أكد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، خلال لقائه السلطات والهيئة الدبلوماسية فى اليابان على أهمية الحوار لحماية الحياة والكرامة البشرية وحماية البيئة المشتركة، حسبما قالت إذاعة الفاتيكان.
وأشارت الإذاعة إلى أنه من المقرر أن يلقى البابا فرانسيس اليوم، الثلاثاء، خطابا فى جامعة صوفيا بطوكيو، قبل مغادرته العاصمة اليابانية، وانهاء أول زيارة باباوية لليابان منذ 38 عاما.
والتقى البابا مساء أمس، الاثنين فى طوكيو، ممثلى السلطات ودبلوماسين، وشكر فى بداية حديثه الحكومة اليابانية ثم حيا الحضور جميعا، مشيرا إلى عملهم من أجل سلام وتقدم الأشخاص فى بلدانهم.
وأعرب البابا أيضا عن الشكر للقائه قبل ظهر أمس الامبراطور اليابانى، وطلب البركة للامبراطور وعائلته وللشعب اليابانى بكامله.
وذكّر البابا بما جاء فى وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها مع الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر فى أبو ظبى، قائلا إن هناك قلق مشترك حول مستقبل العائلة البشرية، وهو ما يدفعنا إلى تبنى ثقافة الحوار ، والتعاون المشترك ، والتعارف المتبادل".
وتوقف البابا فرنسيس عند علاقة الصداقة بين الكرسى الرسولى واليابان فقال إنها علاقة قديمة متجذرة فى تقدير وإعجاب المرسلين الأوائل بهذه الأرض، وقد غذت هذه العلاقة عبر الزمن اتصالات وبعثات ثقافية ودبلوماسية ساهمت أيضا فى تجاوز لحظات توتر ومصاعب.
وأشار البابا إلى أنه جاء إلى اليابان لكى يثبت الكاثوليك اليابانيين فى إيمانهم وفى التزامهم فى أعمال المحبة، وخدمتهم للبلد الذى يشعرون بفخر أنهم مواطنوه.
وذكّر البابا بشعار زيارته الرسولية "حماية كل حياة" وذلك بالاعتراف بكرامتها التى لا يمكن أن تُمس، والتضامن مع ودعم أخوتنا وأخواتنا أمام أية احتياجات.
كما تحدث عن الشهادات التى استمع إليها من المتضررين من الكارثة الثلاثية مؤكدا تأثره بما واجهوا من مصاعب.
وانتقل البابا فرنسيس للحديث عن الإرث الثقافى الثمين الذى نجحت اليابان على مدار قرون كثيرة فى تطويره والحفاظ عليه، وهو ما تمكن قداسته من الإعجاب به خلال زيارته الرسولية إلى جانب القيم الدينية والأخلاقية العميقة التى تميز الثقافة اليابانية العريقة.
وأضاف أن العلاقات الجيدة بين الأديان المختلفة ليست أمرا أساسيا فقط من أجل مستقبل سلام، بل وأيضا لتنشئة الأجيال الحالية والقادمة على تثمين المبادئ الأخلاقية التى تشكل أساس مجتمع عادل وإنسانى بالفعل.
كما تحدث البابا فرانسيس عن البيت المشترك، الذى يتعرض لا فقط للكوارث الطبيعية ولكن أيضا للجشع والاستغلال والتدمير من قبل الإنسان.
وأضاف البابا أن الالتزام بالحماية يعنى مواجهة الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء فى نظام اقتصادى عالمى يسمح لقليلين بالعيش فى بذخ ينما تعيش أغلبية سكان العالم فى فقر. وشدد البابا على ضرورة أن تكون كرامة الإنسان فى مركز كل نشاط اجتماعى أو اقتصادى أو سياسى، وأشار إلى تعزيز التضامن بين الأجيال والاهتمام بالمنسيين والمستبعدين.
وتحدث أيضا عن الاهتمام بالشباب مضيفا أن حضارة بلد أو شعب لا تقاس بالقوة الاقتصادية بل بمدى اهتمامه بالمعوزين وقدرته على أن يكون معززا للحياة.
وفي ختام كلمته خلال لقائه مساء أمس الاثنين ،أعرب قداسة البابا مجددا عن شكره على دعوته لزيارة هذا البلد، وعلى الترحيب الحار وعلى سخاء جميع من ساهموا فى النتائج الجيدة للزيارة.