و مجدداً نعود للحديث عن التعليم الفني و مدي أهميته للمجتمع و علاقته المباشرة بالتنمية و الدخل القومي و الإستثمار الجيد للطاقة البشرية و القضاء علي مشكلة البطالة بمصر .
فقد كانت من أهم مقترحات و توصيات رئيس وحدة بحث و تطوير التعليم الفني بوزارة التربية و التعليم ، مايلي :
لما تكون فيه مدرستين تعليم صناعى ايطالى فى مصر تصل مصاريفهم سنويا الى
عشرة آلاف جنيه مصرى ..وعليهم اقبال غير مسبوق بيتقدم لهم عدد كبير بياخدوا اقل من 10% منه بس والدراسة كلها باللغة الايطالية ..ومميزة جدا فى دراستها ..وبتعمل دورات تدريبية لطلاب كليات الهندسة و عليها أيضاً اقبال شديد ..
يبقى ليه مانعملش التجربة دى تانى .. مدرسة صناعية - مدرسة زراعية - مدرسة فندقية لغات يتم التدريس فيها باللغة الانجليزية لكل المواد ..ولا تقبل الا خريجى مدارس اللغات فقط
وبنفس المصاريف 10000 جنيه ..وتبقى مرتبات جميع المعلمين فيها مميزة ايضا ..ويبقى ليها كوتة بكليات الهندسة والفنون التطبيقية ..ونقدر نعمل مدرستين واحدة بمصاريف والتانية للمتفوقين بدون مصاريف ..والاولى تصرف على التانية ..بس التانية تكون محدودة ..ومفيش فيها اى محسوبية
اعتقد هاتبقى نقلة نوعية ومجتمعية
ممكن نبدأ بمدرسة واحدة فى كل محافظة وممكن نبدا بالمحافظات الكبيرة الاول ..بس اهم شئ تكون مناهجها وسط ما بين المناهج التى تتناسب مع بيئة الاقليم والمناهج الدولية
أظن من وجهة نظري المتواضعة أنها مقترحات غاية في الأهمية إن تم أخذها في الإعتبار و دراستها دراسة جيدة لتدخل بالفعل حيز التنفيذ .
فهل آن الأوان أن نتخلص و نخلص المجتمع من معتقدات خاطئة استتبت و تأصلت حتي تحولت إلي قواعد و قوالب جامدة وجب هدمها و وجبت الثورة عليها لإصلاح أحوال هذا البلد .
فحقاً نري بداخل الأسر المصرية مشكلات حقيقية تتمثل في الضغط المستمر علي الأبناء لدخول كليات بعينها داخل الجامعات الكبيرة إرضاءً لرغبات هؤلاء الآباء و تحقيقاً لتطلعاتهم الشخصية دون الإلتفات إلي ما يتناسب مع ميول و ربما مواهب هذا الطالب التي قد تؤهله لأن يبرع و يتفوق بمجال دون غيره بغض النظر عن رغبة هذا الأب و تطلعات هذه الأم .
فكما جرت العادة الأصيلة أن الطبيب يرغب في أن يكون ابنه طبيب و المهندس و الضابط و غيرها من التخصصات الكبيرة التي يتمسك الشخص فيها بإقحام من يحب و إن كان علي غير هواه !
و عادة ما يأبي الآباء أن يلتحق ذويهم بإحدي مدارس التعليم الفني إن كان يرغب في ذلك و يخجل من عدم التحاق ابنه بالجامعة حتي و إن فشل بموادها الدراسية من باب التفاخر .
و لكن :
إن ساعدت منظومة التعليم في تخليص المجتمع من فكرة الدونية و الدرجة التانية التي يصنف بها التعليم الفني و الإهتمام بمدارسه و معلميه ووضع معايير خاصة بالمجموع الدراسي و اختبارات للقدرات كشروط للإلتحاق بتلك المدارس بعد تغييرها شكلاً و موضوعاً و الترويج لها ترويجاً جيداً ووضعها بأولويات خطة تطوير التعليم التي تتبناها القيادة السياسية الآن .
و إلي لقاء مع مقال جديد عن التعليم الفني و مدي حاجة المجتمع إليه .