دندراوى الهوارى

هتافات المجد لـ«صدام حسين» تزلزل ساحات الثورة ببغداد.. البكاء على اللبن المسكوب!!

السبت، 02 نوفمبر 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للراحل صدام حسين مقولة شهيرة: «ستبكون يومًا كالنساء على وطن لم تحافظوا عليه كالرجال».. ومن المؤسف هذه المقولة طبقها عدد من الشعوب التى لم تحافظ على أوطانها، عندما ساروا خلف السراب المميت، والذى يحمل اسم «ثورات الربيع العربى» وعندما استيقظوا وجدوا أوطانهم وقد انزلقت فى مستنقع الفوضى والخراب، وتكالبت عليه الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وكيانات خارجية متآمرة..!!
 
وعندما صدق العراقيون أحمد الجلبى وشلته الذين جاءوا للعراق فوق الدبابات الأمريكية، المبشرة بنعيم الديمقراطية، فى عام 2003، والعراق لم يعرف طريقًا للأمن والاستقرار، طوال 16 عامًا كاملة، ووصل عدد القتلى حسب الإحصائيات المنشورة فى معظم وسائل الإعلام الأجنبية والعربية 2 مليون قتيل.
 
نعم، منذ أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، الحرب على العراق عام 2003 بعد تقرير محمد البرادعى عندما كان يشغل حينها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذى تضمن وجود أسلحة محرمة، كذبا وافتراءً، ثم الحجة والشعار الذى رفعه جورج بوش الابن، بتصدير الديمقراطية والقضاء على الديكتاتور صدام حسين، والعراق يعيش فى فوضى خلاقة، ولم يشهد استقرارًا، وزاد اشتعال نار الطائفية المقيتة، وظهرت مطالب الانفصال، واستعرت الأطماع الإيرانية والتركية فى مقدرات بغداد، بجانب عبث الجماعات والتنظيمات الإرهابية، من داعش للقاعدة، إلى الحشد الشعبى.
 
نعم، ساءت أحوال العراق «الغنى» وتردت الأوضاع الاقتصادية، وانهارات الخدمات، وزادت معدلات الفقر والبطالة، رغم أن العراق الدولة العربية الوحيدة التى تجمع كل عناصر تقدم الأمم وازدهار اقتصادها، متمثلة فى البترول والأرض الصالحة للزراعة ووفرة المياه العذبة، بجانب العنصر البشرى المدرب والمؤهل علميًا، لكن وفى ظل غياب العامل الجوهرى والأهم، وهو الأمن والاستقرار، تبددت هذه الثروات، وساء توظيفها واستغلالها.
 
ولا يمكن أن ينسى العراقيون اعتذار تونى بلير، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، للشعب العراقى، عن الدور الرئيسى الذى لعبه فى الحرب على العراق، وذلك فى مقابلة له مع قناة الـ«سى إن إن» فى عام 2016، حيث قال نصا: «إننى أعتذر بشأن حقيقة أن المعلومات الاستخباراتية التى تلقيناها كانت خطأ»، بجانب اعتذاره عن بعض الأخطاء فى التخطيط، خاصة الخطأ الأكبر فى فهم وتوقع السيناريو الذى كان سيحدث عند الإطاحة بصدام.
 
كما لا ينسوا اعتذار الكاتبة العراقية «سمر الألوسى»، إحدى أبرز المعارضين لنظام صدام حسين، والذى أعلنته فى يوليو 2016 عندما قالت نصا: «أعتذر منك يا صدام حسين لأننى رقصت وفرحت يوم سقوطك، لقد نسيت مجانية التعليم، ونسيت التغذية المدرسية، ونسيت الخدمات الصحية المجانية، ونسيت الصناعة العراقية، ونسيت الزراعة، ونسيت قضاءك على الأمية، ونسيت الخطوط السريعة والأسواق المركزية والحصة التموينية، وعدم السماح بالطائفية، وتوزيع الأراضى، وقروض الزواج، وتوزيع السلع المعمرة للمتزوجين، وحماية العراق، وإعدام اللصوص والخونة والسارقين، أعتذر منك لأننى لم أدافع عنك وعن بلدى»، وهو الاعتذار الذى نشرته معظم الصحف العراقية.
 
ثم لا ننسى، الهتافات التى تزلزل ساحات الثورة فى بغداد، الآن، تهتف باسم الشهيد صدام حسين، وتلعن الطائفية ومن يساندها، وهو اعتذار صارخ ومؤلم، رغم تأخره 16 عاما كاملة، لم يعرف للشعب العراقى طريقا للأمن والاستقرار، ولم ير ولو بارقة أمل فى مستقبل مشرق بسبب نيران الطائفية، وأطماع دول وكيانات خارجية، ويبقى السؤال، ماذا تفيد كل اعتذارات الشعب العراقى ومعهم شعوب أمريكا وبريطانيا، وكل من تورط ولو بشطر كلمة فى تدمير العراق، وتلوثت أيديه فى قتل أكثر من مليونى عراقى بدم بارد، ومن بينهم محمد البرادعى الذى لعب دورا خبيثا وحقيرا فى كل هذا الدمار الذى لحق بالعراق، وماذا يفيد البكاء على اللبن المسكوب..؟!
 
ما يحدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن، بجانب الحراك فى الجزائر ولبنان، دروس قوية، تؤكد أن تدمير الأوطان والسيطرة على ثرواتها والعبث بمقدراتها، تبدأ بشعارات رومانسية، تدغدغ مشاعر الشعوب، وتنتهى بالقتل والتخريب والدمار الشامل..!!
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة