يتعرض نجوم الفن كغيرهم من الناس للكثير من الأحداث والمواقف المثيرة والساخنة، ويقعون أحيانا ضحية لمشاعر الغيرة أو الرغبة فى الانتقام لأسباب متعددة، وقد تتعرض حياتهم للخطر أو يواجهون مواقف صعبة بسبب هذه المشاعر، حتى إن بعضهم قد يواجه الموت أحيانا.
وتعرض عدد من نجوم الزمن الجميل لمحاولات القتل والاغتيال لأسباب مختلفة، سواء بسبب مشاعر الحب من طرف واحد، أو بسبب رغبة البعض فى الانتقام لأسباب أخرى.
وفى أحد الأعداد النادرة لمجلة الكواكب والتى صدرت عام 1958 كشفت المجلة عن تفاصيل تعرض عدد من نجوم الزمن الجميل لمحاولات اغتيال، لأسباب مختلفة ونجاتهم من الموت بأعجوبة من هذه المحاولات.
منيرة المهدية
العمدة وسلطانة الطرب
ومن بين هؤلاء النجوم سلطانة الطرب الفنانة منيرة المهدية التى كادت تقع ضحية لحادث قتل فى أواخر العشرينيات من القرن الماضى وقبل صدور عدد مجلة الكواكب المذكور بثلاثين عاما.
وأشارت المجلة إلى أن عمدة ريفيا وقع فى غرام منيرة المهدية التى كانت وقتها فى أوج جمالها وشهرتها، وكان العمدة ذا سطوة واسعة على الفلاحين فى قريته، رفضت سلطانة الطرب هذا الحب وعرضه الزواج منها، مما أثار غضبه فاعتبر هذا الرفض إهانة لا يمحوها إلا الدم.
خطط عمدة القرية للانتقام وهداه تفكيره لحيلة لقتل منيرة المهدية، فجمع عددا من المطاريد والهاربين من تنفيذ أحكام وعددا ممن يدينون لسطوته واصطحبهم معه إلى القاهرة، وحجز جميع مقاعد الصف الأول والثانى فى المسرح الذى تعمل فيه المطربة الكبيرة.
وفى المساء أرسل العمدة رجاله إلى المسرح لتنفيذ خطة الاغتيال، وبدأت الحفلة وقبل أن تحين ساعة التنفيذ شعر مدير الفرقة بحركة مريبة فى الصالة وخاصة فى الصفين الأول والثانى، فأخطر البوليس الذى ألقى القبض على جميع الجالسين بالصفين، وخلال التحقيقات اعترفوا جميعا بمؤامرة العمدة، فتحركت وزارة الداخلية وثارت ضجة واسعة بسبب هذه المحاولة التى كادت أن تذهب ضحيتها أشهر مطربة فى هذا الوقت، ونتيجة لذلك تم عزل العمدة وتقديمه للمحاكمة.
على الكسار
على الكسار حطم قلب العذراء فحاولت قتله
أما الفنان الكبير على الكسار فقد ذكرت المجلة التى صدر عددها بعد وفاته أنه تعرض لمحاولة اغتيال سابقة، حيث وقعت ممثلة فى مقتبل العمر من أعضاء فرقته فى غرامه وصارحته بحبها، ولكنه ثار فى وجهها وهددها بالفصل، وعندما عاتبته زادت ثورته وطردها من مكتبه، فانقلبت مشاعر الحب لديها إلى رغبة فى الانتقام منه.
وأوضحت «الكواكب» أن الفتاة تسللت إلى غرفة الكسار، وكان يضع فيها طعامه ودست له السم فيه، ثم أسرعت إلى خارج الغرفة، مشيرة إلى أن الفتاة كانت تعتقد أن الكسار يقع فى غرام امرأة أخرى ففضلت أن يموت على أن تتركه لغيرها.
ولكن الفتاة استيقظ ضميرها وتتابعت فى خيالها الأحداث، وفكرت فى موت الكسار وتأثيره على حياتها وحياة أعضاء فرقته ومنهم من سيتشرد بسبب موته، كما فكرت فى ملاحقة البوليس لها إذا ما اكتشف جريمتها، وفى هذه الأثناء مر الكسار فى طريقه إلى غرفته، فأسرعت الفتاة لتلقى من أمامه الطعام المسموم واعترفت له بما فعلته، واكتفى الكسار بطردها من الفرقة.
فريد الأطرش
فريد الأطرش أفلت من محاولتين للقتل
ومن بين النجوم الذين أشارت الكواكب إلى أنهم تعرضوا قبل أيام من صدور العدد لمحاولة اغتيال الموسيقار الكبير فريد الأطرش.
وأكدت المجلة أن فريد الأطرش كان يسهر فى ملهى ليلى بالقاهرة، بينما حضر رجل من الإسكندرية خصيصا إلى هذا الملهى مبيتاً النية لاغتياله، ولكن الرجل أفرط فى الشراب وأخذ يهذى بكلام أظهر فيه نيته قتل فريد، مؤكدا أنه تسبب فى خسارته ماديا بسبب تنافسهما فى سباق للخيل، وسمعه عدد من الحضور فأبلغوا الفنان الكبير الذى أسرع باستدعاء البوليس، وتبين أن الرجل كان قد خسر فى سباق أمام فريد الأطرش فعقد النية على قتله ولكن خطته لم تكتمل، وخلال التحقيقات أنكر الرجل ما قاله واعتذر لفريد مؤكدا حسن نيته.
وأوضحت الكواكب أن هذه المحاولة لم تكن الوحيدة لاغتيال فريد الأطرش وسبقها منذ أسابيع محاولة أخرى فى الإسكندرية، حيث كان الأطرش يحضر سهرة وقامت ممثلة ناشئة تدعى «ضحى»، لتحييه برقصة واقتربت منه وقفزت فوق المائدة التى أمامه لتتمايل فوقها، وكان بالقرب منها شاب ثارت الدماء فى عروقه، حيث كان يحبها ويغار عليها.
وتبع الشاب الممثلة الناشئة ولطمها على وجهها، ودفعته مشاعر الغيرة لمحاولة قتل الموسيقار الكبير ولكن محاولته فشلت ونجا فريد الأطرش من الموت.
يوسف وهبى
أمريكية حاولت قتل عملاق المسرح
أما عملاق المسرح يوسف بك وهبى فوقعت فى غرامه الكثيرات من المعجبات، وحكى عن محاولة للاغتيال تعرض لها قبل سنوات من قبل سيدة أمريكية تقيم فى مصر، حيث وقعت فى غرامه، وأصبحت تتردد على مسرحياته ويراها فى كل حفلاته، وكانت تلاحقه فى كل مكان يذهب إليه.
وأوضح الفنان يوسف وهبى أنه تجاهل هذه السيدة وحاول التهرب منها مما أثار غضبها، وبلغ بها الغضب أن فكرت فى الانتقام منه بعدما تهرب منها أكثر من مرة.
وأشار عملاق المسرح إلى أن هذه السيدة استأجرت بعض فتوات شارع عماد الدين ليساعدوها فى قتله، وفى الليلة المحددة اصطحبت معها الفتوات ووقف كل فى مكانه أمام الباب الخلفى للمسرح، بينما وقفت السيدة الأمريكية تحمل مسدسا لتحاول قتله، وبمجرد أن ظهر يوسف وهبى تحركت السيدة الأمريكية نحوه وأمسك به عدد من الفتوات، ولكنه كان قبلها قد أخبر البوليس بعدما وصلته تهديدات السيدة الأمريكية، وقبل أن تطلق الرصاص على يوسف وهبى تم القبض عليها وعلى الفتوات الذين استعانت بهم، وبعدها تم ترحيلها من مصر إلى بلادها، لينجو عملاق المسرح من محاولة القتل ومن جنون الحب.
حامد مرسى
نار الحب تحرق مطرب «زورونى كل سنة مرة» بماء النار
وذكرت مجلة الكواكب أنه قبل صدور هذا العدد بثلاثين عاما أى فى العشرينيات من القرن الماضى وقعت حادثة اغتيال اهتزت لها مصر، حيث كانت الجماهير تهيم بمطرب شاب وتردد أغانيه وتطلق عليه لقب بلبل مصر الوحيد وهذا المطرب هو الفنان حامد مرسى الذى ولد فى إيتاى الباروى عام 1904، وكان أول من غنى أغنية «زورونى كل سنة مرة حرام تنسونى بالمرة»، فأصبح من أشهر مطربى جيله، وسبقت شهرته محمد عبدالوهاب واستحوذ على قلوب النساء والفتيات، وكان دنجوان عصره، وتزوج هذا المطرب فيما بعد بالفنانة عقيلة راتب وأنجب منها ابنته وابنتها الوحيدة أميمة التى أجرينا معها حوارا قبل وفاتها تحدثت خلاله عن والدها قائلة: «كان صوته قويا ويغنى دون ميكرفون وذاعت شهرته فى كل أنحاء مصر، وحقق شهرة واسعة، لكن للأسف لم يكن هناك فيديو أو تسجيلات لأعماله».
وأضافت: «كان الجمهور يرسل له آلاف الخطابات التى تحمل اسم «بلبل مصر الوحيد» دون عنوان أو اسم وكانت تصل له من شدة شهرته».
وأشارت الابنة أن والدها كان دنجوان عصره ومحط إعجاب الفتيات والنساء، وخاصة سيدات المجتمع، مؤكدة أنه تزوج 9 مرات قبل زواجه من والدتها الفنانة عقيلة راتب التى وقع فى غرامها بعد انضمامها لفرقة على الكسار التى كان بطلها، وكانت والدتها لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها.
وكشفت الابنة أن إحدى سيدات المجتمع ألقته بماء النار من شدة غيرتها عليه وتسبب فى تشوهات فى ذراعه.
وذكرت مجلة الكواكب فى عددها الصادر عام 1958 تفاصيل هذه الحادثة، حيث ذكرت أن إحدى سيدات الطبقة الراقية وقعت فى غرامه وبادلها الحب، ولكنه اكتشف فيما بعد أنها متزوجة ولديها أطفال، فقرر الابتعاد عنها ولكنها اعتقدت أنه وقع فى غرام سيدة أخرى، وأخذت تطارده ولكنه كان يصدها.
وقررت السيدة الانتقام من المطرب المشهور وتوجهت إلى باب الكواليس بمسرح على الكسار وانتظرت حتى خرج حامد مرسى وارتعشت يدها وهى تلقيه بماء النار، فأخطأت وجهه وأصيبت يده بتشوهات وحروق وتناقلت الصحف الخبر فى اليوم التالى.
وأكدت الكواكب أن الفنان حامد مرسى أراد أن يحفظ اسم وسمعة السيدة وعائلتها فأنكر ما نشرته الصحف وقال إن رجلا هو الذى أراد الفتك به.
محمد عبد الوهاب
عبدالوهاب استنجد من نار الحب بالبوليس
ونفس الشىء حدث للموسيقار محمد عبدالوهاب الذى افتتنت به النساء والفتيات، ووقعت فى غرامه أيضا إحدى سيدات الطبقة الراقية وكانت تطارده فى كل الأماكن بينما حاول التهرب منها.
وذكرت الكواكب أنه فى عام 1934 لاحقت سيدة الموسيقار محمد عبدالوهاب ولجأت لوسائل عديدة حتى تجذبه إليها وضيقت عليه الخناق، وعندما أيقنت فشل محاولاتها للإيقاع به قررت الانتقام منه، وتوقع عبدالوهاب الذى اتخذ موعظة مما حدث مع حامد مرسى أن تلجأ السيدة للعنف أو أن تحاول قتله، فأبلغ عنها البوليس واتخذ إجراءات ضدها وتعهدا بعدم التعرض له.
هدى سلطان
خطف ورصاص فى أول حفلة لهدى سلطان
وفى عام 1960 تحدثت الفنانة الكبيرة هدى سلطان لمجلة الكواكب عن بعض الصعاب التى تعرضت لها فى بداية مشوارها الفنى وكتبت للمجلة تحت عنوان «درس فى مدرسة الحياة» عن أحد هذه المواقف التى كادت أن تفقد فيها حياتها.
وكتبت هدى سلطان تقول إنها قبل 15 عاما أى عام 1945 تلقت درسا كبيرا فى حياتها وكانت وقتها تتحدى أسرتها محاولة أن تشق طريقها فى مجال الغناء.
وأشارت هدى سلطان إلى أنها اتفقت مع متعهد فى طنطا ليقدمها فى بعض الحفلات، وبالفعل استدعاها المتعهد للغناء فى حفل أحد المرشحين للانتخابات فى طنطا.
وذهبت هدى سلطان وباقى أفراد الفرقة للحفل الذى بدأ بعرض رواية تمثيلية تتحدث عن إنجازات المرشح ومميزاته وعبقريته، وتتناول منافسه بالسخرية والذم، حتى جاء دورها للغناء.
وأشارت هدى سلطان إلى أنها قبل أن تبدأ فى الغناء دوت أصوات الرصاص فى المكان وانقلب رأسا على عقب وساده حالة من الهرج والمرج، وفوجئ أفراد الفرقة بمجموعة من الرجال الأشداء يهجمون عليهم ويحملونهم إلى عربة كبيرة نقلتهم إلى مكان مهجور مخيف وظلوا يهددونهم بالأسلحة حتى الصباح ثم تركوهم ومشوا، وكان هؤلاء الرجال من أنصار المرشح المنافس الذى أراد أن يفسد حفل منافسه فخطف الفرقة حتى الصباح.
وأشارت هدى سلطان إلى أنها عادت مع أفراد الفرقة وهى تغنى «سالمة ياسلامة روحنا وجينا بالسلامة»، مؤكدة أنها خرجت من هذه التجربة بدرس مفيد وهو أن الفن يجب ألا يخدم الأشخاص ولكن يجب أن يكون الفن خالصا لوجه الفن.