لليوم الثانى على التوالى يواصل الإيرانيون احتجاجهم، على خلفية رفع أسعار الوقود، وقال التلفزيون الإيرانى سقط عدد من الجرحى فى صفوف المتظاهرين وقوات الأمن جراء اشتباكات بين الجانبين فى بعض المدن.
ويرصد "اليوم السابع" أبرز الأسباب التى أدت للتظاهرات فى إيران، وما هى دوافع الاحتجاجات؟ وكيف ردت الحكومة؟
لماذا يتظاهر الإيرانيون؟
خرج عشرات الإيرانيون فى احتجاجات منذ أمس الجمعة، 15نوفمبر، ضد الإعلان المفاجئ للحكومة الإيرانية ليلة الجمعة، بزيادة كبيرة فى أسعار الوقود وصل لـ 3 أضعاف، وفى اليوم الثانى على التوالى اتسعت التظاهرات لتشمل احتجاحات محدودة فى مدن شيراز وبندر عباس وخرمشهر وماهشهر بحسب الوكالة الرسمية الإيرانية، كما قام سائقى السيارات قاموا بإطفاء سياراتهم، مما أدى إلى إغلاق طريق كمربندى المؤدى إلى الحى الصناعى فى مدينة شيراز جنوب إيران. وحدثت احتكاكات بين متظاهرين وقوات الأمن فى مدينة تبريز، واشعل محتجون النار فى بنك شهر باصفهان، وقال ناشطون أن قوات الشرطة تصدت بالغاز المسيل للدموع لمواطنين حاولوا إغلاق طرق فى طهران.
كيف يشكل الوقود أزمة فى بلد غنى بالنفط؟
رغم احتياطيات إيران الضخمة من الطاقة، تجد إيران صعوبة منذ سنوات فى تلبية الطلب المحلى على الوقود بسبب نقص السعة التكريرية والعقوبات الأمريكية التى تحد من توافر قطع الغيار اللازمة لصيانة المجمعات، فى الوقت نفسه تعد أسعار البنزين فى إيران من أرخص البلدان عالميا بسبب الدعم الكثيف وتراجع قيمة عملتها، لكن البلد يعانى من تفشى ظاهرة تهريب الوقود إلى الدول المجاورة.
هل سقط قتلى فى التظاهرات؟
قُتل مدنى وأصيب عدد آخر بجروح فى سيرجان، بينما قالت العربية الإخبارية أن عدد القتلى ارتفع لـ 9 اشخاص.
ما هى شعارات المتظاهرين؟
وردد المحتجون شعارات "البنزين أصبح أعلى سعرا والفقير بات أكثر فقرا"، و"أيها المواطن الغيور نريد دعمك"، و"لا تخافوا فنحن جميعا ما"، و"سنأخذ حقنا ولن نقبل المذلة" "روحانى اخجل من نفسك واترك البلاد بحالها".
ما هو قرار الحكومة تجاه الوقود؟
قرار تحريك أسعار الوقود حاولت حكومة الرئيس حسن روحانى اتخاذه فى ديسمبر 2018 لكن مجلس الشورى (البرلمان) عرقل تبنى القرار بينما كانت تهز البلاد تظاهرات غير مسبوقة نجمت عن فرض إجراءات تقشفية.
لكن بشكل مفاجئ ووسط ازمة اقتصادية طاحنة عقوبات تثقل كاهل الإيرانيين أعلنت الحكومة ليلة الجمعة قرار تقنين توزيع البنزين ورفعت أسعاره بنسبة 50% أو أكثر، وبموجب القرار، سيكون على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف تومان (13 سنتًا) لليتر، لأول 60 ليترًا من البنزين يتم شراؤها كل شهر، وسيُحسب كل ليتر إضافى بـ30 ألف تومان، وذلك بعد أن كان سعر ليتر البنزين المدعوم من الدولة، يبلغ 10 آلاف تومان (أقل من تسعة سنتات)، فى خطوة جديدة تهدف إلى خفض الدعم المكلف الذى تسبب بزيادة استهلاك الوقود وتفشى عمليات التهريب.
وبالتزامن مع القرار دشن روحانى مبادرة دعم 18 مليون من الأسر الأكثر احتياجا، من خلال دفع العائدات المالية الناجمة عن القرار إلى الشرائح الضعيفة بدءً من الأسبوع المقبل، إضافة إلى عدم رفع سعر الجازوئيل" (الذى يستخدم وقودا للشاحنات التى تنقل البضائع والمواد الغذائية).
ما هى مواقف السياسيين ورجال الدين من الاحتجاجات؟
اثار القرار انقسامات خصوصا على شبكات التواصل الاجتماع، وفى الأوساط السياسية التى تنتقد خصوصا توقيت الإجراء قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة فى فبراير 2020، وفى وقت دعم رؤساء السلطات الثلاثة (التنفيذية والتشريعية والقضائية) القرار رأى المنظر الاصلاحى الإيرانى مصطفى تاج زادة أن زيادة سعر البنزين تزامنا مع تنامى التضخم والبطالة والعقوبات دون الرجوع إلى أصوات الشعب وعدم اعطاء الاولوية لرفع العقوبات عن كاهله هو خيار سيء ولا مبرر له، مضيفا أن قرار رؤساء السلطات الثلاثة لن يخفف الضغوط عن الشعب. كما أعرب المرجع الدينى آية الله صافى جلبايجانى، عن أسفه وقلقه الشديدين إزاء القرار الذى أعلن ليلة المولد النبوى (يحتفل الشيعة بالمولد النبوى 17 ربيع الأول).
ما هو موقف الاقتصاد الإيرانى الأن؟
منذ أن عادت الولايات المتحدة فرض عقوبات مشددة على طهران بعد انسحابها من الاتفاق النووى، يتدهور الاقتصاد الإيرانى، وانخفضت العملية المحلية الإيرانية مقابل الدولار، وبلغت نسبة التضخم أكثر من 40% حاليًا بينما يتوقع صندوق النقد الدولى بأن ينكمش الاقتصاد بنسبة 9% هذا العام وأن تكون نسبة النمو معدومة (0%) فى 2020.
كيف كان رد فعل الحكومة؟
عقد المجلس الاقتصادى الأعلى فى إيران اجتماعا برئاسة حسن روحانى، لبحث تداعيات الأزمة، وأكدت السلطات الإيرانية الثلاث ضرورة التعاون بينها لتطبيق خطة تقنين البنزين، ودعت جميع المؤسسات للعمل على تطبيقها بالكامل وبنجاح.، وتقول السلطات أن هدف من الخطة "إيجاد العدالة الاجتماعية لـ60 مليون إيرانى من محدودى الدخل، ومحاربة تهريب الوقود، وتقليص الفساد، وإدارة استهلاك الوقود.
من جهته دعا رئيس البرلمان على لاريجانى فى الاجتماع جميع الأجهزة الحكومية للتعاون لإنجاح الخطة.كما أكد نائب رئيس السلطة القضائية على أن أجهزة القضاء ستتعاون بالكامل لتطبيق الخطة.
ما هى ردود أفعال الصحف الإيرانية؟
أبرزت الصحف صدمة الإيرانيين الذين يرزحون تحت ضغط العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ انسحابها من الاتفاق النووى مايو 2018.
بدورها كتبت صحيفة ايران الحكومة مانشيت عددها اليوم "أموال البنزين من أجل منخفضى الدخول"، فى إشارة إلى المبادرة التى أطلقها الرئيس الايرانى بالتزامن مع القرار بدعم نقدى من مبيعات البنزين، يشمل 18 مليون اسرة أكثر احتياجا أى 60 مليون إيرانى.
بالمقابل صحيفة كيهان المتشددة والمنتقدة للحكومة، دعت حكومة روحانى للمتابعة الدقيقة للأسواق بعد قرار رفع أسعار البنزين، للحيلولة دون رفع أسعار السلع.
اما صحيفة رسالت كتبت "قرار صادم فى منتصف الليل" فى إشارة إلى عنصر المفاجأة الذى صاحب اعلان القرار منتصف ليل الجمعة الماضية، حيرة ودهشة من قبل الايرانيين من البنزين ذات الـ 3 آلاف تومان.
وكتبت صحيفة صبح نو: عودة إلى الوراء: حكومة روحانى فى النهاية طبقت سياسة الـ 10 سنوات الماضية وحددت سعرين للبنزين".
أما صحيفة صداى اصلاحات، كتبت على صفحتها الأولى هشتاج الاستقالة، "الشعب قطع أمله فى روحانى، اسمعوا أصوات احتجاجات الشعب على أسعار البنزين والضغوط الاقتصادية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة