قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لـ دار الإفتاء المصرية، في تقرير حديث له حول " المجتمع الموازي لجماعة الإخوان الإرهابية في الغرب"، إن التنظيم تمكن من الانتشار والتوسع في المجتمعات الغربية بشكل كبير، عبر تشكيل ما يسمى بالكيانات الموازية التي تسعى لتكون بديلًا للدولة والمجتمع بالنسبة لأفرادها، وذلك بهدف الاستحواذ على القوة والضغط على صانع القرار لتلبية طلبات الجماعة.
وأشار المرصد إلى أن جماعة الإخوان عملت على تقديم نفسها على أنها جماعة دعوية تسعى لنشر "الفكر الإسلامي الإصلاحي"، وأنها بديل يمكن الاعتماد عليه في التصدي لما نتج من التنظيمات المتطرفة من عنف وإرهاب.
وأوضح المرصد أنه بعد خروج عدد من عناصر جماعة الإخوان في فترة الستينيات إلى الدول العربية والأوروبية عملت الجماعة على تطبيق فكرة إقامة المجتمعات الموازية في هذه الدول؛ وذلك عبر السيطرة على الطلاب المسلمين هناك ودور العبادة ونشر المجلات التي تحمل أفكار الجماعة بين هذا المجتمع الطلابي الصغير، واستغلت الجماعة في ذلك قضايا الأمة الكبرى كالقضية الفلسطينية والتي روجت لنفسها باعتبارها المدافع الأول عنها.
وذكر تقرير المرصد أن رسائل البنا لعناصر الجماعة تعد التأسيس الأول لفكرة تشكيل وإنشاء المجتمع الموازي، وكان ذلك يخص إنشاء تلك المجتمعات في الدول العربية والإسلامية، لتكون بداية لتشكيل الطبقة المتأثرة بفكر الجماعة و"تتحلى" بصفة الأستاذية.
وفي ذات السياق، فإن الجماعة تسعى عبر هذه الفكرة إلى تحقيق السيطرة على المجتمعات فكريًّا واختراق مؤسسات الدول، كما أن البنا وعبر رسائله رسم الخطوات التي يمكن للجماعة السير عليها من أجل تحقيق هذه الفكرة؛ وذلك عبر السيطرة على مناهج التعليم وإنشاء منظومة تربوية تكون تحت سيطرة الجماعة تبدأ من رياض الأطفال مرورًا بالمدارس القرآنية والمعاهد التعليمية، إضافة إلى اختراق المنظومة التعليمية داخل المجتمعات التي تنتشر فيها الجماعة عبر توجيه البرامج والمناهج واستقطاب المعلمين، والسيطرة على وسائل الإعلام والدعاية الأكثر تأثيرًا على المجتمعات.
وأضاف التقرير أن الجماعة توغلت في المجتمعات الغربية عبر خطاب مزدوج، إذ إنها ترفع شعارات تنادي بـ " الديمقراطية" والتعايش السلمي بين طوائف المجتمع بينما في الدول العربية والإسلامية تتحدث إلى المجتمع بصيغة "الأنا"، أيضًا فإن الجماعة عملت في الغرب على إقامة شبكة من الروابط الاجتماعية من خلال الزواج بين عناصرها وإقامة علاقات تجارية واقتصادية وذلك للتكيف مع البيئة التي تعمل بها الجماعة.
كما أن الإخوان يعملون على استقطاب المهاجرين إلى هذه الدول وإدخالهم في فكر الجماعة وترفع شعارات لتبرر تلك الخطوة على أنها تهدف إلى حمايتهم من الدخول في نسق الحياة الغربية المختلف عن الحياة في الشرق. لذلك، فقد استطاعت أن تخلق قدرًا من التفاعل بين الجماعات الأخرى المتشابهة معها فكريًّا في أوروبا عبر إقامة شبكة دولية غير رسمية ومعقدة للغاية تترابط فيما بينها عبر شبكات مالية، وأيديولوجية، وهو الأمر الذي تزامن مع قيام الجماعة بعدم اعتماد صيغة عضوية الفرد في جماعة الإخوان بالخارج وأنها لا تأتي عبر كيان خاص بل إنها تكون عن طريق الإيمان بالأفكار والأساليب والمنهج الخاص بها.
وأفاد التقرير أن الدول الأوروبية أيقنت مؤخرًا خطورة وأهداف جماعة الإخوان على مجتمعاتها، لذلك استندت إلى تضييق الخناق عليها، منها على سبيل المثال بريطانيا والسويد التي كشفت تقارير عن تنامي فكر الإخوان بين الطلاب الجامعيين، حيث ترى الدول الغربية أن أفكار الجماعة تعتبر الأساس الذي استندت إليه الجماعات المتطرفة والمتشددة بالإضافة إلى تاريخ الاغتيالات التي تورطت فيها الجماعة.
ومن جانبه، قال اللواء محمد مصطفى عطية الخبير الأمنى، إن جماعة الإخوان الإرهابية وضعت خطة استراتيجية للتغلغل داخل الأوساط والمجتمعات الأوربية من خلال عدد من المندوبين لها عن طريق طرح بعض الشخصيات فى الأماكن العامة التي تعرف بعدم انتمائها للجماعة فى العلن لكنها جزء رئيسي من خطة عمل هذا التنظيم الإرهابي ليجذب المواطنين إلى أفكارهم المتطرفة وبمعنى بسيط "يسحبوا رجل الناس وبعدين يغذيهم بأفكارهم الارهابية وبعدها هو أصبح فعلياً واحدا من تنظيم الجماعة.
وأكد الخبير الأمني، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك خطة الجماعة دائماً اعتمدت فى جذب أبناء الجاليات العربية، فى المجتمعات العربية وخصوصاً الشباب ومن دونهم فى سن المراهقة مع القيام ببعض الخدع الاستراتيجية لهم من خلال تنظيم عدد من أفعال الخير فى تلك الدول بما يساهم فى شد الانتباه لهم ويبدأ أعضاء التنظيم فى جذب الشباب إليهم وبعدها تدور الدائرة.
وعن قيام الجماعة الإرهابية بتشكيل كيانات الموازية التي تسعى لتكون بديلًا لها فى الدول الغربية، أوضح الخبير الأمني، الجماعة تأمن بنظريات التسويق الاقتصادي وتتعامل مع الدين على أنه سلعة لا يمكن أن تكون مختلفة لذلك تعتقد وتؤمن أن تسوق نفس الأفكار بأشكال وطرق مختلفة منها تغير إسم الجماعة وفى النهاية مصدر الفكرة واحد وأصلها وهيكلها التنظيمي معروف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة