أعرب زعماء الاتحاد الأوروبى عن ثقتهم الحذرة فى أن بوريس جونسون سيدعم دعم العلاقة الاقتصادية الوثيقة مع التكتل، وطالبوا بالتصديق السريع على اتفاقية الانسحاب بعد انتصار رئيس الوزراء فى الانتخابات، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأوضحت الصحيفة، أنه جرى الترحيب بفوز جونسون بالأغلبية فى بروكسل، حيث اجتمع رؤساء الدول والحكومات الـ27 لحضور قمة تستمر يومين، بدأت أعمالها الخميس.
تشارلز ميشيل
وقال تشارلز ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، إنه يتوقع أن يتم تمرير اتفاقية الانسحاب من خلال البرلمان البريطانى فى غضون أسابيع للسماح للمملكة المتحدة بالمغادرة بصفقة فى غضون 49 يومًا.
وقال ميشيل: "نتوقع في أقرب وقت ممكن تصويت البرلمان البريطانى على اتفاقية الانسحاب". "من المهم أن يكون هناك وضوح فى أقرب وقت ممكن. نحن جاهزون. سيتفاوض الاتحاد الأوروبى لضمان وجود تعاون وثيق فى المستقبل مع المملكة المتحدة".
في وقت سابق، قالت رئيس المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، إنها "ستستمع على الفور إلى رئيس الوزراء الجديد، لكى تطمئن إلى ماهية المسار".
بوريس جونسون فى داونينج ستريت
يعتقد قادة الاتحاد الأوروبى، أن الأغلبية المحافظة ستمنح جونسون حرية تقرير أهدافه التفاوضية والحل الوسط فى المحادثات عند الضرورة.
وبمجرد تصديق برلمان المملكة المتحدة على اتفاقية الانسحاب، سيعطى البرلمان الأوروبى موافقته فى يناير قبل رحيل المملكة المتحدة في نهاية الشهر.
ويترقب قادة الاتحاد الأوروبى لمعرفة ماذا فى جعبة رئيس الوزراء الآن بعد أن وصل آمنا إلى داونينج ستريت.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية فى افتتاحيتها إن قادة الاتحاد الأوروبى عقدوا أول اجتماع لهم فى بروكسل دون بريطانيا منذ 50 عاما.
جانب من القمة التى بدأت أعمالها الخميس
وناقشوا خلال هذا الاجتماع، التصديق على ميزانية الاتحاد لفترة سبع سنوات. ومما زاد الأمر تعقيدا هو خروج واحدة من أكبر الدولة مساهمة في الميزانية. وتسهم بريطانيا بنحو 10 مليارات جنيه استرليني سنويا في ميزانية الاتحاد.
واعتبرت الافتتاحية التى نقل موقع "بى بى سى عربى" أجزاء منها، أن خسارة هذا المبلغ ستسبب توترا بين الدول الكبيرة مثل ألمانيا التي تسعى إلى تحديد سقف مساهمة الأعضاء بنسبة 1 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي حتى تتفادى زيادة مساهمتها في الميزانية، ودول أوروبا الشرقية التي تريد زيادة كبيرة في الميزانية.
وترى الصحيفة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي له تأثير مباشر في الميزانية. ومع فوز المحافظين بأغلبية واسعة وتمسك جونسون بتعهداته في الحملة الانتخابية بأنه لن يطلب تمديدا فإن التوتر سيزداد بين الطرفين العام المقبل في مفاوضات تحديد طبيعة العلاقة مع بريطانيا.
وتضيف أن المفاوضات بشأن علاقات تجارية جديدة لن تكون سهلة. فالمرحلة الثانية ستكون أكثر صعوبة بالنسبة للاتحاد الأوروبي من المرحلة الأولى، التي تميزت بروح من الوحدة بين الأعضاء.
فتفاصيل الاتفاقية التجارية ستدخل فيها المصالح الوطنية لكل دولة عضو في الاتحاد، من بينها حقوق الصيد البحري والتبادل التجاري في مجال الخدمات. وهذا هو الجانب الذي سيكون فيه التوصل إلى اتفاق بين أعضاء الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة.
وكل انشقاق بين الدول الأعضاء لن يكون في مصلحة بريطانيا التي تسعى إلى تحقيق اتفاق في أقصر وقت.
جانب من القمة
ولكن من المهم أن يتوصل الطرفان بسرعة إلى حل بخصوص الشراكة الجديدة.
وتشير التايمز إلى مؤشرات بأن خروج بريطانيا سيؤدي إلى عدم استقرار في الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن التوتر في العلاقات بين ألمانيا وفرنسا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة