فى القانون هناك ما يسمى بـ "رد الاعتبار"، وهو حق كفله المشرع لكل من صدر ضده حكم فى جريمة جنائية أو جنحة، سلبت المحكوم عليه حقًا من حقوقه، ولكى يتمكن هذا الشخص من مباشرة حقوقه هناك بعض الشروط حددها القانون ليحصل المتهم على رد الاعتبار.
قد يكون هذا الشق قانونيا، يختص بالأوراق والمستندات، والحقوق والواجبات وفقا للقانون والأوراق الرسمية، ولكن ماذا عن "السمعة".
قد يتمكن أى شخص أدين فى جرائم، أى يـرد الاعتبار، ولكن تظل السمعة السيئة، سواء كانت حقيقية أو غير ذلك تلاحقه، وتلتصق به، وهو الأمر الذى لعبت عليه شركة Status Labs، احدى الشركات الكبرى، المتعلقة بأمور البرمجة ووسائل التواصل الاجتماعى.
جوجل
بمجرد وضع اسم اى شخص على جوجل تظهر النتائج المتعلقة بأخباره وصوره وفيديوهاته، من بينهما الأخبار التى تهاجمه وتنال من سمعته، مثل رجال الأعمال والرياضيين والفنانين والاقتصاديين، وحتى السياسيين، والذين يكونون أكثر الشخصيات العامة حرصا على السمعة الطيبة، نتيجة تعاملهم مع العامة، وحرصا على كسب أصواتهم فى الانتخابات المختلفة، فكيف يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يحسنوا من سمعتهم.
شركة Status Labs تولت هذه المهمة، حيث اعتمدت الشركة على تقنية معينة، بحيث تنشر على "جوجل"، العديد من القصص والأخبار الإيجابية عن عميلهم، بحيث إذا تم البحث عن اسم هذا الشخص، تظهر هذه القصص الإيجابية، مقابل 4000 و5000 دولار شهريًا.
بل أن الشركة تعتمد على نفس التقنية لحذف الأخبار والقصص المحرجة لهذا الشخص، فى مقابل تصاعد الأخبار والقصص الإيجابية.
التقنية والخوارزمية التى تعمل بها هذه الشركة، قد تفيد الكثير من الشخصيات العامة التى تعانى فى عملها من سمعة سيئة، وهو ما يشبه إلى حد كبير عمليات "غسيل الأموال".
السمعة
وتتوقع العديد من وسائل الإعلام والمواقع المختصة بالتكنولوجيا حول العالم، تنامى هذه التقنية، كوسيلة للربح من قبل العديد من الشركات، على الرغم من تحذير شركة "جوجل"، بأنه لا يمكن المساعدة فى تحسين صورة أى شخص اعتمادا على خوارزميات وتقنيات مضللة للتأثير على المتصفحين.
تقارير صحفية أكدت أن هذه التقنية ستكون سلاحا للعديد من الأشخاص الذين يواجهون حروبا شرسة من قبل وسائل الإعلام التى تتعمد تشويه صورتهم، لا سيما لرجال الأعمال الأمر الذى قد يؤثر على أسهمهم فى البورصة، أو السياسيين، الذين يحتكون مباشرة مع العامة، كون سمعتهم تأتى على رأس أولوياتهم.
المواقع التى تحدثت عنها وسائل الإعلام والمواقع ومن بينهم "ديلى ميل"، ليست الأولى من نوعها، فقد سبق وأن أعلنت أكثر من شركة مختصة بالتكنولوجيا خلال الـ 5 أعوام الماضية، أنها تقوم بتحسين السمعة لعملاءها، ومقاومة الأخبار السلبية التى نشرت عنهم، كما أن هذه التقنية لا تعتمد فقط على تحسين سمعة عملاءها من الأفراد، بل كذلك للشركات والمؤسسات والهيئات.