شهدت عدة مدن في إيران، اليوم، السبت، تجمعات احتجاجية وقطع طرق، غداة إعلان الحكومة المفاجىء عن زيادة كبيرة في أسعار الوقود في ظل أزمة اقتصادية طاحنة جراء العقوبات الأمريكية، حيث طالب المحتجون الحكومة بالتراجع الفوري عن القرار.
وبحسب وكالة إيسنا الرسمية الإيرانية، خرج متظاهرون في عدة مدن لكن مدينة سيرجان كانت الأكثر حشدا للمتظاهرين.
وبحسب الوكالة، حاول محتجون في مدينة سيرجان مهاجمة مخزن النفط في المدينة لكن الشرطة حالت دون ذلك، وقُتل مدني وأصيب عدد آخر بجروح في سيرجان، ونقلت الوكالة عن حاكم مدينة سيرجان بالإنابة محمد محمود آبادي قوله "للأسف قتل شخص"، مضيفًا أن سبب الوفاة لم يتضح بعد.
وأضافت أن مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر شهدت احتجاحات محدودة، مؤكدة أن سائقي السيارات قاموا بإطفاء سياراتهم احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، مما أدى إلى إغلاق طريق كمربندي المؤدي إلى الحي الصناعي في مدينة شيراز جنوب إيران.
اعتراضات به بالابردن نرخ #بنزین در #تبریز به خشونت کشیده شد.
— BBC NEWS فارسی (@bbcpersian) November 16, 2019
تصاویر دریافتی از ایران نشان میدهد اعتراضات صبح شنبه در شهرهای مختلف ادامه دارد.
معترضان خودروهای خود را در خیابانها و بزرگراهها متوقف کردهاند و در برخی شهرها شعار سر میدهند. pic.twitter.com/iIh2xtDOLN
كما بثت هيئة الإذاعة البريطانية بيى بى سي على نسختها الفارسية مقاطع فيديو، لمحتجين في مدينة تبريز، يرشقون قوات الأمن وحدوث احتكاكات، وردد المحتجون شعارات "البنزين اصبح أعلى سعرا والفقير بات أكثر فقرا"، و"أيها المواطن الغيور نريد دعمك"، و"لا تخافوا فنحن جميعا ما"، و"سنأخذ حقنا ولن نقبل المذلة" "روحاني اخجل من نفسك واترك البلاد بحالها".
اعتراض به افزایش نرخ #بنزین در #شیراز
— BBC NEWS فارسی (@bbcpersian) November 16, 2019
تصاویر دریافتی از ایران نشان میدهد اعتراضات صبح شنبه در شهرهای مختلف ادامه دارد.
معترضان خودروهای خود را در خیابانها و بزرگراهها متوقف کردهاند و در برخی شهرها شعار سر میدهند.
پیامگیر تلگرام:@BBCShoma
واتساپ:
00447342032113 pic.twitter.com/P5WSYlSCyJ
وعلى خلفية الاحتجاجات، اجتمع المجلس الاقتصادي الأعلى في إيران بحضور الرئيس حسن روحاني السبت اجتماعا طارئا لبحث تداعيات خطوة رفع أسعار الوقود والاحتجاجات الشعبية بحضور رؤساء السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.
بدوره قال عضو في لجنة التخطيط والموازنة في البرلمان إن النواب سيقدمون مشروع قانون عاجل يلزم الحكومة بإلغاء قرار رفع أسعار البنزين.
وصرح محمد رضا بور ابراهيمي، عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، أن روحانى سيحضر جلسة البرلمان اليوم، السبت مع فريقه الاقتصادى، كما لفت إلى احتمالية عقد جلسة مشترك مع روحانى الإثنين المقبل.
كما أعرب المرجع الديني آية الله صافي كلبايكاني، عن أسفه وقلقه الشديدين إزاء رفع أسعار البنزين ليلة المولد النبوى (يحتفل الشيعة بالمولد النبوى 17 ربيع الأول)، ودعا البرلمان للتدخل وإلغاء القرار.
وعلى مواقع التواصل الإجتماعى، انتقد الإيرانيون قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود حيث تداول المغردون مقاطع فيديو قالوا إنها لاحتجاج المواطنين في مدن مختلفة.
ومن جانبه قال المنظر الاصلاحى الإيرانى مصطفى تاج زادة إن زيادة سعر البنزين تزامنا مع تنامي التضخم والبطالة والعقوبات دون الرجوع إلى أصوات الشعب وعدم اعطاء الاولوية لرفع العقوبات عن كاهله هو خيار سيء ولا مبرر له، مضيفا أن قرار رؤساء السلطات الثلاثة لن يخفف الضغوط عن الشعب.
دلایل گرانکردن پلکانی #بنزین همزمان با افزایش حقوق و دستمزدها و مهار تورم، مانند آنچه در دولت خاتمی رخ داد، کموبیش برای مردم روشن است. اما برایشان روشن نیست که چرا ایران باید #تحریم شود؟ و چرا ایرانیان نباید مانند اکثریت قاطع کشورهای جهان، عادی و بدون تحریم زندگی کنند؟
— مصطفی تاجزاده (@mostafatajzade) November 15, 2019
وليلة الجمعة بدأت إيران تقنين توزيع البنزين ورفعت أسعاره بنسبة 50% أو أكثر، في خطوة جديدة تهدف إلى خفض الدعم المكلف الذي تسبب بزيادة استهلاك الوقود وتفشي عمليات التهريب.
وبحسب الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط أنه سيكون على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف تومان (13 سنتًا) لليتر، لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر، وسيُحسب كل لتر إضافي بـ30 ألف تومان، وذلك بعد أن كان سعر لتر البنزين المدعوم من الدولة، يبلغ 10 آلاف تومان (أقل من تسعة سنتات).
واستُحدثت بطاقات الوقود للمرّة الاولى في 2007 في مسعى لإصلاح منظومة الدعم الحكومي للوقود ووضع حد للتهريب الذي ينتشر على نطاق واسع.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية إن انخفاض أسعار البنزين بشكل كبير دفع إلى زيادة الاستهلاك مع شراء سكان إيران البالغ عددهم 80 مليونًا ما معدله 90 مليون لتر في اليوم.
وبالتزامن مع تحريك أسعار الوقود، دشن روحاني مبادرة دعم 18 مليون اسرة أكثر احتياجا، وقال إن العائدات من هذه التدابير ستعود بالفائدة على نحو 60 مليون إيراني.
وأكد روحاني أن العائد "لن يذهب أي ريال منه لخزانة الدولة".
وقال رئيس منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية محمد باقر نوبخت لوكالة الأنباء الرسمية إن القرار سيدر 300 ألف مليار ريال (حوالى 2,3 مليار يورو).
وأوضح أن المبالغ التي تعاد إلى نحو 60 مليون إيراني ستتراوح بين 550 ألف ريال (نحو 4,2 ملايين يورو بالسعر الحر) للعائلات المكونة من زوجين، إلى مليوني ريال (15,8 يورو) للعائلات المكونة من 5 أشخاص أو أكثر. وأوضح أنه "سيتم التعامل مع أولى المدفوعات في غضون الأسبوع أو الأيام 10 المقبلة".