على أنغام الموسيقى العربية والكلاسيكية، احتفل المتحف المصرى بالتحرير، مساء الجمعة بمرور 117 عاما على افتتاحه بحضور عدد من الوزراء الحاليين والسابقين على رأسهم وزير الآثار، بالإضافة إلى أعضاء مجلس النواب وسفراء من دول العالم وكبار الشخصيات العامة والفنانين المصريين ولفيف من السادة كبار الصحفيين والإعلاميين والكتاب، ووزيرة الهجرة، والسفير السعودى بالقاهرة أسامة النقلى، والنجمة يسرا، والنجمة ليلى علوى، والفنانة هالة صدقى، والفنانة منال سلامة، والدكتور أحمد زكى بدر وزير التعليم الأسبق.
وافتتح وزير الآثار معرضين مؤقتين لمدة شهرين عن خبيئات المومياوات والتعليم فى مصر القديمة، بـالمتحف المصرى بالتحرير، بمناسبة الاحتفال بمرور 117 عاما على افتتاحه. وكشف الوزير على هامش افتتاحه المعرضين، إنه تم الانتهاء من متحف الغردقة، وسوف يتم تحديد موعد افتتاحه بعد تفقده فجر اليوم.
يضم المعرض الأول مجموعة مختارة من الأربع خبيئات التى تم العثور عليها من قبل منهم خبيئتان للمومياوات الملكية: خبيئة الدير البحرى التى تم الإعلان عنها عام 1881 وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثانى KV35 عام 1898، والتى تم العثور بهما على عدد من المومياوات الملكية من بينها مومياوات الملك رمسيس الاول والثانى، والثالث، وسيتى الأول والثانى، وسن رع وغيرهم.
ويسلط معرض الثانى الضوء عن التعليم فى مصر القديمة عن طريق عرض مجموعة فريدة من القطع التى توضح شكل العملية التعليمية بمصر القديمة وأنماطه المختلفة التى ساهمت فى تشكيل الحضارة المصرية القديمة بشكل عام وتأثيرها على الحضارات الأخرى.
وقال وزير الآثار، إن المتحف المصرى بالتحرير، هو صرح عريق ربما سبق إنشاؤه علم المتاحف ذاته، والذى يضم بين جنباته إرثاً حضارياً لواحدة من أعرق وأقدم الحضارات فى التاريخ الإنساني.
وأوضح وزير الآثار، خلال احتفالية مرور 117 سنة على المتحف المصرى بالتحرير، إنه يقيناً من وزارة الآثار بأهمية ودور المتحف المصرى التاريخى ودعماً له فى استمرار أداء رسالته؛ فإنها لم تألُ جهداً فى تطويره والإبقاء عليه كواحد من أهم المتاحف فى العالم مُتمتعاً بكل عناصر الجذب لزواره، ليس فقط من السائحين، بل من أساتذة وباحثى وطلاب الآثار المصرية من جميع أنحاء العالم، واصفا إياه، وكنوزه الأثرية الفريدة، سفيراً فوق العادة لمصر وزائريها، يؤدى رسالته فى التعريف بالحضارة المصرية، وخدمة مُحبيها، والباحثين فيها، ليس فقط من خلال معروضاته الثمينة، ولكن أيضاً من خلال المعارض المؤقتة التى تُقام به أو المعارض المؤقتة خارج مصر، مشيرا إلى المعرضين الذى سيتم افتتاحهما بمناسبة العيد الـ117 للمتحف.
قال وزير الآثار، إن مشروع التطوير الجارى والتأهيل الجارى بالمتحف المصرى انتهت المرحلة الأولى منه، والذى تقوم به الوزارة بالتنسيق مع وزارة الاستثمار والتعاون الدولى وبالشراكة مع الاتحاد الأوروبى، والذى تم الإعلان عن البدء فى تنفيذه فى شهر يونيو الماضى والذى سيتم تنفيذه خلال السنوات الثلاث القادمة بمنحة مُقدمة من الاتحاد الأوروبى قدرها 3.1 مليون يورو، ولأول مرة، يُشارك فى المشروع تحالف من أهم 5 متاحف أوروبية، هي: المتحف المصرى بتورين، ومتحف اللوفر، والمتحف البريطانى، ومتحف برلين، ومتحف ليدن بهولندا، بالاضافة إلى المعهد الفرنسى للآثار الشرقية، لوضع رؤية استراتيجية جديدة للمتحف، وتطوير نظام العرض المُتحفى للمجموعات الأثرية ومعامل ترميم وصيانة الآثار، وجميع المرافق وفقاً للمعايير الدولية وبالشكل الذى يؤهله لاستقبال أكبر عدد ممكن من الزوار، مضيفا أن الوزارة انتهت من المرحلة الأولى لمشروع تطوير مبنى المتحف، بدعمٍ من وزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية.
ولفت الوزير أثناء كلمته فى احتفالية 117 سنة على المتحف المصرى بالتحرير، إلى أنه تم البدء فى المرحلة الثانية من المشروع بدعم من الاتحاد الأوروبى، بهدف استكمال أعمال الترميم والتطوير الشامل لمبنى المتحف، وتشمل أعمال التطوير: شخاشيخ أسطح المتحف، الجمالون أعلى البركة، القبة أعلى المدخل الرئيسى، المُسطحات الزجاجية بالقاعات الجانبية، تغيير كافة زجاج المتحف بنوعية زجاج تربليكس، واستكمال العمل فى الأرضيات والجدران والأسقف والتى تتضمن طلاء الحوائط بعد عمل المكاشف اللازمة للكشف عن اللون الأصلى لها ولزخارفها.
وكشف وزير الآثار، عن انطلاق المرحلة الأولى من الموقع الإلكترونى "آثار مصر" فى نسخته التجريبية، والذى يهدف إلى التعريف بالمواقع الأثرية والمتاحف المصرية.
وتوجه الوزير بالشكر إلى فريق العمل بوزارة الآثار الذى عمل بجدٍ بالاشتراك مع فريق من وزارة الاتصالات حيث عملوا لوضع استراتيجية تهدف فى المقام الأول إلى تطوير وتحسين الخدمات السياحية الثقافية وإظهار قيمة المعالم التراثية وزيادة فرصة انتشارها، حيث شملت المرحلة الاولى من العمل عرض بيانات لعدد 50 موقعا أثريا على مستوى الجمهورية، والتى نهدف لزيادتها فى الفترة القادمة.
وفى نهاية كلمته هنأ الوزير فريق عمل المتحف المصرى من أمناء وأثريين ومرممين وفنيين وعمال فى عيدهم، وكذلك العاملين فى كل مشروعات الوزارة، كما توجه بالشكر، لشركاء وزارة الآثار فى النجاح وكل الجهات المصرية والأجنبية، وأيضاً لشركة إنرشيا والعاملين فيها لرعاية هذا الحدث الهام.
وقالت الدكتورة نيفين نزار، معاون الوزير لأعمال العرض المتحفى، ومدير وحدة العرض المتحفى، إن المعرض المؤقت تحت عنوان التعليم فى مصر القديمة، يأتى مع إعلان الحكومة أن العام هو عام التعليم، حيث تمتد جذور الحضارة المصرية القديمة إلى العصور الحجرية، ومع معرفة الكتابة عرفت الكلمات والأعداد ومن ثم تمكن مهندسو العمارة فيما بعد من بناء الأهرام والمعابد وقسم الفلكيون اليوم إلى ساعات، والفصول إلى شهور، واستطاع الإداريون حساب الضرائب وهكذا تطور المجتمع المصرى إلى طبقات إدارية متعددة.
وأشارت الدكتورة نيفين نزار، أنه تم طبع كتيب جديد يوزع على الزوار عبارة معلومات تعريفية وأسئلة تساعد على رفع الوعى الأثرى.