تخالف بعض الانهيارات الأرضية على سطح المريخ قانونًا مهمًا للفيزياء، وقد كشف العلماء اللغز وراء تشكيل هذه الانهيارات التى تتكون من أحجام ضخمة من الصخور والتربة، والتي تتحرك بسرعة عالية تصل إلى 360 كيلومتر في الساعة على الأسطح لما يصل إلى عشرات الكيلومترات.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكى، هذا يشير إلى عدم وجود احتكاك ضئيل، فهو القوة المادية الأساسية التي تقاوم حركة سطح ينزلق بالنسبة إلى سطح آخر، ولكن ما السبب العلمى وراء هذه السرعة العالية فى الانهيارات.
أوضح العلماء من قبل، أن هذه الانهيارات الأرضية يمكن أن تحدث في وقت كانت المنطقة مغطاة بالجليد، لكن في البحث الجديد توصلوا إلى إجابة أخرى، كما يمكن أن تساعد نتائجهم في الحماية من الانهيارات الأرضية الضارة سواء على سطح المريخ أو على الأرض.
ناقش الجيولوجيون السلوك الغريب للانهيارات الأرضية المريخية منذ أن تم تحديدها لأول مرة منذ ما يقرب من نصف قرن.
وحدثت هذه الأنواع من الانهيارات على الأرض أيضًا، ولكن نظرًا لأن كوكبنا نشط بالتآكل والطقس في الغلاف الجوي (الرياح والأمطار)، والغطاء النباتي وتكتونية الصفائح ، فيمكن إخفاء الأدلة.
هذا هو السبب في دراسة الانهيارات الأرضية طويلة المدى على الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي، فعلى المريخ يتم الحفاظ على الانهيارات وخصائصها جيدًا لملايين السنين بسبب انخفاض معدل التآكل وعدم وجود تكتلات نباتية وصفائح.
وركز العلماء على واحد من أفضل الانهيارات المحفوظة، حيث يُظهر الانهيار الأرضي التلال الطويلة التي تمتد في اتجاه الحركة على طول الرواسب تقريبًا.
وتم تفسير هذه التلال على أنها نتيجة للجليد الكامن في وقت الانهيار الأرضي، وتدعم هذه الفرضية حقيقة أنه قد لوحظ وجود هياكل مماثلة في الانهيارات الأرضية على الأنهار الجليدية.
وبناءً على هذا التشابه، تم استخدام التلال على الانهيارات الأرضية المريخية لدعم النظرية القائلة بأن المريخ كان مغطى بالجليد، لكن وجود الأنهار الجليدية وتوقيتها في خطوط العرض المريخية هذا موضع نقاش وجدل.
ومن هنا للتحقق من وجود تفسيرات أخرى، صمم العلماء نماذج للانهيار الأرضي تسمى نماذج "الارتفاع الرقمي"، هذه هي تمثيلات ثلاثية الأبعاد للتضاريس، تم الحصول عليها من صور الأقمار الصناعية عالية الدقة وبيانات ارتفاع التضاريس.
وأظهرت النتائج أن الجليد ليس شرطا ضروريا لتشكيل التلال الطويلة، بدلاً من ذلك، اقترح العلماء أن تكون التلال قد تكونت بسرعات عالية بسبب الطبقات الأساسية للصخور الخفيفة غير المستقرة.
وكانت هذه الطبقات قد تم إنشاؤها بواسطة اهتزازات وتصادم جزيئات صخرية في الجزء السفلي من الشريحة مع السطح الخشن للوادي.
وكل هذا من شأنه أن يبدأ "عملية الحمل الحراري"، وهى نقل الحرارة عن طريق الحركة، التي تسببت في سقوط طبقات أعلى كثافة وأثقل من الصخور وصخور أخف وزنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة