تميم بن حمد ورجب طيب أردوغان، يتعاونان معا على دعم الإرهاب والإخوان، وينفقان أموال بلادهما على تمويل الجماعات المتطرفة والإعلام المحرض، فضلا عن تخطيطهما المستمر فى ابتكار طرق جديدة لصناعة "جماعات التفكير".
اليوم يحدث لقاء بينهما وهو اللقاء رقم (26) فى أقل من 3 أعوام، إذ يلتقي رجب طيب أردوغان مع تميم بن حمد، في الدوحة للمشاركة في الاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية.
ويأتي اللقاء الجديد في أعقاب توجيه وسائل الإعلام التركية التي تديرها الدولة انتقادات لم يسبق لها مثيل لقطر بسبب التغطية الإخبارية التي قامت بها شبكة الجزيرة القطرية الناطقة باللغة الإنكليزية للعملية العسكرية التركية في سوريا، لكن المحللين يقولون إن العلاقة بين البلدين لا تواجه على الأرجح خطراً حقيقياً على الرغم من تحذيرات تركيا، بحسب تقارير لصحف معارضة لـ"اردوغان وتميم" وعلى رأسهم الأحوال التركية.
لكنّ قطر دأبت على توظيف أموالها في سبيل دعم أنشطة الجماعات المتشددة التي ترعاها أنقرة، وهي تحرص على نشر فكر تنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة والعالم، بحسب ما يلفت مراقبون، وأصبحت تتباهى بانسياقها وراء المشروع التركي المُعادي لسوريا، والمُتجسد بالغزو والاحتلال لمناطق في شمالها.
ووفقا لبيانات وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، فقد شهد عاما 2018 و2019 عقد تسع لقاءات بين أردوغان وتميم، كما أنّ القمة القادمة هي السادسة والعشرين بينهما خلال ستين شهرًا،وهو ما يعكس طبيعة المصالح والتحالف بين البلدين، والذي وصل في مراحله الأخيرة لهيمنة تركية على القرار القطري.
وكان تمّ تأسيس اللجنة الاستراتيجية المشتركة في 2014، واستضافت الدوحة دورتها الأولى في ديسمبر من العام التالي.
ومنذ تأسيسها، عقدت اللجنة أربعة اجتماعات، مناصفة بين قطر وتركيا، نتج عنها إبرام 45 اتفاقية في مجالات متنوعة. ومن المقرر أن يرتفع عددها إلى 55 اتفاقية مع الاجتماع الخامس للجنة.
وشهد العام الحالي نموا في المجال الاقتصادي بين البلدين، وبلغت قيمة الصادرات التركية إلى قطر منذ بداية العام وحتى سبتمبر 838 مليون دولار، بزيادة 7ر8% بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي الذي بلغت فيه قيمة الصادرات التركية إلى قطر خلال 12 شهراً مليار و362 مليون دولار.
ووفقاً للأناضول، فإنّه على الصعيد السياسي يوجد تناغم كبير واتفاق في وجهات النظر بين أنقرة والدوحة تجاه الكثير من قضايا المنطقة، مثل الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والوضع بالعراق، بما يعكس توجّهات ومصالح الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان بشكل خاص.
وتزعم الوكالة التركية التي تنطق باسم حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، أنّ العلاقات بين البلدين تمثل نموذجًا يحتذى به، وأنّ تركيا تسعى إلى تكراره مع بقية دول الخليج العربية، وهي: السعودية، الإمارات، البحرين، الكويت وسلطنة عمان، بينما يقوم الرئيس أردوغان بعكس ذلك عبر انحيازه الواضح للدوحة في الأزمة الخليجية.
الكاتب في "أحوال تركية" دايفيد ليبسكا، يرى أنّ العلاقات الوثيقة بين تركيا وقطر في السنوات الأخيرة، نشأت بدافع الضرورة أكثر من التقارب الأيديولوجي وستتآكل على الأرجح بمجرد أن تتمكن الدوحة من إنهاء الأزمة مع جيرانها الخليجيين، وهو ما قد يحدث في العام المقبل برأيه.
وقد بدأت علاقات أنقرة والدوحة الوثيقة الحالية مع بدايات ما سُمّي الربيع العربي، حيث قرر كلاهما دعم الجماعات الإسلامية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تركيا بسبب حزبها الإسلامي الحاكم وقطر بسبب صلاتها بشخصيات من جماعة الإخوان المسلمين مثل يوسف القرضاوي، الذي عاش في الدوحة لعقود وتقول تقارير إنه مقرب من قادة قطر.
بالمقابل أدرجت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين، جماعة الإخوان المسلمين على قائمة الجماعات الإرهابية. وفي منتصف عام 2017، فرضت مقاطعة على قطر بسبب دعمها للإسلاميين وللإرهاب في المنطقة والعالم، بينما وجدت تركيا في ذلك وسيلة للهيمنة السياسية والاقتصادية على قطر عبر بناء قواعد عسكرية وغزو الشركات التركية للدوحة، فضلاً عن الحصول على استثمارات قطرية ضخمة في تركيا.
يُذكر أنّ صحيفة ديلي صباح التركية المؤيدة للحكومة قالت مؤخراً في افتتاحية لها إن مجموعة صغيرة في قناة الجزيرة الناطقة بالإنكليزية "تقوض الشراكة بين تركيا وقطر في محاولة لإملاء السياسة الخارجية للدولة الخليجية"، وحذرت من أن شراكة البلدين قد تكون معرضة للخطر ما لم تتخلص الدوحة "من الأفراد الذين يسعون إلى تسميم هذا التحالف من وراء ستار الصحافة المستقلة".
ولكن بشكل عام، تُقدم كل من تركيا وقطر الدعم لجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها عدّة دول على أنّها منظمة إرهابية، كما تقوم بتوظيف وسائل إعلامها من أجل دعم سياسات أردوغان في سوريا والمنطقة، وتبدو كأنّها وسائل إعلام ناطقة باسم أردوغان وحزبه، وذلك في الوقت الذي لا يخفي أردوغان نواياه لتقسيم سوريا، والتي يفترض بقطر أن تدافع عن وحدتها وسيادتها لا أن تدعّم المحتلّ التركيّ الذي يقوم بغزوها واحتلالها، بحسب ما يؤكّد مراقبون لموقع "أحوال تركية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة