قالت البروفسيرة صفاء صقر المتخصصة فى علم الأحياء بأحد المعامل الفرنسية، إنه عندما نعرف الأسباب الوراثية للأمراض يمكن أن نجد العلاج، موضحة أنه فى فرنسا يوجد علاج بالجينات، حيث يمكن إعطاء المريض الجين السليم المسبب للمرض لمكافحة الجين المريض المسبب للأمراض الوراثية.
د صفاء صقر
وأكدت أن الجين السليم يتم تصنيعه فى المعمل، ويتم تحميله على أحد الفيروسات غير الضارة مثل "أدينوفيروس" وهو من الفيروسات المسببة للأمراض التنفسية"، لعلاج المريض الذى يعانى من مرض وراثى، وحاليا يتم إجراء تجارب على استخدام فيروس الإيدز بعد استخلاص الصفات المرضية الموجودة فيه، لعلاج الأمراض الوراثية، مثل الهيموفيليا والثلاسيميا، وأمراض نقص المناعة، ويتم تحميله على الجين السليم، وإدخاله لكرات الدم البيضاء لعلاجه، لأن فيروس الإيدز ينجذب بسرعة كبيرة إلى كرات الدم البيضاء الموجودة بالجسم، بينما "الادينو فيروس"، ينجذب إلى الخلايا العصبية المركزية، فإذا أردنا مكافحة مرض الشلل الرعاش نستخدم "الأدينوفيروس".
وأضافت أن هذا العلاج مكلف جدا، ما يؤدى إلى الشفاء، ويعالج الأمراض الوراثية، موضحة أن فيروس الإيدز بعد استخلاص العوامل المسببة للأمراض يتم حقنه فى نخاع الإنسان، وتصنيعه فى المعمل، ويتم زرع النخاع مرة أخرى فى المريض، وهذه الطريقة حققت نسب شفاء بلغت 90% وهو لازال قيد التجارب، لكن قريبا سيكون فى متناول المرضى.
د عمرو جودة
من جانبه قال الدكتور عمرو جودة وكيل شعبة الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم بالمركز القومى للبحوث إن الأمراض الوراثية تسبب إعاقة ذهنية وجسدية لأنها تؤدى لحدوث تغيرات فى العظام، وتضخم بالكبد والطحال، وتؤثر على الجهاز العصبى، موضحا أن أهم الأمراض الوراثية المنتشرة فى مصر هو مرض "الفينيا كتونوريا"، وهو ناتج عن زيادة حمض "الفينيل ألانين"، وهو ما يسبب إعاقة ذهنية، ويعتبر من الأمراض المنتشرة فى مصر، مؤكدا أن مصر تقوم بعمل تحليل للكشف عن هذه الأمراض لجميع المواليد مجانا بعد الولادة، بأخذ عينة من كعب قدم الطفل فى اليوم الثالث للولادة، ويتم عمل اختبار للطفل المصاب ويتم عمل متابعة للطفل اذا تم اكتشاف وجود خلل واعطاء الطفل الالبان الخالية من الحمض الأميني " الفنيل الانين "والموجود فى جميع الألبان العادية كما هو موجود فى لبن الأم.
د ايناس محمد مازن
وأضاف يتم إعطاء الطفل الألبان الخالية من هذه الحمض، موضحا أنه إذا تناول الطفل اللبن العادى يصاب بالإعاقة الذهنية، حيث يتم إعطاء الطفل لفترة محددة ويتم إعطاء الطفل بعض العلاجات لمنع الإعاقة الذهنية، ويتم صرف هذه الألبان على نفقة الدولة لهؤلاء الأطفال، وجميع التحاليل تتم مجانا لجميع المواليد، مشيرا إلى أن هذه الأمراض التى تعتبر نادرة هى أمراض منتشرة فى مصر، ونعتبر من أكثر النسب العالمية.
وأشار إلى أن الأمراض الوراثية كلها سببها نتيجة عيب فى الجينات من الأب والأم، ويكونا حاملين لهذا الجين.
وأكد أن هناك جين نتيجة نقص إفراز الغدة الدرقية، وهو من الأمراض الوراثية المنتشرة فى مصر، ويتم عمل تحليل للطفل، وإجراء هذا التحليل أيضا من خلال مكاتب الصحة التابعة لوزارة الصحة وعند اكتشاف الخلل يتم متابعة المريض، وإعطاء الأم الإرشادات اللازمة، ومصر أصبحت مهتمة بمثل هذه الأمراض ويتم اجراء التحاليل لـ2 مليون و300 ألف مولود جديد فى السنة، وهى تكلفة مرتفعة جدا، وذلك لمنع الإصابة بالأمراض الوراثية والتى تسبب الاعاقة الذهنية والجسدية.
وأوضحت الدكتورة إيناس محمد مازن أستاذ الغدد الصماء الوراثية بالمركز القومى للبحوث، إن عيوب الجهاز التناسلى الوراثية فى الأطفال المصريين تنتشر بشكل كبير، ويعتقد الناس أنها عيوب نادرة، لكنها كثيرة، وتوجد بنسبة واحد لكل 5000 مولود، نتيجة زواج الأقارب الذى يصل من 28 إلى 34%.
وقالت إن عيوب الجهاز التناسلى الوراثية نتيجة عيوب فى الكروسومات، أو الهرمونات، أو نتيجة طفرة وراثية فى الجينات، مشيرة إلى أن هناك مرض يسمى تضخم الغدة فوق الكلوية، يؤدى إلى زيادة فى الهرمونات الذكورية، ويتم تشخيصه على إنه نزلة معوية، لكن يكون نتيجة نقص إفراز هرمون الكورتيزون، يؤدى إلى تضخم بعض الأعضاء التناسلية فى البنات، ويظهر وكانه عضو ذكرى، أو بلوغ مبكر فى الاولاد، مؤكدة إنه يجب أخذ تحليل من كعب قدم الطفل بعد الولادة، مثل التحليل الذى يجرى لنقص هرمون الغدة الدرقية، ونطالب بتوفيره فى مصر مثل باقى دول العالم، حيث إنه يمكن أن يؤدى للوفاة بعد تشخيصه خطأ بأنه نزلة معوية، ويتم إعطاء الطفل محلول معالجة الجفاف رغم إنه يحتاج إلى هرمون الكورتيزون، ما يؤدى إلى وفيات الأطفال، وهو تحليل الغدة فوق الكلوية، مشيرة إلى أن علاماته هو تأخر البلوغ أو عدم البلوغ فى البنات والأولاد، نتيجة عيب فى الكروسومات يسمى متلازمة "كليم فلتر"، وقد يسبب عقم بالرجال، موضحة إن قصر القامة نتيجة متلازمة "ترنر".
وأضافت أنه يجب أن يتم إجراء التحاليل من كعب قدم الطفل بعد الولادة لمعرفة العيوب الوراثية، وننصح بعدم زواج الأقارب، وتدريب الأطباء لتشخيص الأمراض الوراثية وكيفية علاجها.
جاء ذلك خلال انعقاد المؤتمر الثاني للرابطة العربية ﻷبحاث الجينات في القاهرة تحت عنوان "أبحاث الجينات في الوطن العربي" من المعمل إلى التطبيق السريري"، والذى ينظمه المركز القومى للبحوث بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بمصر، والرابطة العربية ﻷبحاث الجينات، والجمعية القومية للوراثة البشرية، وتحت رعاية اتحاد مجالس البحث العلمي العربية التابع لجامعة الدول العربية، وعدد من الهيئات المحلية والدولية، والذى يعقد فى الفترة من 26 : 28 نوفمبر الجارى بالقاهرة.
جدير بالذكر أن المؤتمر افتتحه الدكتور محمد محمود هاشم رئيس المركز القومى للبحوث، والدكتورة سامية سامية تمتامى رائدة علم الوراثة فى الوطن العربى وافريقيا، وعدد من المسئولين المهتمين بمجال علم الوراثة، كما شارك فى المؤتمر علماء بارزون، وباحثون شباب في مجال علم الجينوم والوراثة البشرية من المنطقة العربية ومن كل انحاء العالم لاستعراض أحدث ما توصل اليه العلم، خبراتهم ونتائج بحوثهم ، في المجال علي مدار يومي المؤتمر، ويبلغ عدد الدول الممثلة بعلمائها في المؤتمر 20 دولة عربية واجنبية.