكبر مستثمر في مصر.
وأوضح أن حركة التجارة بين مصر والإمارات شهدت تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الماضية.
ولفت السفير المصري إلى أن البلدين يستهدفان تعزيز وترقية علاقاتهما التجارية، بما يعكس إمكانيات البلدين الشقيقين من خلال تسهيل نفاذ منتجاتهما من مختلف القطاعات التصديرية لدى الأخر، وإزالة كافة العراقيل التي تعترض سبل تنمية التبادل التجاري بينهما، وتوسيع قاعدة الشركات المصدرة، فضلاً عن تبادل الزيارات بين رجال الأعمال، وتكثيف المشاركة في المعارض التجارية في مصر والإمارات، الأمر الذي يسهم في زيادة معدلات التبادل التجاري.
حوار السفير المصرى بالامارات
وأشار السفير البديوي إلى أن الاستثمارات الإماراتية في مصر متعددة، وتعد من أكبر الدول التي لديها مشروعات استثمارية في السوق المصري والتي بلغ حجمها 6.8 مليار دولار أميركي، ويبلغ عدد الشركات الإماراتية التي لديها استثمارات في مصر 1141 شركة تعمل في مجالات عدة منها الزراعة والنفط والسياحة والعقارات، ونعمل دائماً على تسهيل وتقديم كل التسهيلات للمستثمرين بشكل عام والإماراتيين بشكل خاص.
وكشف عن أن هناك عدداً من الاتفاقيات التي يتم توقيعها خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي تصب لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والإمارات، مشيراً إلى حرص الدولة المصرية على تشجيع وجذب المستثمرين بشكل عام الإماراتيين خاصة، مؤكدا أن صدور قانون الاستثمار الجديد في مصر أدى إلى جذب المزيد من الاستثمارات بفضل تسهيل وحل المشكلات التي كانت تواجه المستثمرين.
وقال السفير البديوي: «إن هناك جهوداً متواصلة وعملاً جاداً في إطار مسيرة دعم التنمية في مصر، حيث توجد مشروعات عملاقة تصب في مصلحة المواطن المصري، سواء مشروعات البنية التحتية أو المدن الجديدة كلها مشروعات تضع مصر في مكانة مهمة على خريطة العالم الاقتصادية وتسهيل المناخ العام للاستثمار، حيث تحسين البنية التحتية ومصادر الطاقة، حيث تم تحقيق إنجازات كبيرة في مصر، مثل الاكتفاء الذاتي في الكهرباء وسنبدأ في تصديرها، وكذلك الغاز الطبيعي خلال الفترة القادمة وعلى صعيد مسيرة البناء والتنمية تحققت هذه الإنجازات التي نشهدها بشكل يومي».
وأضاف: إنه في ضوء التوجيهات الواضحة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكثيف وتعزيز التعاون بين مصر والإمارات في المجالات كافة وتقديم كافة التسهيلات الممكنة للمستثمرين الإماراتيين، وتذليل كافة العقبات التي قد تواجههم وهو ما انعكس بشكل إيجابي في استقطاب استثمارات إماراتية جديدة ومضاعفة الاستثمارات التراكمية الإماراتية في مصر ومحافظاتها على مكانتها في المرتبة الأولى بين الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر.
وقال السفير المصري شريف البديوي: «إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو من وضع أسس وقواعد العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث كانت للمغفور له مواقف لا تنسى أهمها دعم مصر في حرب أكتوبر 1973، كما أن له مكانة خاصة في قلوب المصريين، وهذه العلاقات بين الشعبين تقوم على الإخاء، وتعد نموذجاً للعلاقات العربية – العربية».
وأفاد السفير المصري بأن العلاقات الثقافية بين مصر والإمارات متميزة، حيث إن الثقافة المصرية حاضرة بقوة في الفعاليات التي تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، مشيراً إلى أن العلاقات الثقافية في تنام مستمر بين البلدين.
أوضح السفير شريف البديوي بأنه من المتوقع كذلك أن تشهد الفترة المقبلة زخماً في العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الشقيقين، لاسيما مع اقتراب موعد انطلاق معرض «إكسبو دبي 2020»، حيث تجرى الاستعدادات على قدم وساق لإخراج الجناح المصري في المعرض بصورة مشرفة تعكس الحضارة المصرية العريقة والفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصري، وكذا مع تفعيل مجلس الأعمال المشترك بين البلدين الذي صدر مؤخراً قرار وزير التجارة والصناعة بتشكيل الجانب المصري منه.
أكد السفير المصري أنه يجري حالياً الترتيب لعقد اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين، والتي ستكون منوطة بتنفيذ توجيهات القيادة السياسية في البلدين وترجمة تلك التوجيهات إلى برامج تفصيلية للتعاون في مختلف المجالات ذات الصلة بالتنمية الاقتصادية لتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين وتطلعاتهما إلى مستقبل أفضل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة