تشهد محافظة الفيوم انتعاشا ملحوظا فى حركة السياحة بالأماكن السياحية والأثرية بها، حيث زارت وفود إيطالية وإسبانية عددا من المناطق الأثرية، بالإضافة إلى عمل أفلام وثائقية بهذه الأماكن من قبل التليفزيونات الأجنبية.
كما تشهد الفيوم حراكا ملحوظا فى البعثات الأثرية التى تقوم بأعمال التنقيب مما يبشر فى وضع الفيوم بين المحافظات الأكثر جذبا للسياحة خلال الفترة القادمة.
وقال سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم لـ"اليوم السابع"، إن المحافظة تشهد زخما فى السياحة الثقافية المتمثلة فى المناطق الأثرية بالمحافظة فى أعقاب افتتاح حجرة الدفن الملكية بهرم سنوسرت الثانى باللاهون والتى شهد حفل افتتاحها وزارة الآثار.
وتابع الشورة ، أن منطقة اللاهون شهدت إقبالا كبيرا من السياح كما تشهد المنطقة توافدا كبيرا من السائحين من مختلف الدول ولأول مرة فى التاريخ يزور 90 سائحا إسبانيا حجرة الدفن الشهر الماضى، بالإضافة إلى تواجد 34 دارس آثار إيطالى فى المنطقة، مشيرا إلى أن الوفد قام بزيارة معبد قصر الصاغة شمال بحيرة قارون ومنطقة ديميه السباع والتقوا أعضاء البعثة الإيطالية التى تعمل بالمنطقة واستمعوا إلى شرح من ستيفانيا الفرانوا نائبة مدير البعثة عن تاريخ المنطقة وما تم من أعمال الحفائر التى بدأت منذ عام 2001 ومستمرة حتى الآن .
وأضاف الشورة: قام الوفد بزيارة معبد مدينة ماضى فى مركز إطسا ورافقهم من منطقة آثار الفيوم ياسر يوسف عبد الستار وحسن مصطفى محمد مفتشى الآثار، كما زار الوفد هرمى هوارة واللاهون ومشاهدة حجرة الدفن الملكية للملك سنوسرت الثانى باللاهون والتى افتتحت فى 28 يونيو الماضى، ومنطقة أم الاثل الأثرية ومعبد قصر قارون.
وأوضح الشورة، أنه تواجدت منذ يوليو الماضى 4 بعثات أثرية فى الفيوم، بعثة المعهد الفرنسى فى جرزا والبعثة الألمانية فى منطقة وطفة والبعثة الفرنسية - الإيطالية فى ام البريجات والبعثة الإيطالية فى ديمية السباع شمال بحيرة قارون والتى تعمل بالمنطقة خلال هذه الفترة .
وأكد مدير عام آثار الفيوم، أن البعثة الأثرية الإيطالية يرأسها الدكتور ماريو كاباسو والدكتورة باولا ديفولى ويرافقها من منطقة آثار الفيوم رشا رمضان نظير مفتشة الآثار، وتستمر أعمال البعثة فى المنطقة 6 أسابيع.
وأضاف "الشورة"، أن منطقة ديميه السباع تقع على بعد 3 كيلومترات من شاطئ بحيرة قارون الشمالى وكانت تحمل اسم «سكنوبايوس» وتعود إلى العصر اليونانى الرومانى، وكانت مدينة يبدأ منها سير القوافل المتجهة إلى الجنوب وواحات الصحراء ويوجد بها آثار معبد صغير من الحجر، ويوجد بها طريق طوله 400 متر كان يؤدى إلى شاطئ البحيرة، و كان معبدا بالأحجار ومن على جانبيه الأسود، وكان ذلك سبب تسميتها بديمية السباع.
ومن جهة أخرى أنهت البعثة الفرنسية – الإيطالية أعمالها فى منطقة أم البريجات بمركز إطسا بعد فترة عمل استمرت شهرين برئاسة الدكتور كلاوديو جالاتسى ورافقها من مفتشى آثار الفيوم كل من إبراهيم على وهالة عبد الحميد وأيمن رمضان وحسن مصطفى وأحمد معوض والسيد سعد رزق أخصائى الترميم.
وذكر "الشورة"، أن البعثة تعمل فى المنطقة منذ 32 عاما على التوالى وأقامت فى فبراير الماضى معرضًا استمر لمدة شهرين لأهم مكتشفاتها فى المتحف المصرى بالقاهرة.
وأعلن مدير عام آثار الفيوم، أن المحافظة ومنطقة الآثار بالفيوم والجهات المعنية تستعد لمهرجان الجرى لمسافة 100 كيلو متر من هوارة إلى سقارة يوم 15 نوفمبر الحالى ومهرجان تعامد الشمس على قدس الأقداس بقصر قارون فى 21 ديسمبر القادم.
وكان التليفزيون الفرنسى قام الأسبوع الماضى بتصوير فيلم وثائقى عن هرم هوارة بالفيوم ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية "النيل اكتشاف عجائب مصر".
واستضاف التلفزيون الفرنسى خلال الفيلم العالم الأثري الدكتور زاهى حواس والذى تحدث عن تاريخ هرم هوارة وارتباطه بالنيل وقصر "اللابيرنت" وأجاب عن أسئلة التليفزيون عن أصل الفيوم وبحيرة قارون.
ورافق وفد التلفزيون الفرنسى أسامة الجبالى من المركز الصحفى للمراسلين الأجانب ومن المقرر استكمال تصوير البرنامج فى الإسكندرية وتانيس بمحافظة الشرقية ووادى الجرف بالزعفرانة والأقصر وأسوان ويستمر التصوير حتى آخر الشهر ويعرض الفيلم على عدد من شبكات التلفزيون فى أوروبا بالإضافة إلى شبكة التلفزيون الاسترالى.
وتجدر الإشارة إلى أن هرم هوارة بناه إمنمحات الثالث من ملوك الأسرة 12 بقرية هوارة على بعد 9 كم جنوب شرق مدينة الفيوم، وهو من الطوب اللبن المكسى بالحجر الجيرى، كان الارتفاع الأصلي للهرم 58 مترا وطول كل ضلع 105 أمتار، ويحتوى الهرم على دهاليز وحجرات كثيرة، تنتهى بحجرة الدفن، وجد بها تابوتا حجريا ضخما من قطعة واحدة من حجر الكوارتزيت يصل وزنها إلى 110 أطنان، باب الغرفة كان مغلقا بحجر ضخم يغلقا ساقطا عن طريق تسريب رمل تحته إلى غرفتين صغيرتين جانبيتين، لم يستطع اللصوص دخول حجرة التابوت من هذا الباب ولكن تمكنوا من الوصول إليها عن طريق فتحة فى السقف، ونهبوها وحرقوا ما فيها من أثاث جنائزى.
وتوجد بجوار هرم هوارة بقايا قصر التيه (الابيرنت) الذى كان معبدا كبيرا بناه إمنمحات الثالث وهو ملاصق للهرم وكان يضم 12 بهوا مسقوفا، ستة منها تتجه شمالاً وستة تتجه جنوباً، ولها بوابات تقابل الواحدة الأخرى، ويحيط بالبناء سور، وتقدر عدد حجرات المبنى 3000 حجرة نصفها أسفل الأرض، ونصفها الآخر فوق سطح الأرض، ولم يبق إلا بعض آثار أعمدة الطابق العلوى.