أكد السفير الأردنى بالقاهرة على العايد فى حوار خاص لـ«اليوم السابع» أن الباقورة والغمر أراضٍ أردنية احتلت فى فترات متفاوتة من قبل إسرائيل، مشددا على أنها كانت ومازالت وستبقى وخضعت لترتيب معين وفق رؤية المفاوضين خلال اتفاقية السلام، وهى بالأساس تخضع للسيادة الأردنية، ولكن كان هناك ترتيباً لآلية الدخول والاستخدام.
فيما يلى نص الحوار..
بداية كيف تقيمون العلاقات المشتركة بين مصر والأردن فى ظل قيادة البلدين؟
العلاقات المصرية الأردنية ليست تاريخية أو أخوية فقط، وإنما هى استراتيجية ومبنية على الاحترام المتبادل والمستمر بين قيادتى البلدين، وهناك رعاية كبيرة لها من لدن سيدى جلالة الملك عبد الله الثانى ابن الحسين، وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وتشاور حول مختلف القضايا التى تمر بها منطقتنا المليئة بالأزمات الكبيرة للأسف، فضلا عن موضوعات مهم للأردن ومصر، ونتشارك فى الجهد بالمحافل الدولية، لوضع مجموع القضايا العربية على سلم الأجندة الدولية.
وتعقد لقاءات كثيرة بين الوزراء فى مختلف القطاعات، وهناك تنسيق وتعاون عسكرى وأمنى بين البلدين.. فالعلاقات المصرية الأردنية تسير بوتيرة ممتازة.
ما رأيك فى مجالات التعاون الاقتصادى والميزان التجارى بين القاهرة وعمّان؟
حجم التبادل التجارى بين مصر والأردن ارتفع 20% خلال العام الماضى 2018، ونتطلع لأن يزيد الرقم خلال العام الجارى، حجم التبادل التجارى لا يرقى إلى حجم العلاقات الاستراتيجية، ولا يتسق مع القرب الجغرافى بين البلدين، وأعتقد أن هناك مسؤوليات تقع على القطاع الخاص وليس على الحكومات فقط.
ما دلالة استعادة الأردن للباقورة والغمر فى هذا التوقيت؟
تأتى اتساقا مع اتفاقية السلام الأردنية – الإسرائيلية، وتنفيذا للملحقين الخاصين بالباقورة والغمر، وجاء فى متن الاتفاقية أنه بعد 25 عاما من حق الاستخدام فى المنطقتين يحدد الطرف الأردنى رغبته فى الاستمرار أم لا، وبالتالى فقد أعلن جلالة الملك عبدالله الثانى فى العام الماضى، إنهاء العمل بملحقى الباقورة والغمر.
ما الأهمية الاستراتيجية للباقورة والغمر بالنسبة للأردن؟
المنطقتان أراضٍ أردنية واحتلت فى فترات متفاوتة من قبل إسرائيل، وهى أراضٍ أردنية كانت ومازالت وستبقى، وخضعت لترتيب معين وفق رؤية المفاوضين خلال اتفاقية السلام، وهى بالأساس تخضع للسيادة الأردنية ولكن كان هناك ترتيب لآلية الدخول والاستخدام.
بالانتقال إلى القضية الفلسطينية.. ما خطورة شرعنة واشنطن لمستوطنات الضفة الغربية؟
هذا أمر مرفوض بشكل مطلق، وهناك موقف دولى يستند إلى القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية، وقد أحدث القرار ردود أفعال كبيرة من الأردن ومصر، وعدد من الدول حول هذا الموضوع، ومن المقرر أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا لبحث هذا الموضوع.
وما موقفكم من التلويح الإسرائيلى بضم الأغوار؟ وتأثير ذلك على الأردن؟
نتنياهو أعلن خلال حملته الانتخابية نيته ضم منطقة غور الأردن التى تقع فى الأراضى الفلسطينية، وهذا الأمر غير قانونى ويقتل مفهوم حل الدولتين الذى تقوم عليه عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التى تشكل جوهر ولب الصراع العربى الإسرائيلى من هذه الناحية، وأى مساس بالثوابت التى يتمسك بها الموقف العربى وتحديدا الأردنى والدولى يعد مخالفة مرفوضة تماما ولا يعتد بها على الإطلاق.
- ما تأثيرات الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل على عملية السلام بالشرق الأوسط؟
هذا الموقف مرفوض وغير مقبول، وقد عبرت المملكة عن رفضها لهذا الموقف وسط رفض عربى ودولى لهذا الإعلان الأمريكى، وقد صوتت عدة دول رفضا لهذا القرار أمام المتحدة.والقرار لا يسهم من قريب أو بعيد فى خلق الأجواء المناسبة لإطلاق عملية سلام حقيقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تؤدى لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وهو أمر ثابت عربيا ودوليا بشكل كامل.
متى بدأت الوصاية الهاشمية على المقدسات فى القدس؟ وما حقيقة تعرض المملكة لضغوطات لسحب الوصاية منها؟
الوصاية الهاشمية على المقدسات فى مدينة القدس بدأت فى عشرينيات القرن الماضى، وتداعى المقدسيون وطلبوا من الشريف حسين بأن تكون الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الوصاية الهاشمية، ومنذ ذلك الوقت يتشرف الأردن بهذه المهمة السامية.
اتصالا بالملف الفلسطينى.. فى رأيكم ما هو تأثير الانقسام الفلسطينى على المشهد السياسى الراهن فى الأراضى المحتلة؟
بداية أود أن أشكر الجهود المصرية وسعيها لإنجاز المصالحة الفلسطينية عبر الجهد الكبير المبذول من القاهرة، نحن ندعم الجهد المصرى لإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، فالانقسام يؤثر بشكل سلبى على القضية لجهة تحقيق الفلسطينيين لآمالهم على أرضهم وتقرير مصيرهم وهذا عامل ضغط ومؤثر وسلبى.
فى المشهد السورى.. كيف تنظرون لانطلاق اجتماعات اللجنة الدستورية لكتابة الدستور السورى فى جنيف؟
الحل السياسى فى سوريا هو «مربط الفرس»، ونتشارك مع الشقيقة مصر فى رؤية الحل للأزمة السورية، لأنه لا حل عسكرى للأزمة دون الحل السياسى، وأعتقد أن الأطراف المجتمعة جميعا يجب أن تعى أن الحوار هو أساس الحل، وما يقرره الشعب السورى الشقيق نحترمه وهو مبدأ راسخ فيما يتعلق بهذا الملف.وكم عدد اللاجئين السوريين فى الأردن؟ وما تأثير ذلك على اقتصاد المملكة ؟
اللاجؤون السوريون أشقاء هربوا من سوريا نتيجة اندلاع الأزمة منذ ما يقرب من ثمانى سنوات ويقدر عددهم فى الأردن بحوالى مليون و250 ألف لاجئ، جزء منهم يقيمون فى المخيمات التى أنشئت من أجلهم، والباقون يقيمون فى المدن الأردنية، ونحن نقوم بهذا الأمر انطلاقا من واجبنا القومى والأخوى والإنسانى، والأردن دوما كان ملجأ للأحرار العرب، ونحن فى تركيبتنا لا نقوى أن نرد المستجير الهارب من الموت أو العنف.
كيف تنظرون إلى تطورات الوضع الراهن بليبيا؟
نحن نقف مع ليبيا الموحدة والمستقرة، ولابد أن يكون هناك حل سياسى، ونحن مع استقرار الدولة الليبية وتقديم كل الدعم لتحقيق ذلك، وبهذا الإطار نحن ننسق مع مصر، لأن هذا الموضوع يمثل أمنا قوميا لها لارتباطها بحدود مباشرة مع ليبيا، وندعم الحل السياسى ونرى أنه الحل الوحيد ومن الضرورى أن تتحاور الأطراف مع بعضها للتوصل لمخرجات تنزع فتيل الأزمة.كيف يمكن تعزيز وتفعيل التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق؟
نحن دول لدينا ارتباطات اقتصادية وامتداد جغرافى، والتعاون جاء لتعزيز التعاون الاقتصادى والتشاور فى مختلف القضايا، وقد عقدت أول قمة ثلاثية بين قيادات البلدان الثلاث فى القاهرة مؤخرا، بالإضافة لاجتماعات وزراء الصناعة والتجارة وقد عقد آخرها فى بغداد، بالإضافة للتنسيق والتعاون بين وزراء خارجية الدول الثلاث، وكذا بين مديرى المخابرات.
ماذا عن خط أنبوب نفط البصرة – العقبة؟
خط الأنبوب القادم من البصرة يجرى العمل به على قدم وساق، ونحن نفكر فى مشروعات كبيرة بين الدول الثلاث، وهذا سيكون له نفع لشباب الدول الثلاث، ليرى ثمار التعاون من خلال خلق فرص العمل.أخيرا .. ما موقف الأردن من حالة الاستقطاب الحاد فى الإقليم؟
فلسفة السياسة الأردنية تنطلق من أننا دائما مع الحلول السياسية لأى أزمة تمر بها المنطقة، تربطنا علاقات قوية مع محيطنا العربى والإسلامى، ولدينا مع معظم الدول العربية علاقات متميزة وتمثيل سياسى ودبلوماسى، ولا نسعى لأن تكون هناك أى أزمة بالمنطقة، وللأسف كل الدمار الذى حدث بمنطقتنا العربية كل كلفته كانت عربية ودمائه عربية، وكانت التكلفة العربية كبيرة جدا، وقد نحتاج لزمن لإعادة بناء البنية التحتية، ونسعى دوما لأن يكون هناك استقرار فى المنطقة العربية والشرق الأوسط.