القارئ عبد المحسن محمد يكتب: خاطرة فى مترو الأنفاق‎

السبت، 14 ديسمبر 2019 04:00 م
القارئ عبد المحسن محمد يكتب: خاطرة فى مترو الأنفاق‎ مترو الأنفاق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى نهاية عربة مترو الأنفاق
 مجموعة من المقاعد متقابلة 
قد كُتب عليها عبارة
(هذه المقاعد لكبار السن ولذوى الاحتياجات الخاصة)
لكن فى صبيحة إحدى الأيام
 كان يجلس على هذه المقاعد اثنان من الشباب 
وفى يد كل منهما هاتفه 
يلعبان معا الشطرنج ... وبينما هم كذلك 
 إذ ركب المترو رجل كبير السن
 يبدو عليه أنه قد جاوز الستين 
 وقف هذا المُسن أمام الشابين..
فلم يعره أى منهما أدنى اهتمام!
بالرغم من جلوسهم فى المكان المخصص له 
فحنى ظهره ليفتح الشباك الذى خلفهما...
وهنا نظرا إليه نظرة استنكار ...!
 حيث قارب جسده المنحنى 
من الاحتكاك برأس أحدهما!!
ففهم نظرتهما وطأ طأ رأسه معتذراً 
وبقى الحال على ما هو عليه 
 الرجل ظل واقفا والشابين يجلسان أمامه
وأخيرا قد هم صاحب المقعد الذى بجوارهما بالاستعداد للنزول فتوجه الرجل إلى ذلك المكان
 لكن كان هناك من يترصد الموقف وكان أسرع منه 
إنها تلك الفتاة!
 لعلها جاوزت العشرين بقليل..
ذهبت إلى المقعد مسرعة!
وأخرجت هاتفها تتفقده! 
 وكأن شيئا لم يكن!
ولم تعره أدنى اهتمام
ولازال الرجل يقف ناظرا إلى الشباب أمامه
ورفع بصره فإذا بمستوى نظره تلك اللافتة 
(هذه المقاعد مخصصه لكبار السن ولذوى الاحتياجات الخاصة)
وكأن لسان حاله يقول أريد مكانى! 
كأنه يريد أن يصرخ فيهم فيقول أريد حقى!
أنا أحق به منكم!
أليس من بينكم من يرحم 
ضعفى وكبر سنى وشيبتى؟!
ولكن هيهات....
 فلو كان فيهما من يرحم 
لما تركه على تلك الحال 
وبعد أن فقد الأمل
 أعطى ظهره لهؤلاء الشباب 
متوجها إلى الجهة المقابلة 
لعله يجد من بينهم من يرحم سنه وضعفه
 ويُجلسه فى مكانه المُخصص له
ازدحم المترو ولم أتمكن من متابعة الموقف 
لكن قبل نزولى وقعت عينى عليه جالسا 
فحمدت الله أن يسر له من يقدر حالته 
ويعرف له حقه.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة