سعيد الشحات يكتب:ذات يوم 5 نوفمبر 1956.. استشهاد الرائد شوقى خلاف.. أول شهداء قناة السويس أثناء العدوان الثلاثى.. وضابط فرنسى مسلم يدفنه ثم يكشف عن مكانه

الثلاثاء، 05 نوفمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب:ذات يوم 5 نوفمبر 1956.. استشهاد الرائد شوقى خلاف.. أول شهداء قناة السويس أثناء العدوان الثلاثى.. وضابط فرنسى مسلم يدفنه ثم يكشف عن مكانه الشهيد شوقى خلاف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الوقت صباحا يوم الجمعة 2 نوفمبر 1956، حين اتصل المهندس عبد الحميد أبوبكر الرجل الثانى فى قيادة فريق تأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1956، بالرائد مهندس شوقى خلاف، قائد سرية الألغام والمفرقعات بسلاح المهندسين، ليعطيه تكليفات مهمة بعد أن بدأ العدوان الثلاثى «بريطانيا وفرنسا وإسرائيل» على مصر يوم 29 أكتوبر 1956.
 
كان عبد الحميد أبوبكر هو الرجل الثانى فى قيادة فريق تأميم قناة السويس يوم 26 يوليو عام 1956، وكان المهندس محمود يونس قائد الفريق بتكليف من الرئيس جمال عبدالناصر الذى أعطاه صلاحية تكوين الفريق الذى سينفذ معه العملية، على أن يتم ذلك دون إخطار أحد بالموعد إلا قبل التنفيذ بساعات واختيار عناصره، وحسب أبوبكر فى مذكراته «قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا»، فإن فريق التأميم تم تقسيمه إلى ثلاث مجموعات، مجموعة رئيسية فى الإسماعيلية وعلى رأسها محمود يونس، وتضم عبدالحميد أبوبكر، محمد عزت عادل، سعيد الرفاعى، فؤاد الطودى، مشهور أحمد مشهور، إبراهيم زكى، نبيه يونس، حسن إسماعيل، محمد حسان، أحمد فؤاد عبد الحميد، قسام سلطان، مصطفى نيازى، عبد الله شديد.
 
وضمت المجموعة الثانية فى بورسعيد فريقا يترأسه توفيق الديب، ويضم، محمود شوقى خلاف، يوسف محمد يوسف، حسنى مسعود، حسن جلال حمدى، عصام العسلى، عبد السلام بهلول، عبد الحميد بهجت، فى السويس كانت المجموعة الثالثة على رأسهم، الشافعى عبد الهادى، وتضم محمد الزفتاوى، جلال ثابت، حسام هاشم، عمر عزت، عباس أبو العز، سيد خليفة، محمد بهجت.
 
لم تقتصر مهمة هذا الفريق على عملية التأميم وفقط، وإنما امتدت إلى مهام أخرى أبرزها مهمة تشغيل الملاحة فى القناة بعد انسحاب المرشدين الأجانب، واستمر الأمر حتى بدأ العدوان الثلاثى فى شن غاراته الوحشية يوم 29 أكتوبر 1956، فى هذا السياق جاء دور «شوقى خلاف»، أحد أعضاء مجموعة بورسعيد فى فريق التأميم، اتصل به «أبوبكر» يوم 2 نوفمبر ووفقا لمذكراته: طلبت منه نسف وإغراق باقى الوحدات البحرية فى القناة، وإحضار المستندات الهامة، وإحراق باقى الأوراق على أن يترك بورسعيد بعد ذلك، ويحضر إلى القاهرة.. يتذكر أبوبكر: «أخبرنى أن زوجته وأولاده الثلاثة غادروا بورسعيد الآن وهم فى طريقهم إلى الإسماعيلية».
 
كان الهدف من إغراق الوحدات البحرية فى القناة هو سدها تماما حتى لا تتكرر مأساة احتلال مصر عبرها، كما حدث مع أحمد عرابى عام 1882.. يؤكد أبوبكر: بدأت عملية الإغراق بالسفينة عكا وأصبحت أكبر عائق مائى فى قناة السويس.
 
يستكمل أبوبكر قصة شوقى خلاف: «وصلت أسرته إلى الإسماعيلية، ومن هناك اتصلوا به تليفونيا فى بورسعيد، واطمأن عليهم. وكان ذلك آخر مرة مكالمة له مع أسرته.. وصلت الأسرة إلى القاهرة عن طريق الزقازيق بأعجوبة، أما شوقى فبقى فى بورسعيد حتى صباح يوم 5 نوفمبر، مثل هذا اليوم، عام 1956، حيث غادر مكتبه بسيارته الخاصة «ستروين سوداء» فى طريقه إلى القاهرة ومعه المهندس عبدالقادر علوى.
 
يتذكر أبوبكر: عندما وصلا إلى كوبرى «الرسوة» عند مدخل بورسعيد، كان الفرنسيون قد نزلوا بالمظلات واحتلوا محطة المياه بالقرب من الكوبرى، وبالرغم من أن شوقى وعبد القادر كانا يلبسان الملابس المدنية، ويستقلان سيارة مدنية، أطلق الفرنسيون عليهما النيران.
 
يذكر ضياء الدين حسن القاضى فى كتابه «الأطلس التاريخى لبطولات شعب بورسعيد» عام 1956: أطلق الفرنسيون النار على العربة، فأصيب عبد القادر علوى برصاصات فى ساقه إلا أنهما قفزا من السيارة للاحتماء بسور محطة المياه، فعاود العدو الفرنسى إطلاق النار، فأصيب عبد القادر بعدة رصاصات للمرة الثانية، ووجهوا نيران مدافعهم إلى صدر شوقى خلاف فسقط شهيدا على الفور بجوار سيارته، فقام فدائيون بنقل عبدالقادر إلى المستشفى الأميرى ببورسعيد بعد اشتباكهم مع القوات الفرنسية التى أبيد أغلب أفرادها.
 
 كان شوقى خلاف هو أول شهيد لهيئة قناة السويس حسبما يؤكد أبوبكر،ولم تقتصر دراما موته عند لحظة استشهاده، فحسب أبوبكر: كان من ضمن القوات الفرنسية ضابط مسلم من قوات المستعمرات المرافقة للقوات الفرنسية المعتدية، وعثر على جثمان شوقى فقام بدفنه فى مكان استشهاده بجوار حائط عند كوبرى «الرسوة».
 
ظل الأمر مجهولا لا يعرفه أحد حتى رتبت الأقدار الطريق إلى كشفه..يذكر أبوبكر: «أصيب ضابط المستعمرات الفرنسية المسلم ونقل إلى مستشفى الهلال الأحمر فى بورسعيد، وأثناء وجوده فى المستشفى رسم خريطة تقريبية لمكان دفن الجثمان، وسلمه إلى إحدى سيدات الهلال الأحمر، وبدورها قامت بتسليمه إلى أحد ضباط الفدائيين الذين كانوا مع كمال رفعت «الوزير فيما بعد» ومحمد فايق، وزير الإرشاد القومى ورئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، يؤكد أبوبكر،أن الاثنين، رفعت وفايق، كانا فى بورسعيد لتنظيم عمليات المقاومة الشعبية.
 
يؤكد «القاضى»: نقل جثمان شوقى خلاف فيما بعد إلى مقابر أسرته فى القاهرة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة