زميلتنا سارة علام، التقت أهم رجلين دينيين للأرمن فى مصر، وهما الأنبا أشود مناتسكانيان مطران الأرمن الأرثوذكس، والأنبا كريكور كوسا مطران الأرمن الكاثوليك، ونشرت «اليوم السابع» الورقية، والموقع، حوارهما أمس، وسرد الرجلان معاناة شعبيهما الأرمن على يد العثمانيين والإبادة الجماعية ما دفعهم للهروب إلى مصر وسوريا.
والأنبا أشود مناتسكانيان مطران الأرمن الأرثوذكس، لا يمثل رمزا دينيا فحسب، وإنما يرأس الجالية الأرمينية فى مصر، ومن ثم فإنه يمسك بكل خيوط معاناة الأرمن، ويحفظ التاريخ المأساوى لشعبه، فهو من ناحية المدبر الروحى للطائفة، ومن ناحية أخرى يرعى شؤونها الإدارية ويمثلها أمام الجهات الرسمية، إذ تتمتع الطائفة الأرمينية بوضع قانونى فريد فى الدولة المصرية، حيث مسجلة قانونا كطائفة دينية وليست جالية أجنبية.
وتحدث الرجلان، عن وضع الأرمن فى مصر، وكم فتحت القاهرة قلبها قبل بيوتها للأرمن الهاربين من أبشع جريمة إبادة جماعية فى التاريخ، وتصدر الحوار مانشيتات الصفحة الأولى لـ«اليوم السابع»، تحت عناوين: «الأرمن يروون حكاياتهم من الإبادة التركية إلى الاستقرار فى مصر.. مطران الأرمن الأرثوذكس: تمتعنا بطيب المعاملة من المصريين شعبا وحكومة وعلينا واجبات كمواطنين.. ومطران الكاثوليك: نمارس طقوسنا الدينية بحرية».
ولم نضع فى الحسبان أن ما أدلى به رجلى الدين الأرمن، سيثير غضب المخابرات التركية، فأعطوا أوامرهم لبلياتشو الإخوان «محمد ناصر» الذى يطل من قناة الخزى والعار «مكملين» ليهاجم الأرمن، ويدافع عن تركيا باستماتة، ثم مهاجمة مصر عن طريق ترديد الرواية التافهة، والتى ليس لها أى أساس من الصحة، بأن مصر استولت على ممتلكات اليهود فى مصر.
وليس بغريب على شخص ارتضى بكامل إرادته أن يكون رابطا فى حذاء ضابط مخابرات تركى، ينفذ أوامره بالهجوم ليل نهار على مصر، ويشن حملات الكذب والتشكيك والتشويه للمؤسسات ولكل منجز، أن يؤلب اليهود ويردد بعض رواياتهم الكاذبة بأن مصر استولت على ممتلكاتهم، ويجب إعادتها لهم.. وكأنه يقايض المصريين، أنه لو دافعتم عن الأرمن ضد تركيا، سندافع عن اليهود ضد المصر.
هذه المقايضة يتبناها بالفعل جماعة الإخوان الإرهابية، وهل ننسى عصام العريان، عندما خرج علينا فى «ديسمبر» 2012 بتصريحات يطالب فيها بضرورة عودة اليهود لمصر، وقال نصا: «أدعو اليهود المصريين للعودة إلى وطنهم، ويجب أن يرفضوا الاستمرار فى العيش تحت ظل نظام قمعى وعنصرى ملطّخ بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال أيضا: «لماذا طردهم جمال عبدالناصر من مصر؟! فهو بالتالى شارك فى احتلال الأراضى العربية.. ومصر ليس لديها الحق فى منع عودة أى مصرى، ومن الممكن أن يسترجع اليهود ممتلكاتهم، وهكذا قد يفسحون المجال لحق العودة للفلسطينيين، وهو أمر لا جدال فيه، ولا يستطيع أحد إلغاءه».
محمد ناصر، وباقى شلة الهاربين من عنبر الخطيرين بمستشفى العباسية، نصبوا أنفسهم المدافعين عن الغلابة والمقهورين، بينما يدافعون عن تركيا التى ارتكبت أبشع جريمة إبادة للأرمن فى التاريخ، والتى تعرف أيضًا باسم المحرقة الأرمنية والمذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى، خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، فى تناقض وقح..!!
ولا نذيع سرا، إننا مبسوطون للغاية، أن «اليوم السابع» تمثل كل العقد النفسية لتركيا وقطر وجماعة الإخوان الإرهابية، بشكل عام، والبلياتشو «محمد ناصر» والمعتوه «معتز مطر» والهارب فى طرحة ونقاب «هيثم أبوخليل» بشكل خاص.