لندن، عاصمة الدولة الاستعمارية الأكبر فى العصر الحديث، والتى احتلت مصر 74 عاما، مارست فيهم كل أنواع الذل والمهانة والاستعباد للعباد، والتحكم فى مطبخ صنع القرار، وتأخرت وانهارت كافة المناحى فى البلاد، تعليميا وصحيا، واقتصاديا، ثم وبعد خروجها، شاركت فى العدوان الثلاثى، واتخذته نقطة تحول للتآمر على هذا الوطن..!!
لندن تحولت خلال العقدين الأخيرين، على وجه الخصوص، إلى عاصمة "الخلافة الإخوانية" وملجأ معظم قيادات وأعضاء الجماعات المتطرفة، استقبلت أمس الأربعاء ، المقاول والممثل الفاشل، بطل رواية "اللص الهلفوت" باعتباره المظفر الفاتح، ونظمت له مؤتمرًا صحفيًا، أظهر كَماً من الجهل العصامى، والسطحية والخواء الفكرى، والعته المنغولى، والتفاهة المفرطة، ما لم تتوافر فى شخص آخر..!!
ويقول الفيلسوف العبقرى سقراط: "تكلم حتى أراك".. أما سيدنا على بن أبى طالب فقال: "الرجال صناديق مغلقة، مفاتيحها الكلام".. إذن الكلام يحدد أى الرجال أنت، عاقل أم أحمق، متزن أم متهور، حكيم أم موتور، مسؤول أم أهوج، صاحب رأى وقوى الحجة أم فارغ وخاوٍ وتافه.. والحقيقة أن الممثل الفاشل، محمد على، كلما تحدث أثبت أنه فاشل وتافه وجاهل ونصاب، لذلك أمكن تجنيده بكل سهولة ويسر، ويخون وطنه بشكل علنى، ويتآمر بفخر، ولما لا، وهو يعتقد أنه يؤدى دورا فى فيلم سينمائى، يعتبره دور العمر..!!
والحقيقة، أنا كمواطن مصرى، سعيد بخروج هذا الممثل ليتحدث كثيرا، فكلما تحدث، كلما أثبت أنه أجهل من دابة، ويظهر حماقة لا مثيل لها، ويؤكد حالة البؤس التى وصلت إليها جماعة الإخوان، الذين يقدمون أنفسهم باعتبارهم المالكين الحصريين للتحدث باسم الإسلام، ومبعوثي السماء لمحاربة الفساد والانحراف، ثم يتخذون من فاسد ولص، باعترافه شخصيا، قدوة، وحولوه إلى أيقونة ثورية، ونسأل سؤالا رفيعا: "هل هناك دجالين ومعاتيه مثل الإخوان ودراويشهم، فى أى عصر من العصور السابقة واللاحقة لتأسيس هذه الجماعة، وبمثل هذا البؤس والفشل؟!".
الإجابة، وبكل وضوح، لا.. فكيف لجماعة ترى فى نفسها القدرة على تحريك الشارع، والوصول لسدة الحكم، أن تعتمد على "نصاب" وتافه بما يكفى، فى إحداث ثورة فى بلد الثقافة والتنوير والتاريخ..؟!
المؤتمر الصحفى للممثل والمقاول الفاشل، على مسارح لندن، كان لطمة جديدة وقوية على وجه الجماعة الإرهابية، فقد ارتكب كل الخطايا، وانتهك شرف المنطق، وهتك عرض الحكمة، واعترف دون أن يدرى، باللجان الإليكترونية التى تسانده، وذكرنا بما كان يأتى به محمد مرسى العياط فى خطاباته غير المفهومة، وترتيبات الإخوان لمناقشة القضايا الجوهرية، من عينة الاجتماع الشهير لمناقشة أزمة سد النهضة، وكيفية التآمر على إثيوبيا، على الهواء مباشرة، وصارت مصر أضحوكة أمام العالم..!!
نعم، المؤتمر الصحفى، للممثل الفاشل، والمقاول اللص، شبيه بمؤتمر محمد مرسى، الفضيحة لمناقشة أزمة سد النهضة، ولم يكتف بما أدلى به فى المؤتمر، وإنما زاد فى التجويد فى لقاء تليفزيوني له، اعترف فيه بأنه ووالده كانا يمارسان جرائم البلطجة والخطف والابتزاز، وهى جريمة جديدة تفوق خطورتها، جرائم السرقة والنهب، فهل لص هلفوت وبلطجى يخطف الأبرياء لابتزازهم، يعتلى منبر الفضيلة، ليخطب فى الناس، واعظا..؟! إنه زمن الهزل، وسخرية القدر!!
............
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة