أنا شخصيا ضد أن يمدح شخص لأنه قام بعمله أو واجبه الذي يتقاضى مرتبه من أجله، لكن أحيانا حين لا يتم أداء الواجب تجد نفسك مدفوعا لشكر من يقوم بواجبه، ومن هذا المنطلق أحب توجيه الشكر لإدارة مباحث القاهرة، ومباحث قصر النيل، ومباحث حدائق القبة من أجل واقعتين حدثتا في شهر واحد، والواقعتين تتعلقان بجريمة تجعل الشارع مخيفا لكل أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا وزوجاتنا، التحرش، الذي بدأت الداخلية مؤخرا تتعامل معه بشكل قانوني بعد معاناة طويلة من النساء لإثبات الوقائع أو إقناع الضباط والأمناء بتسجيل محاضر التحرش.
الواقعة الأولى: محامية تدعى أسماء نعيم، كتبت عبر صحفتها الشخصية على فيسبوك، تعرضها للتحرش اللفظي والجسدي أثناء سيرها في شارع طلعت حرب، ووصفت تضررها النفسي الكبير من الواقعة، ليبادر المقدم حسام العشماوي رئيس مباحث قصر النيل بإجراء التحريات وتفريغ الكاميرات حتى تمكن من تحديد هوية المتهم وألقي القبض عليه.
وقررت نيابة قصر النيل، حبس المتحرش على ذمة التحقيقات، بعد أن تعرفت عليه المجني عليها خلال تحقيقات النيابة، وقالت إنها أجلت عمل المحضر بسبب التعب الذي ألم بها من جراء التحرش اللفظي والجسدي لكنها فوجئت باتصال من رئيس مباحث قسم شرطة قصر النيل المقدم حسام العشماوي يخبرها بالقبض على المتهم، الله ينور يا عشماوي يا محترم يا ابن الأصول.
وفي حدائق القبة بالقاهرة تعرضت طالبة ببكالوريوس خدمة اجتماعية للتحرش واتصلت بوالدها المحامي الذي اتصل برئيس مباحث حدائق القبة المقدم خالد سيف، فلم ينتظروا وصوله للقسم، وحين وصل وجد فريق بحث يتابع الموضوع بكل جدية، وتم تفريغ عشرات الكاميرات والحصول على صورة المتحرش والقبض عليه، وحبسه على ذمة التحقيقات، الله ينور يا خالد يا سيف يا محترم يا ابن الأصول.
التحرش جريمة، ومن واجب الداخلية فرض الأمن والأمان في شوارعنا وخصوصا لنسائنا وبناتنا، ونحلم بيوم تسير فيه فتياتنا في الشوارع آمنات من كلاب وذئاب البشر، حتى يمكننا أن نقول إنه "لا يوجد متحرش واحد في مصر".
في كوكب اليابان الشقيق، وفرت الشرطة تطبيق إلكتروني اسمه «ديجي بوليس» للنساء، يرسل هذا التطبيق إنذارًا للشرطة عندما تتعرض المرأة للتحرش في المواصلات العامة، ويبحث في شبكة التطبيق عن شخص مجاور للحدث، ويرسل له تحذيرًا أيضًا في حالة إن استطاع مساعدة المرأة الضحية، ويكون فحوى الرسالة المرسلة للمستخدمين والشرطة هي: «يوجد متحرش جنسي هنا.. ساعدوني أرجوكم».