اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم، الثلاثاء، بعدد من التقارير والقضايا فى مقدمتها إعلان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو تغيير موقف واشنطن بشأن الاستيطان الإسرائيلى وتطورات عزل ترامب.
الصحف الأمريكية:
كيف علق الرئيس الأمريكى على شهود جلسة اليوم قبل انطلاقها
هاجم الرئيس الامريكي دونالد ترامب الكولونيل ألكسندر فيندمان (مدير الشئون الاوروبية في مجلس الامن القومي) عندما قام الاخير بالإدلاء بشهادته الشهر الماضي امام الكونجرس الامريكي وتسأل ترامب عن سبب تدخل فيندمان بالأمر، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان.
ومن المقرر أن يدلى فيندمان بشهادته العلنية في الكابيتول في جلسات قضية عزل ترامب الجاري العمل بإجراءاتها، اليوم الثلاثاء، كما ستشهد جنيفر ويليامز مساعدة نائب الرئيس، والمبعوث الخاص السابق لأوكرانيا كورت فولكر وتيم موريسون وهو مسئول رفيع المستوى في مجلس الامن القومي.
يذكر أن الشهود الأربعة كانوا قد أدلوا بشهاداتهم في جلسات مغلقة امام لجنة الاستخبارات في الكونجرس.
ووفقا للتقرير فقد نفى ترامب ارتكابه أي مخالفات، لكن هجومه الصريح الاسبوع الماضي على الشهود جاء بنتائج عكسية حيث اعتبره الكثير تهديدا لهم وهو ما يعتبر غير مقبول من الرئيس الامريكي.
وفي نفس السياق قال ياتريك كوتر المدعي الفيدرالي السابق الذي تحول إلى محامي دفاع إن هؤلاء الشهود هم ملائكة بالنسبة إلى الديموقراطيين وشياطين بالنسبة لترامب والحزب الجمهوري واصفا موقفهم بالبطولي.
واستكملت اللجنة بناء إعداد الشهود، حيث أعلنت ضم مسئول وزارة الخارجية ديفيد هولمز الذي قال في وقت سابق إنه قد استمع الى مكالمة بين ترامب وسفير الاتحاد الاوروبي الخميس القادم، لقائمة الشهود.
وفى وقت سابق، قال فيندمان اثناء شهادته للمحققين إنه استمع إلى المكالمة بين الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني يوم 25 من يوليو بصفته كبير الخبراء الأوكرانيين في البيت الابيض وعبر عن مخاوفه وشكوكه بشأن المكالمة الى محامين مجلس الامن القومي.
وبحسب روايات متعددة يعتبر فيندمان شاهدا رئيسيا على أحداث اجراءات العزل ومن ضمنها اجتماع البيت الابيض الذي عقد في 10 من يوليو عندما ضغط سونلاند السفير لدي الاتحاد الاوروبي على المسئولين الاوكرانيين للإعلان عن تحقيق بشأن جو بايدن المرشح الديمقراطى المحتمل لانتخابات 2020، وابنه.
ووفقا للصحيفة فقد قال باول روزنزويج وكان مسئول قانوني كبير في إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون إن الجمهوريين يكافحون من أجل إقامة دفاع قوي لصالح ترامب.
وهناك اثنان من الشهود الذين كان من المقرر أن يدلوا بشهاداتهم اليوم الثلاثاء وهم فولكر وموريسون مدرجين في قائمة الشهود التي طلبها الجمهوريون، وقال موريسون الذي استمع أيضًا إلى مكالمة يوليو أنه لا يعتقد أنه كان بها شئ غير لائق
بينما كان فولكر أول شاهد رئيسي يتم إزاحته قبل ستة أسابيع من المتوقع أن يواجه صعوبة بين إنكاره في الوقت الذي كان هناك أي جهد من جانب المسؤولين الأمريكيين لحث أوكرانيا على التحقيق مع بايدن، وتأجيل الشهادة منذ الإشارة إلى أن هناك جهدا بقيادته للمضي في التحقيقات.
زيادة الشكوك إزاء صحة ترامب بعد زيارته غير المقررة للمشفى
قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الزيارة غير المقررة التى قام بها الرئيس دونالد ترامب إلى المستشفى لإجراء فحوصات قد أثارت حالة من الشكوك إزاء صحته، على الرغم من إصرار البيت الأبيض على أن الرئيس كان يبدأ فى الفحص السنوى الذى يقوم به.
وأشارت الوكالة إلى أن الزيارة لمفاجئة إلى المستشفى بالنسبة لأى رئيس ستثير تساؤلات. إلا أن هذا التدقيق يزداد مع رئيس لديه تاريخ من المبالغة واللعب بالحقائق، ويمنح المتشككين مساحة لترويج نظرياتهم.
فقال جو لوكهارت، الذى عمل متحدثا صحفيا فى إدارة بل كلينتون، والذى تم عزله هو نفسه لعرقلة العدالة والكذب تحت القسم، إن الأمر المؤكد من هذه الزيارة أنها لم تكن روتينية، وأنه لم يذهب من أجل الفحص الدورى الذى يقوم به كل عام. وقال إن ما يعنينا هذا أننا لن نعرف ما هى القضية الطبية.
ولم يكن الموعد الطبى لترامب مقررا ضمن جدوله المعلن يوم السبت، كما أن آخر فحص قام به كان قبل تسعة أشهر. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفانى جريشام إن الرئيس، البالغ من العمر 73 عاما، كان يتوقع عاما مشغولا للغاية فى 2020، وأراد ان يستغل فراغ عطلة نهاية الأسبوع فى واشنطن ويبدأ الإعداد لفحوصه الدورية.
وتقول كاثلين هول جاميسون، مديرة مركو أنينبيرج للسياسة العامة فى جامعة بنسلفانيا، إنه من المنطقى أن تطرح الصحافة أسئلة عن صحة ترامب، مضيفة أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل فى إخفاء الرؤساء أمراضهم عن الرأى العام.
فقد عانى ودرو ويلسون من سكتة دماغية سببت الشلل فى عام 1919، وتم إخفاء كل التفاصيل المتعلقة بإعاقته عن الرأى العام. وفاز فرانكلين روزفلت بفترة رابعة على الرغم من ارتفاع ضغط الدم الشديد الذى تسبب فى وفاته بعد 11 أسبوع فقط من فترته. وعانى دوايت أيزنهاور من أزمة قلبية فى فترته الأولى فى عام 1955، وتم إعادة تقييم لسجلاته الطبية والمعلومات العامة بعد أربعة عقود وجدت أن المعلومات التى تم كشفها للرأى العام تم توجيهها لخدمة مصالحه السياسية قبل حملة إعادة انتخابه فى 1956.
إعلان بومبيو بشأن المستوطنات قلب للسياسة الأمريكية
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الخطوة تمثل قلب للسياسة الأمريكية القائمة منذ أكثر من 40 عاما، والتى أعلنت التوسع الإسرائيلى فى الأراضى المحتملة منذ حرب 1967 عقبة كبرى أمام تسوية الصراع الأقدم فى الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما كان يشير إلى المستوطنات بأنها غير شرعية، وقبل شهر من مغادرته للبيت الأبيض، أصبح أوباما أول رئيس أمريكى يمتنع عن استخدام حق الفيتو فى أحد قرارات الأمم المتحدة التى لا تعد ولاتحصى بشأن وصف المستوطنات بأنها غير قانونية. وامتنعت إدارة أوباما عن المشاركة فى التصويت فى الأمم المتحدة بشأن مشروع قرار يصف المستوطنات بانها انتهاك صارخ بموجب القانون الدولى، مما سمح بتمرير القرار.
وقال دينس روس، المبعوث الأمريكى الأسبق للسلام فى الشرق الأوسط، أن توقيت القرار غامض بالنسبة له. وأضاف أنه لو كان لا يزال هناك اهتمام بتقديم خطة ترامب للسلام، فلن يكون هناك رغبة فى القيام بأى شىئ يضع القادة العرب فى موقف سيتحركون ضده.
بينما قال أرون ديفيد ميلر، مفاوض السلام الأمريكى السابق والذى عمل فى إدارات جمهورية وديمقراطية، إن القرار فى جوهره أضفى شرعية على المشروع الاستيطانى بأكمله ومنح الضوء الأخضر له فى الوقت الذى لا تزال فيه عملية السلام فى غيبوبة، وهم، أى الإدارة الأمريكية، يعرفون أنها لن تعود على الأرجح.
الصحف البريطانية:
إعلان بومبيو بشأن المستوطنات الإسرائيلية هدية لنتنياهو
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الإعلان الأمريكى بأن المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية لا تنتهك القانون الدولى، تمثل هدية لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذى يحارب من أجل البقاء السياسى، وينتظر لمعرفة ما إذا كان معارضه بينى جانتز يمكن أن يكون حكومة ائتلافية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الموقف الأمريكى يمثل رفضا لقرار مجلس الأمن الدولى فى 2016 بأن هذه المستوطنات تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولى، وأيضا رفض للموقف القانونى الأمريكى حول هذه القضية منذ عام 1978. كما أنها تمثل إنكارا لمعاهدة جنيف الرابعة، التى تحظر نقل السكان من قبل قوة محتلة، وشقاق جديد لواشنطن مع حلفائها فى أوروبا والعالم الإسلامى.
ورأت الصحيفة إعلان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو بأنه امتداد لسياسة ترامب السابقة التى شهدت مجموعة من التحركات المؤيدة لإسرائيل بقوة والتخلى عن دور واشنطن التاريخى فى الوساطة. وكانت الإدارة قد اعترفت بالفعل بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترفت أيضا بالسيادة الإسرائيلية فى الجولان المحتلة.
وأشارت الجارديان إلى أن بومبيو لتبرير هذا التغير فى السياسة، لجأ إلى نفس اللغة التى سبق أن استخدمها لتبرير الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وقال إنها تعكس "الحقيقة على الواقع".
كما أن ظهور بومبيو النادر فى غرفة الإحاطة بالخارجية الأمريكية، فى الوقت الذى يواجه فيه انتقادات للفشل فى الوقوف مع الدبلوماسيين الأمريكيين العالقين فى مسألة عزل ترامب، ربما يكون هدفه تعزيز مكانته بين الجمهوريين فى ولايته كنساس، حيث يبدو أنه يفكر فى الترشح على مقعد بمجلس الشيوخ، بحسب الصحيفة.
حكومة جونسون لن تجرى تقييما لأضرار بريكست الاقتصادية
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن حكومة بوريس جونسون اعترفت أنه من غير المرجح أن يتم إجراء تحليل للصرر الاقتصادى المحتمل لخطة رئيس الوزراء للخروج من الاتحاد الأوروبى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة تخلت عن خطط نشر تقييم وزارة الخزانة فى ظل تقديرات تشير إلى أن الثمن الذى سيدفعه الاقتصاد البريطانى نتيجة للبريكست سيتراوح ما بين 70 إلى 130 مليار جنبه استرلينى.
وهاجمت جولى وارد، عضو البرلمان الأوروبى عن حزب العمال، هذا الموقف ووصفته بأنه تقصير فى أداء الواجب. وقالت وارد إن الحكومة لا تريد حتى معرفة أو لا يبدو حتى أنها تهتم ما الذى ستعنيه اتفاق البريكست الجديد للاقتصاد والأعمال والعائلات عبر البلاد.
وتعرض وزير الخزانة ساجد جاويد لانتقادات شديدة لرفضه نشر تقييم قبل تصويت مجلس العموم على خطة الانفصال الخاصة بجونسون الشهر الماضى. وأشار المجلس إلى أن الخطة تشبه بيانات الخزانة من العام الماضى، والتى قالت إن اتفاق التجارة المحدود الذى يخطط جونسون الآن له مع الاتحاد الأوروبى سيقلل الناتج القومى 6.7% على مدار السنوات الخمسة عشر المقبلة، مما يعنى خسارة للنمو تقدر بـ 130 مليار استرلينى.
كانت وزارة بريكست قد نشرت تقييم لأثار الانسحاب على المخاطر والتكاليف والفوائد الخاصة بالأعمال التجارية، لمنها اعترفت أنه ليس تقييما اقتصاديا.
الصحف الإيرانية:
المتشددون يصطادون فى ماء عكر والحكومة تعجل صرف دعم الأسر الفقيرة
لليوم الخامس على التوالى ألقت الصحافة الإيرانية الضوء على تداعيات احتجاجات الوقود التى اندلعت منذ الجمعة الماضية وتلقى بظلالها على المشهد السياسى الإيرانى، وقالت صحيفة آرمان ملى الإصلاحية فى تقريرها تحت عنوان "التیار المتشدد يصطاد فى الماء العكر" أن بعض النواب المتشددين والأصوليين فى البرلمان، حاولوا التحريض ضد الرئيس حسن روحانى مستغلين الوضع فى البلاد لاستجوابه.
ولفتت الصحیفة الإيرانية، إلى أن هذه التحركات لها أهداف حزبية وانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية فبراير 2020، بعد أن حاول النائب المتشدد مجتبى ذو النور فى الجلسة العلنية، جمع توقيعات لاستجواب الرئيس مستغلا حالة الاستياء بين الشعب الإيرانى من رفع أسعار البنزين، ووصل عدد التوقيعات لأكثر من 50 توقيع.
وعلق على رضا رحيمى، عضو هيئة رئاسة البرلمان قائلا أن البعض فى البرلمان يسعون لإسقاط روحانى، فى إشارة إلى تصريحات النائب ذو النور السابقة التى قال فيها الأسبوع الماضى أنه يرغب فى اسقاط الرئيس، ووفقا لصحيفة آرمان، أن مناهضى الحكومة یرکبوا موجة الاحتجاجات ليتنفسوا عن عقدة هزيمتهم المدوية فى انتخابات الرئاسة الماضية.
وفى السياق نفسه، وبينما لايزال هناك انقطاعا فى خدمات الانترنت وهناك مخاوفا من تجدد الاضطرابات، عجلت حكومة الرئيس حسن روحانى من صرف الدعم النقدى الذى وعدت به 18 ألف أسرة أكثر احتياجا، أى نحو 60 مليون شخص ضمن مبادرة دعم ستقوم الحكومة بدفع أموالها من خلال عائدات البنزين بعد رفع أسعاره.
وفى هذا الصدد قالت صحيفة إيران الحكومية، أنه بالأمس تم صرف مساعدات معيشية لـ 20 مليون شخص فى مرحلة أولى ومراحل صرف الاعانات لباقى الأسر ستكون فى نهاية الشهر، لافتة إلى أن المبادرة تشمل الموظفين والمعلمين والقرويين والمرأة المعيلة وأصحاب المعاشات وأصحاب الدخل المنخفض.
فى المقابل قالت صحيفة كيهان المتشددة إن الإعدام فى انتظار من قاموا بأعمال الشغب المؤجرين، ونشرت ما أسمتها اعترافات أحد قادة الشغب والتى قال فيها أنهم تدربوا خارج وداخل إيران على اثارة الشغب واشعال النيران ورفع السلاح.