تحمل الرياح الشمسية نحو 1.5 مليون طن من الغاز المكهرب أو البلازما باتجاه الأرض كل ثانية، منذ أكثر من 4 مليارات عام، حسب سكاى نيوز.
وهذه الرياح هى السبب الرئيسى لما يسمى العواصف الشمسية، وهى الاضطرابات فى الحقول المغناطيسية الطبيعية للأرض.
وعادة ما يتم التصدى لهذه العواصف الشمسية الأضعف فى الغلاف الجوى لكوكب الأرض، لكن الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية تشعر بتأثيرها، فيما يمكن للعواصف الشمسية الكبرى أن تضر بشبكات الطاقة وتتسبب فى انقطاع التيار الكهربائى، وتؤدى إلى ظهور أضواء الشمال المعروفة بالشفق القطبي.
ومع ذلك، هناك ثغرات طفيفة فى دروع الأرض تسمح للرياح الشمسية الضعيفة باختراق دفاعات الكوكب، ووفقا لوكالة ناسا، فإن أضعف منطقتى الغلاف المغناطيسى للأرض تقعان فوق المناطق القطبية.
وقال مارك كوندى، من جامعة ألاسكا فى فيربانكس: "معظم الأرض محمية من الرياح الشمسية، لكن بالقرب من القطبين، فى منتصف النهار، يصبح مجالنا المغناطيسى بمثابة مدخل يمكن للرياح الشمسية أن تصل من خلاله إلى الغلاف الجوي"، وأطلق العلماء على هذا المدخل المغناطيسى اسم الشرفات القطبية.
وعندما تنساب الرياح الشمسية عبر هذه الممرات ونحو الكوكب، يمكنها قطع الإشارات اللاسلكية وتعطيل عمليات نظام GPS والأقمار الصناعية.
وحذرت وكالة الفضاء الأوروبية مؤخرا من أن تقنية الأرض لا تنجو من تأثير النشاط الشمسى، وأن الانفجارات التى لا يمكن التنبؤ بها للرياح الشمسية والعواصف والطقس الفضائى لديها احتمال "لتعطيل وحتى تدمير البنية التحتية فى الفضاء وعلى الأرض".
وتسير الرياح الشمسية البطيئة نحو كوكبنا بسرعة 1.7 مليون ميل فى الساعة، ويعتقد علماء الفلك أن هذه الرياح البطيئة تهرب من الشمس حول خط الاستواء. أما الرياح الشمسية الأسرع فتتدفق نحو الأرض من داخل الشمس، من خلال الثقوب فى هالة النجم.
وفى كلتا الحالتين، تكون الرياح الشمسية عبارة عن مزيج من البروتونات والإلكترونات المشحونة بعناصر أثقل أخرى، مثل الأكسجين والهيليوم.
وعندما تضرب الرياح الشمسية كوكبنا، فإنها يمكن أن تحدث فوضى فى الغلاف الجوى، وقالت وكالة ناسا: "يعتمد مجتمعنا الحديث على مجموعة متنوعة من التقنيات المعرضة لظواهر الطقس الفضائى، حيث أن التيارات الكهربائية القوية المدفوعة على طول سطح الأرض خلال أحداث الشفق، تعطل شبكات الطاقة الكهربائية وتساهم فى تآكل أنابيب النفط والغاز".
وتابعت: "تتداخل التغييرات فى الغلاف المتأين أثناء العواصف المغناطيسية الأرضية مع الاتصالات اللاسلكية عالية التردد والملاحة بنظام تحديد المواقع العالمى (GPS)".
وفى محاولة لفهم أفضل لتأثير التكنولوجيا على هذه الظواهر الشمسية، أطلقت ناسا ثلاث بعثات إلى أعتاب القطب الشمالى، جميعها جزء من مبادرة التحدى الكبير Cusp، التى تتضمن تسع مهمات صاروخية مصممة لاستكشاف الممرات المغناطيسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة