هناك إجماعا على أن سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020 سيكون غير مسبوقا على الإطلاق، فعدد المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطى كبير للغاية وصل إلى 20 مرشحا، بينما يواجه الرئيس دونالد ترامب ضغوط المساءلة من قبل الديمقراطيين فى الكونجرس، الأمر الذى سيلقى بظلاله على الحملة الانتخابية الصاخبة قبل أقل من عام على إجراء الانتخابات.
لكن اللافت أن هذا السباق يجمع عدد كبير من المرشحين فوق السبعين، والذين سيحملون بلا شك أمراضهم، التى من الطبيعى أن يعانوا منها فى هذه المرحلة العمرية، إلى البيت الأبيض حال فوز أى منهم. وبعد إعلان الملياردير الأمريكى مايكل بلومبرج عزمه الانضمام إلى السباق الرئاسى، أصبح هناك 5 متسابقين فوق السبعين، والمثير أنهم يمثلون الأسماء الأبرز ذات الفرص الأكبر فى الفوز.
فإلى جانب ترامب البالغ من العمر 73 عاما، هناك نائب الرئيس السابق جو بايدن البالغ من العمر76 عاما، والسيناتور بيرنى ساندرز 78 عاما، والسيناتور إليزابيث وارن 70 عاما، بينما يبلغ بلومبرج 77 عاما.
وقبل انتخاب ترامب فى 2016، لم ينتخب الأمريكيين أبدا رئيس فوق السبعين قبل وصوله إلى البيت الأبيض. وقالت صحيفة يو إس يه توداىى عن قحة الرئيس الأمريكى، أقوى شخص فى العالم، لها أهمية كبيرة، ويعرفها أغلب الناخبين، لكن الأمر لا يحظى باهتمام كبير فى الحملة الانتخابية الحالية.
لكن هذا الأمر ربما يتغير بعد الكشف عن قيام الرئيس دونالد ترامب لزيارة غير مقررة إلى مستشفى يوم السبت الماضى. حيث قالت وكالة أسوشيتدبرس إن هذه الزيارة أثارت حالة من الشكوك إزاء صحته، على الرغم من إصرار البيت الأبيض على أن الرئيس كان يبدأ فى الفحص السنوى الذى يقوم به.
وأشارت الوكالة، إلى أن الزيارة لمفاجئة إلى المستشفى بالنسبة لأى رئيس ستثير تساؤلات. إلا أن هذا التدقيق يزداد مع رئيس لديه تاريخ من المبالغة واللعب بالحقائق، ويمنح المتشككين مساحة لترويج نظرياتهم.
فقال جو لوكهارت، الذى عمل متحدثا صحفيا فى إدارة بل كلينتون، والذى تم عزله هو نفسه لعرقلة العدالة والكذب تحت القسم، إن الأمر المؤكد من هذه الزيارة أنها لم تكن روتينية، وأنه لم يذهب من أجل الفحص الدورى الذى يقوم به كل عام. وقال إن ما يعنينا هذا أننا لن نعرف ما هى القضية الطبية.
ولم يكن الموعد الطبى لترامب مقررا ضمن جدوله المعلن يوم السبت، كما أن آخر فحص قام به كان قبل تسعة أشهر. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفانى جريشام إن الرئيس، البالغ من العمر 73 عاما، كان يتوقع عاما مشغولا للغاية فى 2020، وأراد أن يستغل فراغ عطلة نهاية الأسبوع فى واشنطن ويبدأ الإعداد لفحوصه الدورية.
ولايقتصر القلق على صحة ترامب فقط. فخلال الشهر الماضى، تعرض بيرنى ساندرز لأزمة قلبية اضطر على إثرها إلى إنهاء إحدى فعالياته الانتخابية والدخول إلى المستشفى وإجراء جراحة ووقف نشاط حملته لعدة أيام. ورغم أنه استطاع العودة بقوة والمشاركة فى مناظرة استمرت قرابة 3 ساعات دون أن يبدو عليه علامات الإعياء إلا أن مسالة صحته تظل حجة ضده.
فى المقابل، فإن جو بايدن، ورغم أنه يبدو متمعا بصحة جيدة إلا أن ما أثير عن ضعف ذاكرته يعد أقوى نقاط الضعف التى يتعرض بسببها لانتقادات.
فخلال نشاط حملته الانتخابية بمسقط رأسه فى ولاية ديلاوير، فى أغسطس الماضى، اتهم بايدن دونالد ترامب، أمام 275 شخصاً، بـ"تأجيج مذبحة حقيقية" فى خطابه. لكنه لم يستطع أن يتذكر الموقع الذي ألقى فيه ترمب تصريحاته، حيث ذكر أن المكان كان في مدينة برلنجتون بولاية فيرمونت، بدلاً من برلنجتون بولاية أيوا، وذلك وفقاً لصحيفة "واشنطن إكزامنر".
وفيما يتعلق بصحة ترامب، تقول كاثلين هول جاميسون، مديرة مركو أنينبيرج للسياسة العامة فى جامعة بنسلفانيا، إنه من المنطقى أن تطرح الصحافة أسئلة عن صحة الرئيس، مضيفة أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل فى إخفاء الرؤساء أمراضهم عن الرأى العام.
فقد عانى ودرو ويلسون من سكتة دماغية سببت الشلل فى عام 1919، وتم إخفاء كل التفاصيل المتعلقة بإعاقته عن الرأى العام. وفاز فرانكلين روزفلت بفترة رابعة على الرغم من ارتفاع ضغط الدم الشديد الذى تسبب فى وفاته بعد 11 أسبوع فقط من فترته. وعانى دوايت أيزنهاور من أزمة قلبية فى فترته الأولى فى عام 1955، وتم إعادة تقييم لسجلاته الطبية والمعلومات العامة بعد أربعة عقود وجدت أن المعلومات التى تم كشفها للرأى العام تم توجيهها لخدمة مصالحه السياسية قبل حملة إعادة انتخابه فى 1956.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة