يحتفل المصريون في مثل هذا اليوم بـ"عيد الحب المصري"، وتتنوع الاحتفالات من أسرة لأخرى، فيحتفل كل رجل بحبه لزوجته أو خطيبته على طريقته الخاصة.
وتبقى قيمة وأهمية الحب في الوفاء لمن نحب، ويتجلى هذا الوفاء في حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأمنا "خديجة"، وكثرة حديثه عنها حتى بعد وفاتها، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وما رأيتها؛ ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة. قال النووي : وفي هذا الحديث دلالة لحسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والمعاشر حيا وميتا، وإكرام معارف ذلك الصاحب.
وفي رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثَّناء، قالت: "فغِرتُ يومًا، فقلت: ما أكثرَ ما تذكرها،! حمراء الشِّدق، قد أبدلك الله عز وجل بها خيرًا منها، قال:"ما أبدلني الله عز وجل خيرًا منها،؛ قد آمنَت بي إذ كفَر بي الناس، وصدَّقَتني إذ كذَّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرَمَني الناس، ورزَقني الله عز وجل ولدها إذ حرَمني أولاد النساء".
وفي وقتنا المعاصر، أفسدت السوشيال ميديا قيمة الحب، وأصابته بالروتين والصلابة، فاستبدلنا كلمات الحب والمودوة بـ"لايكات" و"مجموعة من القلوب" عبر السرايا الزرقاء "الفيس بوك أو الأخضر "الواتس آب"، وغابت كلمات المودة والحب.
السوشيال ميديا أفسدت حياتنا وحولت أسرنا المترابطة إلى أسر افتراضية، يديرها "زراير" جهاز عقيم صلب، فباتت الحياة أكثر روتيتية وصلابة، تلاشت فيها قيم الحب.
فالحب قيمة جميلة، لا تُباع ولا تُشترى، لم يبلغ إنسان من الغنى ما جعله يستطيع شرائه، ولم يبلغ إنسان من الفقر ما جعله يفقده، لا يوهوب ولا يستعار، وإنما أحاسيس تدخل القلوب مباشرة، فتملأها دفء وطمأنينية، حبوا بلقوب صافية خالصة تصحوا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة