عام بعد عام يرسخ منتدى شباب العالم بشرم الشيخ مكانته فى القلوب ويعمق تأثيره فى العقول ويجتذب الآلاف والآلاف من جميع أنحاء العالم، منهم من أسعده الحظ وأهله عمله وجهده ليكون حاضرا بيننا اليوم، ومنهم من لم يسعده الحظ لكنه مازال على قيد الأمل، والامل دوما هو كلمة السر، الأمل هو الذى يميز الشباب عن غيرهم، وبسم الأمل تم تدشين هذا المنتدى ودعما للأمل استمر هذا المنتدى حتى نسخته الثالثة التى نبتهج بها اليوم.
300 ألف شاب حاولوا أن ينضموا إلى هذا المنتدى، وهو فى رأيى الرقم الأضخم الذى سمعت عنه، سبعة آلاف فحسب هم من تم اختيارهم ليشاركوا فى هذا المنتدى، وهنا على ارض شرم الشيخ الدافئة كان الفرح هو العنوان الأكبر الذى يغلف تلك الحالة الراقية من التآلف الإنسانى والتعاون على الحلم، هنا تجتمع الحضارات فى ارض الحضارات لتصبح مصر قبلة الفرح وجامعة الدول الشبابية يحدونا الأمل فى الغد والرغبة فى التغيير والجموح نحو تحرر الانسان من الظلم والجهل والفقر والمرض واليأس.
هنا فى شرم الشيخ الفرح سيد الموقف، هنا يقف الجميع على مشارف البهجة، حتى قبل بداية البداية الفعلية للمنتدى وقبل أن يعرف احد ما هى القرارات أو التوصيات التى سيخرج بها، وكأن المنتدى وحده كاف ليكون بشرة خيرة للبشرية، كما كانت ٣٠ يونيو بشرة خير لمصر، لتترسخ الصورة الذهنية لمصر مرة أخرى كبلد محب للحياة والأمل والفرح والخير للجميع، بعد أن أوشكت هذه الصورة العذبة على التلاشى من الذاكرة الجمعية فى العالم.
تلتقى الدول فى مناسبات عديدة، يجتمع القادة ليتناقشوا فى الأزمات ويرتبوا الصراعات ويديروا الخلافات المتعددة، الوجوم يعتلى الوجوه، والصرامة سيدة الموقف، لكن مصر كعادتها رفضت تلك الصيغ المستهلكة من الاجتماعات واللقاء فالجهامة ليست شرطا للجدية، والوجوم لا يعنى ابدا الأهمية، فها هى مصر تضيف نكهتها إلى المؤتمرات العالمية الكبرى، لتجعل البهجة عنوانا كبيرا لمنتدى هو الأكبر من حيث عدد الحاضرين والأروع من حيث دقة التنظيم واحترافيته، والأكثر أهمية من حيث الاطروحات وتخصصية المتحدثين وفاعلية التوصيات.
هنا الجميع على قلب رجل واحد، كل مجموعة من الشباب تحمل علم بلدها، لتتحول الاعلام المتشابكة المتراقصة إلى لوحة فنية غنية بألوانها عفية بقوة من يحملونها، لا صراع، لا تشنج، لا تأزم، لا فرقة، كل شاب من آلاف الشباب الذين حضروا مؤتمر شرم الشيخ يحمل بلده فى قلبه ويحمل علمها فى يده ويحمل حلمه فى وجدانه والعين مصوبة نحو مصر، متطلعة إلى شمسها الذهب.
اختار الله مصر لتكون مهبطا للأنبياء، وكعبة للعلماء والباحثين والمحبين، واختارها أيضا لتتوسط العالم، لتكون ركيزة أساسية فى العلاقة بين الشرق والغرب، ووعت الإدارة السياسية هذا الاختيار، فكان هذا المنتدى العالمى صورة حية لعبقرية المكان والزمان، ومثالا حيا على ما يمكن أن يصبح عليه العالم إذا ما شاركت مصر فى قيادته، هذا المؤتمر جميل، بروح شبابه بتحديات تجاربه الملهمة، بتحديات اختار شبابها أن يخوضها، بعلم ووعى وسعي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة