اكتشفت ناسا أن رواد الفضاء سيواجهون مشكلات كبيرة فى تدفق الدم فى أجسادهم، خلال رحلاتهم الطويلة المستقبلية إلى المريخ، حسب روسيا اليوم.
ويشير تقرير وكالة الفضاء الأمريكية الجديد، إلى أن رحلات الفضاء يمكن أن توقف تدفق الدم فى الأجزاء العلوية من أجساد رواد الفضاء، وعلى هذا النحو، فإن النتائج التى توصلوا إليها تنطوى على آثار صحية خطيرة بالنسبة للبعثات المستقبلية إلى المريخ.
وكشفت الدراسات السابقة، منذ عقود من الزمن، أن السفر الفضائى وظروف الجاذبية الصغرى، تسبب فقدان كتلة العضلات وهشاشة العظام، لكن الاكتشاف الجديد يظهر مشكلة أخرى، تتمثل فى أن البقاء فى الفضاء يمكن أن يؤثر على تدفق الدم عبر الأوعية الدموية الرئيسية فى الجزء العلوى من الجسم، فى الوجه والدماغ والعنق، ما يتسبب فى توقفه أو حتى التدفق بشكل معاكس، وهو خطر صحى لم يكن معروفا سابقا.
وفى الدراسة، فحص العلماء 11 رائد فضاء ممن مكثوا فى محطة الفضاء الدولية لمدة ستة أشهر فى المتوسط.
وبحلول الأيام الخمسين للبعثات، أظهر سبعة من الذين تم فحصهم خلال تقييم الموجات فوق الصوتية أن دماءهم ركدت أو عكست تدفقها فى الوريد الوداجى الأيسر، وهو وعاء دموى كبير يمتد إلى جانب الرقبة، وهو المسئول عن نقل الدم إلى الدماغ والوجه والعنق.
ووجدت ناسا أن أحد رواد الفضاء المشاركين فى الدراسة، طور جلطة فى الوريد الوداجى الداخلى، خلال رحلة فضائية، كما اكتشفت جلطة جزئية لدى أحد الرواد بعد عودته إلى الأرض.
وقال مايكل ستينغر، مدير مختبر القلب والأوعية الدموية فى مختبر جونسون للفضاء التابع لناسا فى هيوستن، وكبير مؤلفى الدراسة: "لم نكن نتوقع أن نرى الركود والتدفق العكسى للدم، هذا غير طبيعى للغاية"، وأشار الدكتور أندرو فاينبرج، أستاذ الطب بجامعة جونز هوبكنز، إلى أن هذه المشكلة خطيرة للغاية، وأضاف: "إذا حصلت جلطة فى الوريد الوداجى الداخلى، فيمكن أن تتحول الجلطة إلى الرئتين وتتسبب فى انسداد رئوى، وهذا أمر خطير للغاية، وإذا حدث ذلك فى مهمة طويلة، فقد تكون كارثية".
لكن هذا الاكتشاف لا يفسد خطط السفر إلى الفضاء، ولا يعنى بالضرورة إمكانية الموت خلال الرحلات الفضائية الطويلة مثل السفر إلى المريخ الذى يتوقع أن يستمر لمدة تصل إلى 8 أشهر. وفقا لبعض الخبراء الذى قالوا إن النتائج ستؤدى فى النهاية إلى تطوير علاجات وتدخلات لمكافحة هذا الخطر الصحي.