طالب عدد من علماء وزارة الأوقاف، بالتأكد من صحة الأخبار قبل نقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعى قبل نشرها أو نقلها أو التحدث بها، وضرورة نسبتها إلى قائليها، حتى لا يكون ذلك سببًا فى نشر الشائعات وترويج الأكاذيب والافتراء على الناس، وحتى لا ينسب للناس ما هم منه براء، ولا يتأتى ذلك إلا بالتحرى الشديد للمصادر.
وشدد علماء الأوقاف، فى ندوة للوزارة بمسجد طلعت حرب، بعنوان: ضوابط استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، بتجنب الأمور التى تتسبب فى النزاع بين أفراد المجتمع، من ذلك نشر ما لا يرضاه الغير ويأباه، وضرورة احترام الخصوصيات حتى لا تفضح الأسرار وتهتك الأستار، وقد قال سيدنا عمر (رضى الله عنه) : ” إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف”، فلا بد أن يصاحب التواصل على هذه المواقع الغاية النبيلة، حتى لا يلحق أذى بأحد.
من جانبه أكد الشيخ يوسف محمد عثمان إمام وخطيب بأوقاف الجيزة، أن من أعظم الضوابط لاستعمال هذه البرامج عدم التعرض لما يهلك النفس البشرية ويؤذيها، فيجب الحذر من الآثار الصحية السلبية على المستعمل، حيث خلصت الدراسات فى هذا الشأن إلى أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى قد يضع الشخص تحت ضغط وتوتر زائدين، فيصبح بذلك أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب والقلق، كما يؤثر سلبًا على القدرات العقلية والصحة النفسية والمعرفية للشخص.
وأضاف أن الإسلام أمر بحفظ النفس والعقل وعدم التعرض لما فيه إيذاء لهما، كما أن إفراط الأطفال فى استعمال هذه المواقع فى سن مبكرة يعرضهم للإصابة ببعض حالات التوحد، والعزلة، والاكتئاب، والإحباط واضطراب النوم وضعف الجهاز المناعى فضلًا عن اكتساب عادات سيئة، كالكسل والسمنة وضعف الإقبال على ممارسة الرياضة، فيبتعد عن التواصل الحقيقى للمجتمع، وحتى عن باقى أفراد الأسرة، كما يصيبهم بالتوتر والإجهاد والقلق والغضب والحقد والضغائن، فضلًا عن الإهمال فى المذاكرة والتشتت الدائم فى التحصيل.
وأشار الشيخ إسلام النواوى، إلى أن دين الإسلام يدعونا إلى التواصل والتعارف، مؤكدا أنه يجب على الإنسان أن يراعى القيم الأخلاقية والآداب السلوكية فى التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فيجب ألا تكون هذه المواقع سببًا فى إضاعة الوقت فى ما لا ينفع، فالوقت سلاح ذو حدين إذا استغله الإنسان وملأه بالأمور النافعة كان خيرًا له، وإن أساء استغلاله وملأه فيما يضر كان شرًّا له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة