نموذجان فى الحياة من الرجال، الأول ينفق أمواله على السلع الاستهلاكية فى المأكل والملبس والتنزه وخلافه مستهدفا إرضاء أبناءه، والثانى ينفق جزء من أمواله على السلع الاستهلاكية ويدخر الباقى لشراء عقارات وإنشاء شركات ومصانع.
النموذج الأول من الرجال والذى ينفق مدخراته على السلع الاستهلاكية حين يكبر أبناؤه لا يجدون متطلبات سنهم فهذا يحتاج مسكن وهذه تحتاج جهاز للزواج وثالث يحتاج مصروفات الجامعة ورابع يحتاج وظيفة.
النموذج الثانى من الرجال والذى ادخر غالبية دخله للبناء عندما شب أبناؤه عمل أحدهم فى شركته وسكن الثانى فى شقة وتزوجت ابنته وكل هذا بمنتهى الأريحية.
فى المجمل، تناول أبناء الرجال من النموذجين الأول والثانى الطعام الذى أبقاهم على قيد الحياة اصحاء وقد تعلموا وعولجوا بما يليق لكن أبناء الرجال من النموذج الثانى كانوا أفضل من أبناء الرجال من النموذج الأول فقد شب أبناء النموذج الثانى رجالا لديهم قدرة على التحمل وشب أبناء النموذج الأول مدللون حيث كل احتياجاتهم غير الضرورية كانت دائما متاحة ومتوفرة.
وهنا يأتى السؤال: أيهما أفضل.. ألنموذج الأول أم النموذج الثانى من الرجال ؟
والإجابة بلا تردد : النموذج الثانى هو الأفضل لأنه ساهم فى الاعمار فأفاد الوطن وأفاد أبناؤه واستراح فى أخر أيامه عكس النموذج الأول فى كل شئ.
ماذا استهدف مما سبق؟
استهدف الانتقال من التخصيص للتعميم، من الأسرة التى هى نواة المجتمع إلى المجتمع ككل وأسقط الخاص على العام فأرى سياسة الحكومة الحالية غاية فى الصواب.. كيف؟
تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية قيادة البلاد فى 2014 وكانت شعبيته جارفة وهذا هدف يحرص عليه القادة على مستوى العالم، لكن الرجل بحث فى الواقع ودرس الملفات الاقتصادية وشعر بأننا على حافة الخطر فقرر التدخل السريع والعاجل مستبعدا المسكنات ومفضلا حتى الجراحات والبتر.
كان امام السيسى طريقان الأول هو إرضاء الشعب واستمرار الاستدانة من أجل الترفيه ولكى يعيش المواطن"اللحظة"والثانى هو أن يدخر جزء من الدخل ليبنى المصانع ويشيد الطرق ويدعم الاقتصاد حتى إذا شب الأطفال وجدوا المسكن والمصنع ووجدوا وطنا ما زال حيا قويا.
اختار الرئيس الطريق الثانى وقرر الاستمرار فى البناء وراهن على قدرة الشعب فى التحمل وتحمل الشعب وبدأت مسيرة الإصلاح الاقتصادى وأثمرت مزارع سمكية وأراضى مستصلحة وطرق تضاهى مثيلاتها فى أكثر دول العالم تقدما ومصانع ومستشفيات.
إن هدفا وضعته الحكومة الحالية يكمن فى أنه لا مجال للتراخى أو التراجع حتى نخرج من مستنقع التخلف والضعف الاقتصادى والعلمى والصحى وننطلق إلى أفاق تليق بمصر غير مبالين بفاتورة الغلاء وارتفاع الاسعار فجميعنا أبناء النموذجين الأول والثانى من الرجال سنأكل حتى نشبع ونتعلم كما ينبغى فنشب رجالا قادرين على تحمل المسئولية فى ظل تطبيق اقتصاد البناء لا الاستهلاك.
والسؤال: هل حقق الإصلاح الاقتصادى نتائج مبشرة؟
نعم حقق نتائج مبهرة، فبنظرة منصفة نكتشف أننا نتجه نحو المستقبل بخطى ثابتة، فالاقتصاد يتحسن وسعر الجنيه يرتفع امام العملات الأجنبية ومعدلات التصدير تتزايد والفساد يتلاشى وكل ذلك يؤكد على أن مصر تنهض لا جدال.