سلمت فرنسا عميل سابق فى الشرطة الأرجنتينية ماريو ألفريدو ساندوفال إلى بلده، وذلك لمحاكمته فى اختفاء طالب جامعى فى عام 1976، حسبما قالت صحيفة "الإكونومبيستا" المكسيكية.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى إلى أن الشرطى الأرجنتينى السابق، بالغ من العمر 66 عاما، ومقيم فى فرنسا منذ 1985، وقام بتنظيم حياة جديد فى فرنسا دون اخفاء اسمه ولكن اخفى ماضيه، واستطاع أن يصبح مستشارا للرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، كما أنه من المعروف عنه تعاونه مع جماعات شبه العسكرية الكولومبية، وعمل استاذا بمعهد الدراسات العليا لأمريكا اللاتينية فى جامعة السوربون وجامعة مارن لافاليه، وفى عام 1997 حصل على الجنسية الفرنسية والتى لم تمنع تسليمه إلى الأرجنتينى لأنه ارتكب هذه الجرائم قبل حصوله عليها.
مظاهرات تطالب بتسليم ساندوفال للأرجنتين
وقال ساندوفال فى اعترف له بعد القبض عليه فى منزله الأربعاء الماضى قرب باريس، بعدما سمحت السلطات الفرنسية بتسليمه فى ختام معركة قضائية استمرت 8 سنوات "أنا ضحية لحملة تشهير وأدرجت فى قائمة سوداء".
وأطلق عليه العديد من الألقاب منها "الجزار" وذلك لأنه وراء أكثر من 500 حالة اختفاء وتعذيب وقتل لطلاب، عندما "اختفى" نحو 30 ألف شخص خلال الحكم العسكرى فى الأرجنتين (1976-1983)، لكن تسلميه تم فقط على عملية الخطف المفترضة فى أكتوبر 1976 لهيرنان أبرياتا، وهو طالب هندسة معمارية، لم يُعثر على جثته، كما تم تسميته بـ"رجل الشواء" لأنه كان يعذب الضحايا بالكهرباء على سرير معدنى.
ماريو ألفريدو ساندوفال
وأشارت الصحيفة إلى أن ساندوفال قام بالقبض على أبرياتا فى كلية الميكانيكا البحرية (ESMA)، فى بوينوس آيرس وهى مركز للتعذيب فى الديكتاتورية الأرجنتينية، وهو من بين 5000 شخص اختفوا، والقى الكثير منهم من الطائرات فى البحر أو فى نهر بليت.
لافاتات تطالب بتسليم ماريو ساندوفال
وقالت المحامية بالنيابة عن دولة الأرجنتين صوفى ثونون إن والدة أبرياتا، البالغة من العمر 92 عامًا "تنتظر بفارغ الصبر" مثول ساندوفال أمام قضاء بلاده"، وأضافت "المعركة انتهت ولكن الآن بدأت المعركة الأكثر أهمية والتى ستقوده إلى الحصول على العقاب اللازم للرد على جرائمه".
فى الوقت الذى أشار محامو ساندوفال إلى أنه لن يحظى بمحاكمة عادلة فى الأرجنتين، حيث قد يتعرض إلى التعذيب أو الاعتقال فى ظروف سيئة، إلا أن مناشداتهم للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان للنظر فى قضيته "فشلت".