سيناريو محبوك ومرتب من اللاعب الدولي محمود كهربا انتهى حواره بالانضمام إلى النادي الأهلي بإفيه شهير للفنان العظيم عادل أمام والقديرة رجاء الجداوي فى مسرحية الواد سيد الشغال "ده ناس طيبين أوى".
سيناريو انضمام كهربا للأهلي جاء فى تتر نهايته عبارة وتعليق مثير قال فيه "الطيبون دائما يفوزون فى النهاية".. وكأنه يبرأ ذمته أمام اتهامات خيانة ناديه الأسبق الزمالك، وتفضيل ارتداء قميص الغريم الأهلي، فى صفقة انتقال حر تم الإعلان عنها ظهر الجمعة بعد فسخ تعاقده مع ناديه البرتغالي أفيس، ليظهر فى النهاية بصورة الطيب المسالم الذى تجنى عليه الكثيرون لكنه فى النهاية خرج فائزا.. ليقول له أنصار الأحمر (هنيئا) ويرد أتباع الأبيض (اشرب).
التشابه بين كهربا وعادل إمام فى المسرحية لم يقتصر على العبارة المذكورة فحسب، وإنما أيضا فى تشابه القصتين (الصفقة والمسرحية). سيد (عادل إمام فى المسرحية) كان يؤدى دور هارب ويحتمى فى منزل خاله الذى يعمل لدى أحد الأثرياء، ويُطلب منه أن يقوم بدور المحلل لابنة الرجل الثرى، كهربا فى الحقيقة اعتبرته جماهير الزمالك أيضا هاربا، وبحث عن محلل (أفيس البرتغالى) حتى يعود إلى أحضان من تربى بينهم (الأهلى).
سيناريو حوار انتقال كهربا إلى الأهلى كتب تفاصيله اللاعب بنفسه على مدار الخمسة أشهر الماضية وتحديدا فى شهر يوليو الماضي، عندما أقدم على الرحيل عن الزمالك بداعى انتهاء عقده القديم وعدم توثيق الجديد الذى مرت الفترة القانونية على توثيقه دون تفعيله.
كل أزمة كهربا مع الزمالك تفاصيلها كاملة كانت ترتكز على الجانب المادي، فاللاعب لم يكن حينها يفكر مجرد التفكير فى اللعب للأهلي الذى قام بعاطفة جياشة بتقبيل قميصه عقب الإعلان عن الصفقة، لو كان الزمالك قام بترضيته ماليا ومنحه ما يريد من قيمة تعاقدية.. إذن فكرة الانتماء باتت ملغية فى قاموس كهربا، وذهب ليفكر فى من يعوضه ماديا - ويا سلام لو كان الأهلي هتبقي الضربة ضربتين - تنفيذا لمخطط اللاعب فى الانتقام مما تعرضه له بحسب روايته داخل الزمالك من إساءات وصلت لحد التجريح في حياته الشخصية.
كهربا هو من عرض نفسه على الأهلى، ولم يكن الأهلي هو البادئ فى التفاوض مع اللاعب، ولم يكن هناك أى تخطيط لخطفه من الزمالك إزاء اعتراض البعض داخل القلعة الحمراء على الفكرة فى ظل التحفظ على سلوكياته وعدم انضباطه داخل الملعب.
وما أن وصل إلى الأهلى عن طريق وسطاء رغبة كهربا فى الانضمام للفريق، بدأت الأقاويل تذهب وتأتى ما بين الرفض والاستجابة، حتى رآها الأغلبية صفقة لن تضر فى شىء إذا تمت، والخسارة فيها ستكون أقل مقارنة بالامتيازات والإيجابيات حال نجاحها.
الأهلى رأى صفقة كهربا بمثابة رد الاعتبار أمام حصول الزمالك على توقيع عبد الله السعيد قبل أن يجدد عقده مع الفريق الأحمر، وهى الواقعة التى كانت بمثابة الوصمة على جبين الإدارة والجماهير الحمراء لم يتم التخلص من آثارها السلبية المعنوية إلا يوم الجمعة 13 / 12 / 2019، عندما ارتدى كهربا القميص الأحمر، وبات الرد أقوى إذا ما قارنا الأمرين.. فالأول - عبد الله السعيد - وقع للزمالك ولم يرتد قميصه، بينما الثانى - كهربا - بات لاعبا رسميا فى الأهلى بعد خمس سنوات قضاها في قلعة ميت عقبة.
نهاية سيناريو كهربا مع الأهلى فى النجاح من عدمه يبقى في علم الغيب، ولا يستطيع أحد أن يتكهن بالنتيجة فى ظل الأقاويل المتناقضة بين هؤلاء المشككين فيه ليس فنيا وإنما انضباطيا، وبين هؤلاء الواثقين في إثبات ذاته داخل الأهلى اعتمادا على النظام الذى سيطبق عليه ويجبره على التركيز داخل الملعب فحسب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة