2.3 مليار طفل يعانون من زيادة الوزن و150 مليونا من التقزم فى العالم

الإثنين، 16 ديسمبر 2019 10:05 م
2.3 مليار طفل يعانون من زيادة الوزن و150 مليونا من التقزم فى العالم منظمة الصحة العالمية تضع استراتيجية للحد من سوء التغذية
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت منظمة الصحة العالمية، فى تقرير لها اليوم الإثنين، أن ثمة حاجة إلى نهج جديد للمساعدة في الحد من مظاهر سوء التغذية، والسمنة في الوقت ذاته، حيث أصبحت هذه الحالات مترابطة بشكل متزايد بسبب التغيرات السريعة في النظم الغذائية فى البلدان.

السمنة نتيجة لسوء التغذية
السمنة نتيجة لسوء التغذية

وينطبق ذلك بشكل خاص على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسطة، وفقًا لتقرير جديد من 4 ورقات نُشر في مجلة "لانسيت"، حيث يشهد أكثر من ثلث هذه البلدان أشكالاً متداخلة من سوء التغذية (45 من أصل 123 بلداً في التسعينيات، و48 من أصل 126 بلداً في العقد الحالي)، خاصة فى أفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا، وشرق آسيا، والمحيط الهادئ.

نمط الحياة الصحى يمنع مرض التصلب المتعدد
نمط الحياة الصحى يمنع الاصابة بالسمنة والتقزم 

وقالت منظمة الصحة العالمية: "من شأن نقص التغذية والسمنة أن يلحقا آثاراً سلبية تمتد على مدى أجيال، إذ يرتبط كل من نقص التغذية والسمنة لدى الأمهات بسوء الحالة الصحية للنسل. ومع ذلك بسبب سرعة التغير فى النظم الغذائية، يتعرض المزيد من الناس لكلا الشكلين من أشكال سوء التغذية فى مراحل مختلفة من حياتهم، مما يؤدى إلى تفاقم الآثار الصحية الضارة".

ووفقاً للمؤلف الرئيسي للتقرير، الدكتور فرانشيسكو برانكا، مدير إدارة التغذية من أجل الصحة والتنمية بمنظمة الصحة العالمية قال: "نواجه واقعًا جديدًا في مجال التغذية، فلم يعد بإمكاننا وصف البلدان بأنها منخفضة الدخل وتعانى نقص التغذية، أو مرتفعة الدخل وتعاني بشكل رئيسي من السمنة، فجميع أشكال سوء التغذية يجمعها قاسم مشترك، ألا وهو النُظم الغذائية التى تعجز عن توفير وجبات صحية ومأمونة وميسورة التكلفة ومستدامة لجميع الناس، وتغيير ذلك يقتضى العمل على جميع مستويات هذه النُظم الغذائية، ابتداءً من الإنتاج والتجهيز ومرورا بالتجارة والتوزيع والتسعير والتسويق ووضع العلامات، وصولاً إلى الاستهلاك والنفايات، يجب إعادة النظر جذريًا في جميع السياسات والاستثمارات ذات الصلة".

وفى افتتاحية مجلة "لانسيت" المصاحبة للتقرير، يقول الدكتور ريتشارد هورتون، رئيس تحرير المجلة إن " نشر سلسلة منظمة الصحة العالمية بشأن العبء المزدوج لسوء التغذية يأتى اليوم بعد 12 شهرًا من المقالات التى استكشفت التغذية بجميع أشكالها، ومن خلال هذه المقالات وغيرها من المقالات المنشورة في مجلة لانسيت العلمية طوال عام 2019 أصبح من الواضح أنه ينبغى تناول التغذية وسوء التغذية من زوايا متعددة، ورغم تقارب النتائج فى بعض الأحيان لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لفهم المظاهر المتعددة لسوء التغذية، ومع بقاء 6 سنوات على نهاية عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية (2016-2025) تحدد هذه السلسلة ومقالاتها الاتجاه المستقبلى المنشود لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في القضاء على الجوع ومنع سوء التغذية بجميع أشكاله.

وتشير التقديرات على الصعيد العالمي، إلى وجود نحو 2.3 مليار طفل وبالغ يعانون من زيادة الوزن، وأكثر من 150 مليون طفل يعانون من التقزم، ومع ذلك، في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تتداخل هذه الاتجاهات الناشئة داخل الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية والبلدان.

ويستكشف التقرير الجديد الأنماط الكامنة وراء هذا التداخل المعروف باسم العبء المزدوج لسوء التغذية، بالإضافة إلى التغيرات المجتمعية والغذائية التى قد تقف وراءه، وتفسيره البيولوجي وآثاره، وتدابير السياسة العامة التى قد تساعد على معالجة سوء التغذية بجميع أشكالها.

وقد استند المؤلفون إلى بيانات استقصائية من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في التسعينيات والعقد الحالي، لوضع تقديرات بشأن البلدان التي تواجه عبئًا مزدوجًا لسوء التغذية (أي التي يعاني أكثر من 15% من سكانها من الهزال، وأكثر من 30% من التقزم، وأكثر من 20% من نسائها من النحافة، وأكثر من 20% من سكانها من زيادة الوزن).

سمنة الاطفال
سمنة الأطفال

ففى العقد الحالى، بات 14 بلداً من البلدان الأقل دخلاً فى العالم يعانى عبئا جديداً مزدوجا لسوء التغذية، مقارنة مع عقد التسعينيات، فى حين أن عدداً أقل من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط الأعلى دخلاً قد تغير وضعها عما كان عليه فى التسعينيات، ويرى المؤلفون أن ذلك يعكس تفشى زيادة الوزن فى أشد البلدان فقراً، حيث لا يزال السكان يواجهون التقزم والهزال والنحافة.

جدير بالذكر أن الوجبات الغذائية العالية الجودة تقلل من خطر سوء التغذية بجميع أشكاله من خلال تعزيز النمو الصحي، والتطور، والمناعة، ومنع السمنة والأمراض غير السارية طوال دورة الحياة، وتشمل مكونات النظام الغذائى الصحى ما يلى: أفضل ممارسات الرضاعة الطبيعية فى العامين الأولين، وتنوع ووفرة الفواكه والخضراوات، والحبوب الكاملة، والألياف، والمكسرات، والبذور، وتناول كميات قليلة من الأطعمة الحيوانية المصدر، والاكتفاء بمقدار ضئيل من اللحوم المصنّعة، والأطعمة والمشروبات الغنية بالطاقة، وبكميات مضافة من السكر، والدهون المشبعة، والدهون المتحوّلة والملح.

وعلى حد تعبير مؤلف التقرير، البروفيسور بارى بوبكن، من جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية، "إن مشكلات سوء التغذية الناشئة تعدّ مؤشرا صارخا على افتقار الناس إلى الحماية من العوامل التى تدفعهم إلى اتباع نظام غذائى سيئ، إن أفقر البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تشهد تحولًا سريعًا فى طريقة تناول الناس الطعام والشراب وحركتهم فى العمل، والمنزل، ووسائل النقل، وفى أوقات الفراغ، فالواقع التغذوى الجديد ناتج عن التغييرات التى طرأت على النظام الغذائي، والتى زادت من توافر الأغذية المصنّعة المرتبطة بزيادة الوزن، والتى تؤثر سلبًا على النظام الغذائى للرضع والأطفال قبل سن المدرسة، وتشمل هذه التغييرات اختفاء أسواق الأغذية الطازجة، وتزايد محلات السوبر ماركت، وسيطرة هذه المحلات، وشركات الأغذية والزراعة وتوريد الطعام العالمية على السلسلة الغذائية فى العديد من البلدان.

وقالت المنظمة إن التعرض لنقص التغذية فى عمر مبكر، ثم زيادة الوزن من مرحلة الطفولة فلاحقاً، يزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض غير السارية، مما يجعل العبء المزدوج لسوء التغذية عاملًا رئيسيًا فى انتشار الأوبئة العالمية الناشئة، من قبيل داء السكرى من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.

وأضافت، هى آثار سلبية يمكن تمريرها أيضًا عبر الأجيال، ومن الأمثلة على ذلك أن تأثير سمنة الأم على احتمال إصابة الطفل بالسمنة لاحقاً يزداد إذا كانت الأم قد عانت من سوء التغذية فى مقتبل عمرها، وعلى الرغم من الروابط الفسيولوجية، فإن الإجراءات التى اتخذت لمعالجة جميع أشكال سوء التغذية لم تأخذ فى الاعتبار تاريخيا هذه العوامل أو غيرها من العوامل الرئيسية، بما فى ذلك التغذية فى مرحلة مبكرة من الحياة، ونوعية النظام الغذائى والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئات الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأدلة على أن البرامج التى تعالج نقص التغذية قد أسهمت دون قصد فى تفاقم مخاطر الإصابة بالسمنة، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائى فى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تشهد بيئات الأغذية تغيرات متسارعة.

وعلى الرغم من الأهمية الفائقة للحفاظ على هذه البرامج الخاصة بسوء التغذية، فإن من الضرورى إعادة تصميمها حتى لا تتسبب فى أى ضرر، وتتيح برامج نقص التغذية الحالية التى يتم تقديمها من خلال الخدمات الصحية وشبكات الأمان الاجتماعي، والبيئات التعليمية، وأنظمة الزراعة والغذاء، فرصًا لمعالجة السمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي.

ويسلط التقرير الضوء على مجموعة من "الإجراءات المزدوجة" التى تمنع أو تقلل، من خلال نفس التدخل أو البرنامج أو السياسة، من مخاطر العوز التغذوى المؤدى إلى نقص الوزن أو الهزال أو التقزم، أو نقص المغذيات الدقيقة، والسمنة، أو الأمراض غير السارية.

وأكدت، تتراوح هذه الإجراءات من تحسين الرعاية السابقة للولادة، وممارسات الرضاعة الطبيعية، إلى الرعاية الاجتماعية، واعتماد سياسات جديدة للُنظم الزراعية والغذائية، مع التركيز على اتباع نظام غذائى صحى كهدف رئيسي.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة