قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إنه تحدث من قبل عن أوضاع سوريا وليبيا والعراق قبل 6 سنوات، مؤكدا أن أوروبا ستضرر كثيرا من العناصر التى ستعود إليها بعد انتهاء مهماتها فى سوريا.
وأضاف الرئيس السيسى خلال مداخلته فى جلسة "التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين" ضمن فعاليات منتدى شباب العالم فى مدينة شرم الشيخ: "دلوقتى بنشوف الكلام ده فى أوروبا وعندهم مشكلة بين قوانينها ومبادئها من ناحية ومصالحها من ناحية أخرى، حيث أن قوانينها ومبادئها أنها تستقبل العائدين من سوريا، وعلى العكس مصالحهم تمنع استقبال هؤلاء العناصر".
وتابع: يجب أن يكون هناك موقف حازم تجاه الدول التى تدعم الإرهاب، مشددا على أن مصالح الدول هى الغالب لمسار سياستنا وبالتالى لابد من مواجهة هذه الدول، مضيفا: "المخاطر التى تترتب على هذه الظاهرة سوف تؤدى إلى إيذاء العالم كله، ومن الضرورى الوقوف أمام الدول التى تدعم الإرهاب وتستخدمه أداة لتحقيق مصالحها وأهدافها".
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن ظاهرة الإرهاب أداة استخدمت عبر سنوات طويلة لتحقيق أهداف سياسية، متابعا: "طول ما فيه مصالح فيه أهداف لدول تبتكر وسائل وأدوات جديدة.. الإرهاب أداة استخدمت عبر سنوات طويلة".
وأضاف: "الإرهاب فى مصر بدأ من الخمسينات.. لو عاوز دولة زى مصر متبقاش مستقرة عملية أو عمليتين يوقفوا كل أنشطة السياحة فى مصر .. نخسر 15 مليار دولار واحنا دولة مش غنية ولا صناعية ومواردنا محدودة، وبالتالى تدخل الدولة فى أزمة كبيرة جدًا لمدة سنتين، حتى يتم التعافى المرحلى كل سنة تبقى أحسن من اللى بعدها.. شوفوا إزاى أقدر أدمر دولة زى مصر وأطوعها واخليها تنفذ التعليمات".
واستطرد الرئيس حديثه: "محدش يقدر يتصور إن العمليات الإرهابية فى مصر وراءها مطالب.. لكن السياسيين وأجهزة المخابرات تفهم الرسالة وتقدرها.. الإرهاب كظاهرة وإزاى نتعامل معاها بنتكلم كتير، وبنتكلم عن المقاربة الشاملة والثقافة والفكر والخطاب الدينى حتى نقلل من استخدام الوعاء اللى بيستخدموه فى دعم وتطوير الارهاب حول العالم كله".
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على ضرورة عدم ترك دول الساحل والصحراء فى أفريقيا وحدها لمواجهة الإرهاب بقدرات اقتصادية وأمنية لا تستطيع المواجهة.. من الطبيعى أن ينتج عن هذه ضعف المواجهة ظاهرة النزوح وضعف التنمية فى القارة الأفريقية، حتى يصل الأمر إلى أن نرى دولة إرهاب مثل ما حدث مع تنظيم داعش فى سوريا والعراق.
وأضاف الرئيس السيسى: يجب التكاتف مع الدول التى تواجه الإرهاب ونساعدها لمواجهة هذه الظاهرة التى تنمو ولا تقل، مشددا على ضرورة الانتباه لهذه الأمر.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الهدف من إقامة منتدى شباب العالم، هو الحوار والتنوع الفكرى للموضوع الواحد، لافتا إلى أن الإرهاب صناعة شيطانية تستخدم أدواتها فى الإنسان وتقدمه، موضحا أن الجريمة المنظمة تدخل تحت ساتر الإرهاب.
وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن منظمة الأمم المتحدة قائلا: المنظمة أنشئت منذ أكثر من 70 عاما فى ظل ظروف عالمية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، وتحرك البشرية من أجل إيجاد مؤسسة بهذه القدرة لمواجهة السلام فى العالم.
وتابع الرئيس: "محتاجين نطور المنظومة فى الأمم المتحدة، حتى تستطيع أن تواجه التحديات العالمية، نتيجة التطور الإنسانى الذى وقع فى العالم، لافتا إلى أن القوانين والقواعد والأدبيات التى تتعامل بها منظمة الأمم المتحدة فى التوقيت الحالى ليست عصرية، مشيرا إلى أن نظام الأمم المتحدة منذ 70 عاما، ولذلك نحتاج تطوير الأمم المتحدة فى مواجهة التحديات.
وأوضح الرئيس السيسى، أن الإرهاب أصبح غطاء لكثير من الأهداف للدول التى ترغب فى تحقيقها، مشددا على أن أخطر ما فى الإرهاب هو استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أهداف ومصالح سياسية.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن هناك فرق كبير بين القيم والمثل فى تناول الموضوعات وبين المصالح وأدبيات السياسة الدولية، مضيفا: " الكلام عن القيم الإنسانية كلام كتير قوى، ولكن عندما تُستعدى المصالح نغير كلامنا أو على الأقل ميبقاش احنا بتغير وبنتجاوز".
واستدعى الرئيس السيسي خلال مداخلته بجلسة التحديات الراهنة للأمن والسلم الدوليين، بمنتدى شباب العالم فى مدينة شرم الشيخ: حكمة إفريقية، وقال: "عندما تتصارع الأفيال لا تسأل عن العشب والأشجار الصغيرة"، فى إشارة إلى أن الدول الصغيرة هى التى تدفع ثمن تصارع الدول الكبرى.
وأوضح الرئيس، أن مصر كانت ستشهد دمارا أكثر من دول أخرى، قائلا: "مصر كانت ستكون أكثر دمارا من الدول اللى احنا بنتكلم عنها لأن عددنا كبير جدا.. تصوروا شبابها اللى فوق 60 مليون يتنازع مع بعضهم البعض.. فى مصر كنا عارفين إن الإرهاب جاى علشان يوقف التنمية فى مصر.. كنا ممكن نواجه الإرهاب فقط أو التنمية فقط، قالوا خلوه اقتصاد حرب وخلصه على الإرهاب وبعد كده تنمية.
واستشهد الرئيس بالحالة التى عاشها العراق بُعيد القضاء على تنظيم داعش الإرهابى، وقال: "العراق حاربت داعش خلال 4 سنين لكن يا ترى كانت مهتمة بالتنمية أو مشيت فى مسار التنمية زى ما مشيت فى مسار الحرب ضد الإرهاب؟.. ما تصورش ده حصل.. وبالتالى لما انتصره على داعش شباب العراق بيقول فين إحنا؟ وفين مستقبلنا؟ وفين التنمية؟ ومستحملش واتحرك، ولما اتحرك عاوز يغير من وضعه، لكن فى مصر لما اتحركنا قلنا لا، حتى مع الظروف الاقتصادية الصعبة إحنا عملنا بكل طاقتنا بنفس مستوى قتال الإرهاب".
واختتم الرئيس مداخلته بالتأكيد على وجود متطلبات للدول والأفراد، مردفًا: "حاجات الدولة استقرار، وحاجات الفرد إنه يعيش ويشتغل ويبقى ليه أسرة طب لو معملتلوش كده؟ لما يتحركوا هابيقى فيه مشكلة كبيرة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة