"اليوم السابع" يعايش التجربة الأولى من نوعها فى عامها الأول داخل معهد الفنون المسرحية
ظل "أصحاب الهمم" لعقود طويلة خارج المسرح، لا يحضرون إلا بوصفهم موضوعًا يعبر الآخرون عنه كما يريدون، بنظرات من الشفقة فى بعض العيون، حتى صدر قرار استثنائى من أكاديمية الفنون بالقاهرة، حين فتح قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية بابًا لقبول الطلاب ذوى الإعاقة للمرة الأولى فى تاريخه لدراسة فن التمثيل، لتتبدل مواقعهم من الجلوس على مقاعد المتفرجين إلى مواجهة الجمهور على خشبة "أبو الفنون"، فأينما كان هناك مُجتمعٌ إنسانى تتجلى روح المسرح التى لا يمكن كبتها.
"مهاب" موهبة تعانى من "تعثُر فى جهاز النطق" يتجاوز علّته على متن قطار "الإسكندرية – القاهرة"
"أنا حلو ولا أنتوا بتجاملونى".. وأستاذ التمثيل يبدد شكوكه: "أنت بهرتنى بتمثيلك"
تمرد على تقاليد الأسرة
لم يشفع له ولعه بالتمثيل فى سن صغيرة لدى أبويه ليتقبلا التحاقه بالمعهد العالى للفنون المسرحية، الأب يرفض الفكرة كغيره من أرباب الأسر، ربما لمفهوم استقر عند الآباء يتصور أن الفن صخرة يتحطم عليها كل ثابت، ومصطلح مرادف للابتذال، أما الأم فتخشى على صغيرها عذابات الغربة ومشقة الانتقال من الإسكندرية للعاصمة بعيدًا عن أعينها فى مجتمع لا يتقبل المختلف بسهولة، وهى تدرك فى قرارة نفسها أن علة ابنها "التلعثم" ستعوقه – لا محالة – وسيظل حلمه بعيد المنال إن لم يكن مستحيلا.
مهاب يجسد مشهدا
"ما ذنبى وعلتى".. الإحباط يتملك من نفس مهاب
حان موعد الامتحان، استدار ليلتقط أنفاسه ونطق البسملة، وبدأ تقديم مشهد حاول فيه تجنب نطق حروف تفضح تعثره لكن لم يسعفه ذكاؤه فى إخفاء علته، وجاءت قائمة المقبولين للعام الدراسى 2016 \ 2017 خالية من اسم مهاب عصام الدين محمد.
مهاب
أكون أو لا أكون تلك هى المسألة
"كان عندى ثقة إنى هدخل المعهد.. اتدربت واشتغلت على نفسى كويس.. وفهمت هلبس إيه يوم الاختبار وهمثل إزاى" لم تكن تلك المرة لدى مهاب مثل سابقتها، وأخذ القول الشكسبيرى يتملكه، فإما أن يكون أو لا يكون، قضى أيامه بين اختيار المشاهد وحفظها والتدريب عليها، ليقف أمام اللجنة للمرة الثانية، كانت وجوههم ثابتة لا تنم عن شىء، لا يعرف إن نال استحسانهم أم لا، على أية حال عليه أن يكمل التجربة لآخرها، انتهى من مشاهده واستقل قطاره للإسكندرية وانتظر ظهور النتيجة، ولم تخذله أمنياته تلك المرة فبعد أيام جاوزت الأسبوع قليلا، تزين كشف المقبولين باسمه، ليبدأ المرحلة الأصعب فى مشوار حجز مقعده داخل أكاديمية الفنون، بدخوله الورشة الإبداعية ومدتها أسبوع لاختيار الأفضل من بين المقبولين.
مهاب
"مهاب" ممثل يقتحم المناطق الوعرة
سمح لنا رئيس قسم التمثيل والإخراج بدخول قاعات المحاضرات لمراقبة مدى اندماج مهاب مع الطلاب الأصحاء، وكانت المحاضرة لمادة "حرفية الممثل" للدكتور مدحت الكاشف، طلب من الطلاب بدايةً تقديم تدريب كان قد اتفق معهم على تحضيره، سألهم أستاذهم: من يبدأ ؟ فسارع مهاب برفع يده، ثم قدم عرضًا يتعلق بتكنيك الممثل لم يتوقعه أستاذ التمثيل نفسه الذى قال: "يا مهاب لو طورت الفكرة هتبقى عملت حاجة مهمة جدا لمهاب الممثل"، جلس مهاب مع نفسه لدقائق فى مؤخرة القاعة يفكر ويفكر، ثم عاد ليعلن جاهزيته، ثم فاجئنا بدخوله فى المنطقة الوعرة وابتكر لنفسه تدريبا يتعلق بمشكلته الأساسية، فى المقابل لم يقتحم الأصحاء تلك المنطقة لأنهم يعتقدون أن ليس لديهم مشكلة، لكن مهاب بحث على مشكلته وعالجها – بحسب د.مدحت الكاشف -
مادونا
"مادونا" ممثلة ولدت صماء وتفوقت بإحساسها على كل الأصحاء.. والفنان جلال الشرقاوى يستثنيها على غير عادته
وسط أسرة متكلمة، ولدت هاجر جمال أو مادونا -كما تحب أن تطلق على نفسها - بعد 5 أشهر وأسبوعين فى بطن أمها، الأمر الذى أدى إلى إصابتها بضعف السمع، بدأ شغفها بالتمثيل منذ نعومة أظافرها، وهى تشاهد أفلام نجوم الزمن الجميل؛ تضحك وتبكى حسب دراما المشهد، صحيح أنها من ضعاف السمع إلا أنها تملك من الذكاء ما يجعلها تفهم الحوار من خلال حركة شفاههم وأحاسيسهم ولغة جسدهم، وأخذت تقلد الممثلين فى حركاتهم وتعبيرات وجوههم.
"لما أكبر هبقى ممثلة".. أحلام مادونا الطفولية تتحقق رغم إعاقتها
17 عاما أو يزيد؛ مرت على تلك الجملة التى لم تغب عن ذاكرة مادونا إلى الآن، فعلى أريكة غرفتها جلست تتابع أحد الأفلام الكلاسيكية وتقلد أبطالها، تقول لأمها فى براءة: "لما أكبر هبقى ممثلة"، حاولت الأم إخفاء حزنها وارتسمت على شفاها بسمة لتطييب خاطر طفلتها قائلة: "إن شاء الله يا حبيبتى" وأخفت وراء تلك الابتسامة شفقة على مصير ابنتها، لكن إحساس مادونا تجاوز كل صوت وكلام، وشعرت أن ردود أمها منزوعة الأمل، تصف مادونا المشهد بلغة الإشارة: "محستش بأمل فى كلامها.. لكن قلت أنا هعمل اللى عليا والباقى على ربنا".
مادونا
"الصم والبكم" يُحرجون شيوخ التمثيل فى أكاديمية الفنون
مادونا
إعلان نجاح "مادونا" يوم الامتحان دون انتظار نتيجة قسم التمثيل والإخراج
جاءت الفرصة لمادونا، وذهبت يوم الاختبار لتقف أمام لجنة من أساتذة التمثيل، انتهت من مشهديها، وأدارت وجهها نحو باب القاعة تنوى الخروج، استوقفها الأستاذ جلال الشرقاوى ونادى إياها: "استنى يا هاجر"، لحظة صمت انتهت بقرار أذهل الحضور طلابًا وأساتذة، فلأول مرة فى تاريخ المعهد يعلن د.جلال الشرقاوى أو غيره من الأساتذة، نجاح طالب فى اختبارات القبول – فى الحال - دون انتظار إعلان النتيجة.
مادونا ومترجم الإشارة بيشوى عماد
مادونا مُدرسة لغة إشارة لطلاب أكاديمية الفنون
مادونا بابتسامتها البريئة التى لا تفارق وجهها قط وروحها الطفولية الجذابة تتمتع بحب زملائها داخل الأكاديمة، وبمجرد إعلانها عن تقديمها محاضرات لطلاب المعهد عن لغة الإشارة سارع كل منهم لتعلم تلك اللغة التى يجهلونها، دخلنا قاعات المحاضرات وشاهدنا كيف تنقل مادونا خبرتها فى لغة الإشارة إلى زملائها، فوجدنا إقبالا غير عادٍ، لتضاف مهارة أخرى لطالب أكاديمية الفنون بجانب مهاراته كممثل.
صفوت
"صفوت" ولد متكلمًا وعايروه بأمه البكماء.. فهجر الكلام ليصبح فى تشخيص الأطباء "أصم"
إذا أردت أن تصنع الناس فاصنع المجتمع أولا، فلا عيب أن تولد وفيك علة، أما أن تولد صحيحًا ويصنع المجتمع منك عليلا فهذا أمر جد خطير يستحق التوقف، فهذا صفوت كل جرمه نشأته متكلمًا وسط أسرة صماء، لم يسلم من تنمر زملائه على أمه البكماء وهى تحاول التواصل مع مدرسيه بلغة الإشارة، فى مشهد يتكرر كل صباح كلما ودعته مع بداية اليوم الدراسى، غلبه شعور بنبذ أقرانه له، فآثر الصمت على الكلام، ولم يعد بمقدوره التعبير عن شكواه، "مبقتش عايز أتكلم معاهم.. كانوا بيتكلموا مع بعضهم وأنا بقعد لوحدى"، تحاول مدرسته معرفة سر صمت ذاك التلميذ فلا ينبس ببنت شفة، فتتخلى عن إنسانيتها ومهنيتها وتضربه بالعصا جراء صمته .
"كرهت المدرسة".. صفوت يعيش فى عزلة
عاش صفوت فى عزلة ما أقساها على طفل فى عمره، وتولد لديه شعور بالكراهية للمدرسة ومن فيها، فلم يجد إلا الهروب ملاذًا من سخريتهم وتنمرهم، يقول صفوت بلغة الإشارة: "كرهت المدرسة ومبقتش أحب أروحها.. ساعات كنت بقعد فى الشارع لحد الساعة الثانية ظهرا وأروّح كأنى كنت فى المدرسة"، تسأله أمه عن يومه الدراسى فيخبرها أن كل شىء على ما يرام، وإن لم يكن كذلك فماذا يقول؟! أيصارحها بأن هؤلاء الصبية يعايروه بأمه البكماء؟! سأحتفظ بشكوتى لنفسى.
إهانات يومية وإخفاق دراسى
فى تلك الظروف لا يمكن أن نتوقع تفوقًا دراسيًا لصفوت، فتلك الإهانات اليومية لابد وأن يتبعها إخفاقه دراسيًا، فيزداد ألمًا فوق ألمه، ويعيش صمتًا فوق صمته، حتى نسى الكلام، ولم لا ؟! فجهاز النطق لديه مهمل فقد فاعليته وأصبح صفوت فى تشخيص الأطباء "أصم"، يروى صفوت مأساته: "حسيت إنى مخنوق ومش عارف أتكلم ومفيش لغة حوار مع حد، ففضلت الصمت.. مبقاش يطلع ليا صوت ونسيت الكلام"، فتحول صفوت من طفل صحيح إلى آخر أصم.
صفوت ومترجمة الإشارة أمانى صابر
المجتمع يرفض صفوت
هاجر صفوت هذا المجتمع الغريب عنه، وذهبت به أمه لمدرسة للصم علّه يجد نفسه بين أقرانه الجدد بعيدا عن هؤلاء الذين يتفاخرون بألسنتهم، فالكل هنا فى العلة يتساوى، لن يعايره أحدهم بأمه البكماء ولن تطالبه معلمته بالحديث رغما عنه، ارتضى بذلك العالم، لكنه لم ينجُ من حماقات الساكنين خارج أسواره، فحينما شب عن الطوق عمل فى مطعم لتقديم الوجبات السريعة لزبائنه، يبدأ عمله بارتداء "اليونيفورم" ثم يحمل ما انتهى تحضيره من وجبات لتقديمها لأصحابها، حتى حدث ما لم يتوقعه، حين رفض أحدهم تناول طعامه بعدما علم أن من يقدمها له أصم، يتساءل صفوت فى استهجان: ليه إحنا بشر زى بعض؟!.
صفوت: إحنا مش قليلين.. إحنا 8 ملايين معقولة مش شايفنا
قد يظن قارئ هذه السطور أن هناك تهويلا فيما يتعرض له الصم والبكم فى شوارع القاهرة، ذلك الشعور ربما ساورنى أنا شخصيًا بعد أن استمعت إلى صفوت، فعقلى يرفض أن يكون هناك إنسان سوى يعيب على شخص علته، فصاحبنا صفوت فى طريقه إلى منزله بعد انتهاء يوم دراسى شاق بالمعهد، تظاهر صفوت بعدم معرفته عنوانًا يجهله مستعينا بقدرته التشخيصية كممثل ووقفت على بعد خطوات أراقب الموقف، سأل شاب يبدو أنه يدرس بالمرحلة الثانوية يرتدى زيًا مدرسيًا ويحمل حقيبة كتبه، فأجابه ساخرًا: "أنت مش من مصر ولا إيه" يخبره صفوت بقدر ما استطاع أنه من الصم ليرد عليه بسخرية: "أنت بتستهبل وبتحور عليا ما أنت بتتكلم أهو" تجمع زملاء الشاب حوله وأخذ كل منهم يشير إلى صفوت بإشارات بذيئة، تدخلتُ لإنهاء الموقف واستخلصت صفوت من بين أيديهم، وبعد دقائق قال لى بلغة الإشارة: ليه بيعملوا معانا كدة.. إحنا مش قليلين.. إحنا 8 ملايين معقولة مش شايفنا؟!
صفوت
أهل فتاة يرفضون زواجها من صفوت لأنه "أصم"
فى حلكة الظلام ظهرت فتاة متكلمة فى حياة صفوت كبصيص نور يضىء له فؤاده يجعله يشعر أن هناك من يتقبله رغم علته، إذ عرف الحب طريقه إلى قلبه، أمامها يجد نفسه طليق اللسان، فاتحت الفتاة أهلها فى أمر زواجهما، فما كان منهم إلا أن رفضوه خوفًا على ذرية ابنتهم، ففى تصورهم أن الرجال لم تنضب بعد، وما أدراكِ فمن المحتمل أن تنجب ابنتهم أطفالا مثله، ليرد صفوت بإيمان وحكمة شيخ كبير: "أهلها مفكروش إنها ممكن تتزوج متكلم وتنجب أصم أو كفيف أو أى شكل من أشكال الإعاقة.. هذا الأمر بيدى الله".
نور الشريف يلهم صفوت الممثل
على أحد مقاهى القاهرة جلس صفوت فى انتظار أصدقائه، وقعت عيناه على شاشة التلفاز حين لفت انتباهه ذلك الممثل الذى يستخدم لغة الإشارة بحرفية، اندمج مع أحداث الفيلم (الصرخة للراحل نور الشريف ) راوده تساؤل يبدو ساذجًا للوهلة الأولى؛ ماذا لو كنت مكان نور الشريف؟! أنا أجيد لغة الإشارة فلماذا لا أفوز بفرصة للظهور على شاشات التليفزيون ؟!
صفوت ومترجمة الإشارة أمانى صابر
ملف استثنائى لصفوت لالتحاقه بمعهد الفنون المسرحية
صفوت لم يكن - قبل قبوله - ضمن المتقدمين للالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، لكنه ظل عالقًا فى أذهان أساتذة التمثيل داخل الأكاديمية ممن شاهدوا مسرحية "العطر"، انتهت فترة سحب الملفات ولم يحضر صفوت للتقديم، سأل الأساتذة زميلته "مادونا" كيف يمكن التواصل معه؟ هاتفته مادونا وأخبرته بضرورة الحضور غدًا إلى المعهد، وبالفعل حضر وكان الأساتذة فى استقباله وسمح له بالتقدم للمعهد استثناءً .
جدل وانقسام بين أساتذة التمثيل حول قبول ذوى الإعاقة..
علاء قوقة يرفض قبولهم.. والمخرج عاصم نجاتى: المنتج النهائى لأصحاب الهمم رد كاف
قبول ذوى الإعاقة فى نظر أغلب أساتذة القسم غير منطقية وتتعارض مع الأدوات الواجب توافرها لدى الممثل؛ أولها الصوت، حتى عند اختبار الموهوبين من الأصحاء يتم اختيار من لديه قدرة فائقة على النطق، وقد يصل الأمر إلى رفض متقدم لوجود خلل فى أحد حروفه (كالسين والراء) مهما كانت موهبته.
الدكتور مدحت الكاشف
أستاذ فى المعهد: "لو طالب منهم جه معايا فى سيكسن مش هدرس له"
لم تنته الأزمة بقبولهم فما زال التخوف ينتاب البعض، لدرجة أن أحد الأساتذة قال: "لو حد منهم جه معايا فى سيكسن أنا مش هدرس له"، لكن ذلك التخوف بدأ يزول شيئا فشيئا، فذاك المدرس الذى رفضهم طلب ضمهم لمحاضراته فى التيرم الثانى من العام الدراسى الماضى – بحسب د.مدحت الكاشف – الذى يقول: "تنافسنا على التدريس لهؤلاء"، الأمر الذى جعل د.جلال الشرقاوى أستاذ التمثيل والإخراج أقدم المدرسين سنًا وخبرة وخرج من تحت عباءته العديد من النجوم يطلب من مجلس المعهد أن يكون "مهاب" ضمن طلابه فى "السيكشن"، رغم توزيع الطلاب على مدرسين جدد فى كل تيرم، قائلا لهم: "مهاب ده مشروعى حتى تخرجه".
الدكتور سامى عبد الحليم
سامى عبد الحليم يغير موقفه من رفض ذوى الإعاقة إلى قبولهم
الفنان سامى عبد الحليم أستاذ التمثيل بالمعهد كان أحد الرافضين لقبول ذوى الإعاقة، لكن موقفه تغير مع التجربة، إذ يقول: "العامل الإنسانى هو اللى خلانا نوافق"، ويبرر رفضه فى بداية الأمر بأن مدرسى المعهد غير مؤهلين للتدريس لهذه الفئة، بالإضافة إلى المواد العملية التى تسلتزم استخدام الممثل لصوته، يلخص "عبد الحليم" تجربته مع الطلاب: "بالتعامل معهم غيرت وجهة نظرى.. لأنهم يبذلون أقصى طاقة لتخطى العجز الإلهى".
الدكتور علاء قوقة
علاء قوقة يقود معكسر الرافضين لـ"أصحاب الهمم"
فى المعسكر الآخر، يقف د.علاء قوقة أستاذ التمثيل والإخراج، إذ يرفض قبول ذوى الإعاقة، بينما لا يرى مانعًا من التحاقهم بقسمى الديكور أو الدراما والنقد.
الدكتور عاصم نجاتى
موهبة "أصحاب الهمم" بين الاستحقاق والشفقة.. عاصم نجاتى: الرافضون لقبول ذوى الإعاقة "متعصبين".. وقوقة يدافع عن نفسه: أنا أكثر المتعاطفين معهم
أصوات داخل المعهد يرجعون قبول ذوى الإعاقة إلى التعاطف معهم، أو محاولة لكسب موقف أمام الرأى العام، دون إخضاع الأمر للقواعد الأكاديمية لمهنة التمثيل، فى مقابل آخرون يؤمنون بأن لديهم قدرات تفوق الأصحاء وآن الآوان لتغيير نظرة المجتمع انطلاقا من أمرين، الأول؛ الدستور المصرى الذى يكفل لكل مواطن حقه فى التعليم، والثانى؛ إنسانى رسالته "الفن حياة" فهو حق لكل إنسان وليس حكرًا على فئة دون أخرى.
أساتذة التمثيل بالمعهد: المواد الدراسية غير مناسبة لذوى الإعاقة.. ومواد تخصصية لأصحاب الهمم فى انتظار الموافقات العلمية
علميًا؛ تختلف طرق التدريس لذوى الإعاقة عن الأسوياء، لذلك كان علينا أن نتحقق من توفر البرامج البديلة داخل المعهد لتناسب هذا الجيل الجديد من الموهوبين.
برامج أوروبية لذوى الإعاقة لدراسة فن التمثيل
طرحنا سؤالا عن حقيقة وجود مناهج لدول خارجية سبقونا لتدريس علوم التمثيل لذوى الاحتياجات الخاصة وإمكانية الاستعانة بها، فأخبرنا د.عاصم نجاتى بصفته أستاذًا زائرًا بجامعة أوهايو بأمريكا قسم المسرح، وقبلها أكاديمية شنجهاى للمسرح فى الصين، بأن هناك برامج لذوى القدرات الخاصة بالدول الأوروبية يمكننا الاستعانة بها.
هل أساتذة المعهد مؤهلون للتدريس لفئة ذوى الإعاقة ؟
مدحت الكاشف يتحدى: "هنخرجهم ممثلين لا يقلون أهمية عن أى ممثل آخر".. وقوقة: التجربة ستفشل
قادتنا إشكالية توافر المواد الدراسية البديلة إلى التحقق من مدى أهلية مدرسى الأكاديمية للتعامل مع تلك الفئة، فإذا سلمنا باختلاف طرق التدريس لهذه الفئة لابد أن يتوفر الأستاذ الذى يجيد التعامل معهم من الناحيتين التربوية والنفسية.
مستقبل ذوى الإعاقة فنيًا..
فرص تبنى السوق الفنية لأصحاب الهمم.. الكاشف: الأعمال الفنية فى المستقبل ستشهد حضورًا لأصحاب القدرات الخاصة.. وقوقة: الأصحاء مش لاقيين شغل
للسوق الفنية حسابات أخرى، فلا تكفل لك موهوبتك - مهما علا شأنها – مكانًا وسط النجوم، فكم من موهوب يجوب المسارح ليلا ونهارًا ولا يعرفه العامة، وكم من أنصاف موهوبين وفاقديها يعرفهم القاصى والدانى ويملأون الشاشات ضجيجًا، إذن المسألة تخضع للعرض والطلب، تلك الإشكالية تقودنا إلى التساؤل حول مستقبل أصحاب الهمم بعد تخرجهم، هل تظل أحلامهم حبيسة جدران أكاديمية الفنون، أم يمكن توظيفهم فى أعمال فنية شأنهم شأن الأصحاء؟
نتيجة الفرقة الأولى: مهاب جيد جدا.. مادونا جيد.. صفوت لم ينجح
بعد أيام من إجراء تحقيقنا، انتظرنا ظهور نتيجة الفرقة الأولى، وكانت النتيجة كالتالى؛ نجاح مهاب الدين محمد بتقدير جيد جيدا، وهاجر جمال "مادونا" بتقدير جيد، أما صفوت لم يحالفه التوفيق ورسب فى النتيجة النهائية، وبالتواصل معه أخبرنا أنه سافر خارج البلاد من أجل الزواج من فتاة أجنبية من فئة الصم والبكم تعرف عليها عبر الشبكة العنكبوتية.
المعهد يستقبل 3 حالات جدد لأصحاب الهمم فى عام 2019\2020
كما استقبل قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية، ثلاثة طلاب جدد من ذوى الإعاقة للعام الدراسى 2019\2020، هم؛ عبد الفتاح محمد عبد الفتاح ويعانى من إعاقة فى يده اليمنى منذ الولادة، كريم طارق عبده ويعانى من إعاقة فى يده اليسرى، وأخيرًا عمرو عادل محمد وإعاقته شلل دماغى يتوسط الرأس فى الجزء المتحكم فى الحركات الإرادية نتج عنه إعاقة جسدية وبطء فى الكلام.