"ست زي البيت الوقف"، هكذا يطلق عليهن، لأنها متزوجة لكن زواجها غير مُفعل، وفي نفس الوقت لا تستطيع البحث عن زوج جديد فهي مازالت على ذِمة رجل، لتبقى مُعلقة لا تعرف مصيرها، مهضوم حقوقها، أمام عِند الزوج وجبروته.
عدداً من السيدات تنطبق عليهن هذه المقولة، بينهن من رضيت بنصيبها، وقررت إكمال حياتها بهذه الطريقة، ورضيت بحقها المسلوب، حبست دموعها ومشاعرها وقررت إكمال حياتها من أجل تربية أبنائها، أو أملاً في عودة زوجها لرُشده، حتى إن تجاوز الأمر لعدة سنوات من الهجر والظلم.
وعلى الجانب الآخر، رفضت عدداً من النساء أن تبقى في هذا المنطقة "لا هي متزوجة ولا مطلقة"، وقررت البحث عن حقها، والدفاع عنه لآخر نفس في عمرها، حتى لو وصل الأمر لساحات المحاكم، لتشهد أروقة محاكم الأسرة قصص من الهجر وتعليق الزوجات.
"فايزة" السيدة التي لم يتخطى عمرها 35 سنة، إحدى ضحايا "تعليق الأزواج"، والتي هجرها زوجها لمدة تخطت السبع سنوات عجاف، تركها وأهمل طلباتها ورغباتها، وبحث عن رغباته فتزوج بدل الزوجة ثلاثة، وعاش حياته بـ"الطول والعرض"، وترك زوجته الأولى عقب إنجابها طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة، رافضاً العودة إليها أو تطليقها، ليذرها مُعلقة لا تعرف مصيرها.
7 سنوات قاسية عاشتهم السيدة المغلوبة على أمرها، انتظرت عودة زوجها الذي أمضى معها عامين قبل هجرها، لكن جميع محاولات الوسطاء باءت بالفشل، فقررت اللجوء لساحات المحاكم، طالبة الطلاق للضرر، لتبدأ حياة جديدة.
وبالرغم من أن الشرع الحنيف، حذر من ذلك، إلا أن البعض مازالوا يمارسون ثقافة العِند مع الزوجات، حيث تعرض القرآن الكريم في الأية رقم 129 من سورة النساء لهذا الأمر، فقال تعالى:"وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا"، فأجمع المفسرون على أن معنى "فتذروها كالمعلقة"، يقصد بها سيدة "لا مطلقة ولا ذات بعل"، حيث قال "ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، والسدي ، ومقاتل بن حيان" : معناه لا ذات زوج ولا مطلقة.
الأمر بسيط، أن تستقيم الحياة الزوجية، فيكون "الإمساك بمعروف" أو يصعب الاستمرار بسبب الخلافات فيكون وقتها "تسريح بإحسان"، بعيداً عن ثقافة العند والصراع بين الزوجين الذي يكبد الطرفين خسائر نفسية ومادية..استقيموا يرحمكم الله.