لا يترك الرئيس السيسى فرصة أو منصة إلا ويتواصل مع الناس، رسائله متدفقه، مغموسة بالصدق، ومطعمة بوضوح رؤية وجلاء بصيرة، كنت أتمنى أن يحذو الوزراء، سواء من ينجو منهم من التغيير الوزارى المرتقب، أو الجديد، حذو الرئيس فى مهارة مخاطبة الرأى العام، آخر المنصات التى طل منها الرئيس على الرأى العام، معقبا، شارحا، مضيئا للطريق، كاشفا لما قد يكون فى لبس.
كان مؤتمر إفريقيا 2019 الذى عقد مؤخرا فى العاصمة الإدارية تحت عنوان "استثمر فى إفريقيا الذى نظمته وزارة الاستثمار والتعاون الدولى بالتعاون مع وزارتى الخارجية والتجارة والصناعة.. وشهد المؤتمر عددا من رؤساء دول وحكومات ووزراء من مختلف الدول الإفريقية و2000 شخص من ممثلى شركاء مصر فى التنمية ورجال الأعمال والمستثمرين وشخصيات رفيعة المستوى من مجال الأعمال من المصريين والأفارقة وجميع أنحاء العالم، بهدف تحفيز الاستثمار فى القارة الإفريقية.
فى المؤتمر جدد الرئيس دعوة لمستثمرى العالم: تعالوا استثمروا فى أفريقيا، ولا تتركوها فريسة للإرهاب والإرهابيين، عدم استثماركم يعنى أنه سيأتى يوم تكتوون به بنفس النار التى يكتوى بها الأفارقة الآن وتتجاهلونها، نعيش عصرا لا منجى فيه لأحد منفردا، تحذير الرئيس لتحرك عالمى لمواجهة الإرهاب وعدم احتضان أو رعاية الإرهابيين، دائم وقديم وحاضر بقوة فى كل محادثاته ومفاوضاته الخارجية، وأثبتت الأيام صدق رؤيته، الجديد دعوته لمواجهة الإرهاب بتجفيف منابعه، بإيجاد بيئة حاضنة للاستثمار طاردة للإرهاب والإرهابيين .
القضية الثانية التى تحدث فيها الرئيس بطريقة تلغرافية كانت إنشاء العاصمة التى ستبهر العالم بإذن الله خلال منتصف العام القادم، ناس كتيرة مش مستوعبة مشروع العاصمة الإدارية، بعضهم مش فاهم، وبعضهم سيىء النية، والبعض الآخر يتحدث عن أولوية التنفيذ وتوقيته مع ضرورته.. الرئيس وضع النقاط فوق الحروف وقال، نحن نؤسس لدولة جديدة، بمعايير عصرية، لا بد أن يكون لدينا دولاب عمل عصرى، وحكومة عصرية، تليق بمصر، وأنا أقول إنه آن الأوان أن يكون فى مصر دولاب عمل لا يقل عما نراه، ليس فى دول أوروربية، بل عربية مثل دولة الإمارات العربية .
تساؤلات حول إنفاق 4 تريليونات جنيه على البنية الأساسية، التساؤل جاء على لسان الرئيس ليؤكد أنه أبدا ما انفصل عن القاعدة الشعبية أو صوت الشارع، يطرح السؤال، ويشرح ضرورات تطوير البنية.. حديث الرئيس جاء متزامنا مع ثلاثة أخبار سعيدة، خبر يقول: مصر تحتل المرتبة الثامنة عالميا والثانى عربيا، فى مقياس الأمن والأمان، الخبر الثانى الإنجاز الأفريقى المبهر الذى حققه المنتخب الأولمبى، والأهم روعة وعظمة جمهور مصر، أما الخبر الثالث فكان فوز غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي، بمنصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة ليكون الأول من نوعه الذى تحتله امرأة مصرية مسلمة أفريقية.. الرئيس لخص كل ما نحن فيه وما ننتظره بجملة فارقة قال فيها: نحن قادمون بالعمل والإخلاص والأمانة والشرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة