يبدو أن حفل تسلم الروائى النمساوى بيتر هاندكه، جائزة نوبل فى الآداب لعام 2019، يواجه مزيدا من الأزمات، حيث يتلقى "هاندكه" قيمة جائزته الحاصل عليها أكتوبر الماضي، والبالغة 9 ملايين كرونة سويدية (743000 جنيه استرليني) ووسامه الشرفي.
منذ أكتوبر الماضي، وعندما تم إعلان اسم بيتر هاندكه، كفائز بنوبل في الأدب لعام 2019، وأصوات الغضب تتعالى وتشير أصابع الاتهام إلى الاكاديمية السويدية الجهة المانحة لجائزة نوبل في الآداب، لمنحها جائزتها لكاتب متهم بدعم الإبادة الجماعية فى كوسوفو لعلاقته بمجرم الحرب الرئيس اليوغسلافى الأسبق سلوفودان ميلوسوفيتش، الذي ارتكب مجازر خلال الحرب الصربية في مطلع التسعينيات، حيث ينكر الروائى النمساوى بيتر هاندكه وقوع إبادة جماعية في سربرينيتسا البوسنية، ويدافع عن مجرمي الحرب الصرب.
وكأول رد فعل دولى على قيام الأكاديمية السويدية لتسلم "هاندكه" الجائزة فى الحفل المقرر له مساء اليوم، أعلن التلفزيون السويدي الرسمي (SVT)، أن غون-بريت ساندستروم استقالت من عضوية اللجنة التي تحدد الفائزين بجوائز نوبل، احتجاجا على منح الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، جائزة نوبل في الآداب لعام 2019.
وأشار التلفزيون السويدي إلى أن كريستوفر ليندور العضو في اللجنة هو الآخر قدم استقالته، احتجاجا على عدم إجراء التغييرات اللازمة بعد فضيحة تحرش حدثت في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم العام الماضي.
أعلنت أوكرانيا، مساء أمس الاثنين، انضمامها لمقاطعي حفل توزيع جوائز "نوبل" المزمع تنظيمه اليوم الثلاثاء، اعتراضا على حصول كاتب نمساوي أيد إبادة جماعية ضد البوسنيين، على جائزة"نوبل للآداب" في وقت سابق من العام الجاري.
وجاء الإعلان ببيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الكرواتية، الذي أوضح أن "كرواتيا ستقاطع الحفل، المزمع تنظيمه الثلاثاء، في العاصمة السويدية ستوكهولم، جراء منح جائزة نوبل للآداب للكاتب لبيتر هاندكه".
أفاد وزير الخارجية والشؤون الأوروبية بالوكالة، الألبانى جينت اتساكاى، بأنه "مقتنع بعمق بأن تبرير جرائم الحرب والثناء عليها، يعيق روح المصالحة التي يجب أن تسود فى المنطقة".
وانضمت تركيا يوم أمس الاثنين إلى ألبانيا وكوسوفو وكرواتيا في مقاطعة حفل جوائز نوبل احتجاجا على منح إحداها للكاتب النمساوي بيتر هاندكه الذي تعرض لانتقادات بسبب تأييده لرجل صربيا القوي الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش.
من جانبها ردت الأكاديمية السويدية ودافعت عن قرارها، حيث قال السكرتير الدائم للأكاديمية، ماتس مالم، المتحدث الرسمي باسمها، إنه "من الواضح أن الأكاديمية السويدية لم تقصد منح جائزة لأحد دعاة الحروب أو أحد منكري جرائم الحرب أو الإبادة الجماعية"، في إشارة لهاندكه. وأوضح أن الأكاديمية لم تجد أي دليل على أن هاندكه "أشاد بسفك الدماء أو أنكر جرائم الحرب، عندما حضر جنازة سلوبودان ميلوسيفيتش (في عام 2006").
وأضاف مالم: "لقد تعاملت الأكاديمية مع كاتب أدلى بتصريحات من المؤكد أنها استفزازية وغير متناسبة وغير واضحة بشأن القضايا السياسية، ولكنه لم يجد شيئاً فيما كتبه يتضمن هجمات على المجتمع المدني أو احترام القيمة المتساوية لجميع البشر".