كيف ترين تجربتك فى مسلسل «حواديت الشانزليزيه»؟
أعتبره مسلسلا مهما جداً، ومصروف عليه كويس أوى، بتدور أحداثه فى حقبة زمنية منذ عام 1947 وحتى 1950، وبعمل شخصية اسمها فتنة بنت فقيرة بتمر بتحولات كتيرة، وأرى أن هذا الدور من أهم المحطات الفنية فى حياتى، فتعبت جداً فى التحضير والتصوير، والحقيقة أنى منذ فترة طويلة لم أجتهد فى شخصية مثلما اجتهدت فى شخصية فتنة، حيث احتاجت بعض التفاصيل مثل طريقة الكلام، وطبيعة الملابس، والروح أيضاً ولذلك كانت تحديا كبيرا لى، وعندما انتهيت من تصوير دورى، أردت أن أفصل وأخرج من الشخصية التى أصبحت أتحدث بطريقتها فى حياتى العادية، والحقيقة لم أتأثر بشخصية مثل فتنة منذ فترة طويلة.
معنى ذلك أن الأدوار التى قدمتِها فى أعمالك الماضية لم تكن تحتاج إلى مجهود كبير؟
بالعكس، كل شخصية قدمتها احتاجت منى مجهود ولكن بشكل مختلف، فعندما قدمت «سماح» فى فيلم «الديلر»- أول أعمالى التمثيلية- كان بها العديد من التفاصيل والتحولات واجتهدت فيها كثيراً، ولكن «فتنة» فى «حواديت الشانزليزيه» التحدى فيها أكبر، ولذلك ذاكرتها فترة كبيرة بكل تفاصيلها، وذهبت إلى مدرب تمثيل، والحقيقة أن العمل به كل العوامل التى تساعد الممثل على إخراج أفضل ما عنده، فهناك المخرج مرقس عادل الذى سيكون من المخرجين المهمين جداً على الساحة، فهو مذاكر عمله جيداً ويحب الممثلين ويريد إظهارهم بأفضل صورة، إضافة إلى كل النجوم المشاركين فى البطولة وشركة الإنتاج وكل ما وراء الكاميرا.فى رأيك ما هو العامل الأكثر جذبا فى هذه الفترة الزمنية جعلك تكونين متحمسة للمشاركة فى عمل يتناولها؟
أحب دائماً مشاهدة الأفلام القديمة، وأحب كذلك النجوم فى هذه الفترة، فالممثلون شكلهم حلو، لبسهم حلو والشوارع جميلة، وطريقة الكلام مميزة، وطريقتهم شيك، ففى تصوير المسلسل كنت أشاهد المجاميع شكلهم حلو أوى كنت أريد دائماً التقاط الصور معهم كل هذه عوامل جاذبة، وأنا منذ قراءة السيناريو للمرة الأولى أحببت لغة الحوار وأصبحت أدخل التصوير مرددة «سعيدة» وأغادر بعبارة «فتكو بعافية»، ومن العوامل المهمة كذلك العمل مع شركة بحجم سينرجى التى وفت ميزانية ضخمة أعتقد أنها الأكبر فى نوعية أعمال الـ45 حلقة وذلك سيظهر فى الديكورات الفخمة والملابس.لماذا أصبحت تعتذرين عن العديد من الأعمال فى الفترة الأخيرة رغم اعتيادك على المشاركة فى أكثر من عمل سنوياً؟
بالفعل اعتذرت عن أعمال كثيرة فى الفترة السابقة، وذلك ليس تعاليا على الشغل، ولكن بسبب أنى بحثت عن النضوج الفنى، والأفضل بالمذاكرة والاجتهاد، ولذلك بدأت فى البحث عن الأعمال التى بها عمق وقدرات تمثيلية أكبر، لأن فترة الانتشار مررت بها وانتهت بالنسبة لى، وقدمت فيها العديد من الأعمال منها راضية عنه والآخر لست راضية عنه، فكنت وقتها أفكر فى التواجد أكثر وبأدوار مختلفة ومتنوعة، وحاليا مع النضج الفنى أريد إظهار قدراتى أكثر والابتعاد عن الأدوار المعتادة المكررة، وأخذت عهدا على نفسى مؤخراً أننى لن أقدم عمل وأنا غير راضية عنه من أجل التواجد فقط.
فترة الخمسينيات ظهرت فى العديد من الأفلام القديمة فهل كانت مرجعا لكِ أم خشيتِ من التأثر بنجوم هذه الأعمال وتصبحين تقلدينهم؟
نحن تربينا على أفلام الأبيض والأسود، وإلى الآن نشاهد هذه الأفلام، وبالنسبة لشخصية «فتنة» فكان المرجع لها العديد من الأشخاص لأنى شاهدت أكثر من شخص، وأخدت منهم التفاصيل من الكلام، وطريقة المشى والتعبير وأيضاً «اللزمات» التى لم تكن موجودة فى السيناريو وفرضت نفسها على الحوار، ولكنى لم أكن مثل أحد لعدم وجود مرجع واحد حاولت تقليده من الأساس، فشخصية فتنة تجدها مختلفة عن باقى الشخصيات لأنها الوحيدة الشعبية، ولذلك فملابسها وطريقة كلامها بعيدة بعض الشىء عن باقى الفنانات اللاتى يظهرن بفساتين وتسريحات شعر تناسب الطبقة الاجتماعية التى تنتمين لها.لماذا تشاركين فى أعمال تعتمد على البطولة الجماعية دائماً ولا تتطلعين لتقديم عمل بطولة مطلقة لك؟
أرى أن هذه الفترة من الأفضل لى المشاركة فى أعمال مع نجوم وننجح سوياً، وأنا ممكن يجيلى بطولة وأبقى شايفة إن الخطوة دى ليست فى مصحلتى حالياً، فالمهم التوقيت، وأيضاً ممكن أعمل مسلسل بطولتى ولا أكون على قدر المسؤولية، فلن يرانى أحد على الشاشة بل وقد أتعرض لانتقادت تعود بى إلى الوراء، وخطوة البطولة لابد عندما أقدم عليها، أن تكون فى الوقت الذى أستحقه وأكون أصبحت على قدر مسؤولية تحمل بطولة مسلسل، وأنا لا أخاف منها، ولكن لها وقت محدد، والمهم لا أستعجل، لأن هناك أمثلة كثيرة استعجلوا فى الخطوة وكان عليهم الانتظار بعض الوقت.وما هى المعايير التى يجب أن تتوافر فى الممثلة حتى تقدم البطولة المطلقة؟
لابد أن تكون متمكنا ولديك أدوات فرضت نفسها على الشاشة خلال أدوارك السابقة، وحتى دا مش الشرط الأساسى، لأن هناك ممثلين أقوياء جداً ونسأل أنفسنا لماذا لا يقدمون البطولة، ولكن المنتجين لا يرونهم يصلحون، لأن البطولة لها عوامل كثيرة منها الشكل، التمثيل، الطلة، إحساسك إنك نجم ولك كاريزما على الشاشة، وحب الناس لمشاهدة النجم، فنجد فى هوليوود، هناك فنانات يتمتعن بجمال كبير وأصبحن نجمات دون امتلاكهم قدرات تمثيلية كبيرة.
كيف استفدت من عملك مع نجوم كبار بحجم عادل إمام ونور الشريف ومحمود عبد العزيز؟
أنا محظوظة جداً بالعمل مع مدارس تمثيل مثل عادل إمام فى «عوالم خفية»، ومحمود عبدالعزيز فى «جبل الحلال»، ونور الشريف «خلف الله»، هم نجوم كبار وكل واحد فيهم استمتعت بالعمل معه، وأخذت من كل نجم خبرة تمثيلية كبيرة، وأتمنى أن أكون تعلمت منهم، وظهر ذلك على الشاشة، وليس ذلك فقط فقبل دخولى التمثيل كنت أتمنى العمل مع أحمد السقا، وعندما كلمنى من أجل فيلم «الديلر» قلت أنا بحلم ولا إيه، وإن أول فيلم أعمله يكون معاه، وحالياً أتمنى العمل مع كريم عبد العزيز الذى أراه نجما متمكنا جدا ومحبوبا جدا ويقدم كل الألوان وينجح فيها سواء الكوميدى أو الأكشن أو الدراما.هل هناك مواقف لا تنسينها مع أحد من هؤلاء النجوم؟
بالفعل هناك موقف لا أنساه مع النجم الراحل نور الشريف وكان لى الشرف العمل معه فى مسلسل «خلف الله»، وكنت أصور مشهدا بعد مشاهد كثيرة كلها بكاء واضطرابات نفسية لطبيعة دورى- امرأة ملبوسة-، ففى آخر اليوم شعرت بالتعب وطلبت إحضار جلسرين، وهذا سائل يتم وضعه فى العين حتى تبكى، وعندما دخل علىّ انفعل بشدة وعنفنى «إيه اللى انتى بتعمليه دا بصوت عالى».. وقال ممكن تستنى نص ساعة تسترجعى الحالة مرة أخرى لكن الحاجات دى متتحطش قدامى، الناس عمرها ما هتصدقك كده.لماذا أنت غير منتشرة فى الدراما العربية على غرار شقيقتك ميس حمدان؟
انا لا أجيد التمثيل سوى بالمصرى واللهجة المصرية، وإذا مثلت بأى لهجة أخرى هكون بمثل ولن يتقبلنى الجمهور، وأنا اتربيت فى مصر وصحابى وابنتى وكل حياتى فيها ولذلك بعتبر نفسى مصرية، مع بلدى الأصل الأردن، فأنا حاليا متمرسة فى اللهجة المصرية، وحتى عندما أتحدث أردنى فى المنزل يظهر علىّ، فمن الممكن عمل دور فتاة مصرية بلهجة أخرى، وعرض علىّ قبل ذلك التمثيل باللهجة اللبنانية وقلت لنفسى وقتها يا إما هياخذ منى وقت طويل للمذاكرة أو أعتذر وأخلينى فيما أعرفه، أما شقيقتى ميس، ماشاء الله، تستطيع تحدث لهجات كثيرة ولذلك تجدها منشرة فى الأعمال العربية.كيف ترين نفسك فى سوق الغناء حالياً؟
لم يعد هناك سوق غناء كما السابق، لا توجد شركات إنتاج، والحقيقة أنى قدمت العديد من الأغانى المميزة، ولن أقول أنى أعظم صوت ولكن أؤدى الحالة جيداً ولدى القدرة على إيصالها بشكل جيد أفضل من غيرى، ونفسى أكون موجودة لإكمال مشوارى بالغناء ولكن للأسف لم يعد هناك سوق إنتاج، فى الماضى كنت تجد 9 أو 10 شركات إنتاج تختار بينهم وحالياً أصبحت توجد شركة واحدة فقط، أو تنتج لنفسك، وبسبب أنى أعرف نفسى جيداً أبعد كثيراً فأرى أن السينجل هو الأنسب فى الوقت الحالى إنما أعمل ألبوم تانى لا أعد أحدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة