أكرم القصاص

فى واقعة بنزين إيتاى البارود.. الفقير ليس لصا وبعض الفاسدين أثرياء وكثير من الفقراء شرفاء!

السبت، 16 نوفمبر 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما جرى فى حادث تسرب البنزين والانفجار فى إيتاى البارود بالبحيرة فتح الباب لجدل ومناقشات اجتماعية، خاصة بعد نشر فيديوهات سابقة للانفجار، وعدد كبير من المواطنين يملؤون جراكن البنزين لتخزينها أو بيعها، ومنهم من مات أو أصيب بعد وقوع حريق. 
 
ظهرت تساؤلات عن استمرار تسرب البنزين لساعات من دون أن يبلغ أى شخص الجهات المحلية أو الحكومية لاتخاذ إجراءات وقائية أو التصرف لإغلاق التسرب، وربما تظهر التحقيقات عما إذا كان الكسر متعمدا أم لا، وكالعادة تحول الحادث إلى مناسبة للجدل والاتهامات، وما إذا كان الضحايا أخطأوا فى محاولة تعبئة بنزين وهو مادة ملتهبة وقابلة للاشتعال، وعرضوا أنفسهم للخطر، أم أنهم كانوا يقومون بعمل طبيعى. وطبعا كالعادة سارع البعض بتعميم الحكم واتهام المواطنين، وهناك من أدان السلوك ومن استهجن أن يبقى الماسورة مكسورة طوال النهار ولا أحد يبلغ المسؤولين.
 
بعض ممن برروا سرقة البنزين أو غيره ارجعوا ذلك إلى الفقر، خاصة بعض قنوات الإخوان التركية التى تريد أى جنازة وتشبع فيها لطم، فقد وجدوها فرصة لمهاجمة الدولة والحكومة، وقالوا إن الفقر وراء إقبال الناس على تعبئة بنزين يعتبر من المال العام.
 
وربما تكون قنوات اللطم معذورة، تريد هيصة لممارسة اللطم والشتم بلا عقل، لكن بعض أصحاب الرأى الطبيعيين أرجعوا السرقة للفقر. 
 
الفيديوهات يظهر فيها مواطنون لا يمكن الحسم بأنهم فقراء أو محتاجين فقد كان هناك أعداد من الناس أحضروا توك توك أو سيارة ليحملوا، وهؤلاء نسبة من الأهالى وليس كلهم، وبالتالى فإن القول إنهم كلهم فقراء أمر فيه تعدٍ وادعاء واستسهال، فلا أدلة على الحالة الاجتماعية والاقتصادية لمن سحبوا البنزين، وإذا قمنا بتحليل الحالة الاجتماعية للناس الذين سرقوا البنزين سنكتشف أن منهم من هو غير محتاج، وبالتالى لا يفترض الصاق كل سلوك سيئ بالفقر والفقراء، لأن هذا فيه تعالٍ وتغييب للتفكير، ربما يكون من بينهم من هم فقراء، لكن ليسوا كلهم، ومنهم من لا يحتاجون، مستعدون دائما لأخذ ما ليس لهم أو استحلال المال العام والخاص.
 
صحيح أن الفقر مشكلة وعار وسيئ يجب مقاومته، لكن لا يمكن تبرير كل سلوك إجرامى بأن وراء الفقراء، هناك فقراء لا يمدون أيديهم إلى مال غيرهم ويصرون على العمل فى أعمال لا تدر عليهم ربحا، ومع هذا لا يسرقون، ولدينا حالات لعمال وناس بسطاء عثروا على ذهب فى مطار أو شارع وسلموه أو مال فى مواصلات وسلموه، والقول إن الفقراء بالضرورة يفسدون هو ادعاء باطل.
 
ولو استعرضنا أحوال رؤساء أحياء أو شركات أو موظفين مرتشين، نكتشف أن أغلبهم اغتنوا ولم يتوقفوا عن الرشوة والسرقة، بينما بعض الموظفين حتى لو محتاجين يرفضون الرشوة، ويفضل الواحد منهم العمل أعمال إضافية ولا يمد يده إلى مال ليس من حقه، بينما المرتشى يغتنى، ويستمر بعد عبور الفقر فى الرشوة، هناك فاسدون ومرتشون رواتبهم تتخطى عشرات الآلاف، ومع هذا يسرقون ويرتشون أو يختلسون وعلى العكس هناك موظفون بسطاء لا يفعلون ذلك، لأن الأمر يتعلق بالقابلية للفساد. 
 
وعليه فإن الادعاء بأن الفقر وراء سرقة البنزين أو انتشار الفساد هو ادعاء لا يوجد ما يسنده، ومن سرقوا كانوا سيسرقون أى شىء، لأن لديهم قابلية للفساد واستحلال للمال العام أيا كان، ويمكن أن نجد بينهم مرتشين أو لصوصا يمكنهم الحصول على أى شىء فى الشارع طالما أنه بعيد عن الأعين، الفقر ليس أمرا يدعو للفخر، لكن الصاق كل سلوك إجرامى بالفقر فيه ظلم للفقراء، وتجاهل لأسباب الجريمة أو الإجرام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة