دندراوى الهوارى

القاتل الدموى «سليم الأول».. المثل الأعلى لـ«أردوغان».. العثمانيون قتلة..!!

الأحد، 24 نوفمبر 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فوجئ كثير من المصريين، والعرب أيضا، من دموية «سليم الأول» فى مسلسل «ممالك النار»، وهوعكس ما كان يروج له فى التاريخ الذى يكتبه المنتصرون دائما، من أن الغزو العثمانى للدول ومن بينها مصر بالطبع، يعد فتحا عظيما، وتبشيرًا بإحياء الخلافة الإسلامية، فى تزييف وقح للوعى العام للأمتين الإسلامية والعربية.
 
تزوير التاريخ كارثة، وصَدر زيفا، وروج لأكاذيب، وشوه حقائق، وساهم فى تغيير المفاهيم، جعل من العثمانيين الغزاة القتلة، فاتحين ومنقذين للشعوب، ومبشرين بالدين الإسلامى، وكأن مصر بلد الأزهر، تحتاج لقاتل مجرم «سليم الأول» ليفتتحها ويبشر بالإسلام فيها..!!
 
 وكما قال عالم الجغرافيا العبقرى الدكتور جمال حمدان، عن تركيا، فى كتابه «شخصيات مصر وتعدد الأبعاد والجوانب»: «فربما ليس أكثر من تركيا نقيضا تاريخيا وحضاريا لمصر من الاستبس كقوة «شيطانية» مترحلة، واتخذت لنفسها من الأناضول وطنا بالتبنى، وبلا حضارة هى، بل كانت «طفيلية» حضارية خلاسية استعارت حتى كتابتها من العرب».
 
ويسترسل جمال حمدان فى وصف الدولة المشوهة ومنزوعة الجذور الحضارية والتاريخية، عندما قال نصا فى كتابه: «ولكن أهم من ذلك أنها تمثل قمة الضياع الحضارى والجغرافى، غيرت من جلدها وكيانها أكثر من مرة، الشكل العربى استعارته ثم بدلته بالشكل اللاتينى، والمظهر الحضارى الآسيوى نبذته وادعت الوجهة الأوروبية، إنها بين الدول بلا تحامل، الدولة التى تذكر بـ«الغراب» يقلد مشية الطاووس، وهى فى كل أولئك النقيض المباشر لمصر ذات التاريخ العريق والأصالة الذاتية والحضارة الانبثاقية... إلى آخره.
 
الدولة العثمانية، بلا تاريخ، واتسمت بالدموية، واتخذت من الإسلام عباءة تتدثر بها لشرعنة احتلالها وغزوها للدول، والهدف الحقيقى لسلاطين هذه الدولة، التوسع واحتلال الدول والسيطرة على ثرواتها ومقدراتها، وساهمت بقوة فى نشر الجهل والتخلف، لدرجة تحريم ماكينات الطباعة واعتبارها رجسا من عمل الشيطان، وتكفير كل من يقتنى أو يعمل على تلك الماكينات، كما جردوا مصر من عقولها المفكرة وصناعها وعمالها المهرة ونقلتهم للأستانة، وساهمت فى إدخال بلاد الحضارة والتنوير إلى أنفاق التخلف والجهل المظلمة..!!
 
وإذا قررت تحليل شخصية الرئيس التركى الحالى «رجب طيب أردوغان» فستجده صورة بالكربون من القاتل «سليم الأول».. نفس الأهداف والدموية، وكأنه مثله الأعلى، فحلمه إحياء الخلافة الإسلامية وإعادة استعمار الدول باعتبارها إرثا تاريخيا لأجداه، فوجدنا يتدخل فى مصر وليبيا والعراق وارتكب مجازر فى الشمال السورى، ويحاول العبث فى الخليج..!!
 
أردوغان يتخذ من دفاعه عن الإسلام وسيلة لتحقيق أهدافه الاستعمارية، وابتزاز الدول، ويحاول تنصيب نفسه المدافع عن حقوق المظلومين والمقهورين فى الأرض، بينما يرتكب كل وسائل القهر والقمع ضد شعبه.
 
فعلى سبيل المثال يخرج فى العلن يهاجم بضراوة إسرائيل، بينما يقدم لها كل فروض الولاء والطاعة سرا، وعندما يتوجه إلى تل أبيب، يفتتح برنامج الزيارة بالتوجه لمعبد مؤسس الصهيونية، وبينما يدافع عن الإسلام تجده يؤدى طقوس الصلاة فى معبد بوذا باليابان، وبينما يعلن أنه حامى حمى المذهب السنى، تجده الحليف الاستراتيجى لإيران التى تتزعم تصدير الثورة الشيعية، ويقاتل «الأكراد السنة» أحفاد صلاح الدين الأيوبى، بوحشية ودموية فاقت وحشية سليم الأول.
 
ومن هذا المكان، نطالب بضرورة تغيير مناهج التاريخ، سواء فى مصر أو الدول العربية، وتصحيح المفاهيم، بأن دخول العثمانيين مصر، كان غزوا واحتلالا مرفوضا، وكان وبالا على بلادنا، وزج بها فى أنفاق التخلف المظلمة..!!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة