كشف مجمع البحوث الإسلامية في تقريره السنوي عن تنظيم (49) حملة توعوية خلال عام 2019، شارك فيها وعاظ وواعظات الأزهر الشريف ونُفّذت فعالياتها من خلال آلاف اللقاءات المباشرة مع الناس في كل محافظات الجمهورية، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب – شيخ الأزهر بالتوعية الشاملة والتواصل المستمر مع الناس في مختلف أماكن تواجدهم وبمختلف فئاتهم العمرية، حيث انتشر وعاظ وواعظات الأزهر الشريف في مراكز الشباب والمصالح الحكومية وأقسام الشرطة وقطاعات الأمن المركزي والسجون والمصانع والمعاهد والمدارس بالإضافة إلى المساجد ودور الرعاية الاجتماعية.
وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيّاد إن الحملات التي أطلقها المجمع خلال العام الجاري استهدفت التواصل مع الناس بشكل غير تقليدي في جميع أنحاء الجمهورية، وتوعيتهم بالعديد من القضايا والمشكلات التي يعاني منها المجتمع وتمثل تحديا يعرقل مسيرة التنمية في الوقت الحالي، فضلا عن القضايا الشائكة التي ترتبط بجوانب التربية والقيم الأخلاقية وعوامل الإحباط واليأس وفقدان الأمل إلى غير ذلك.
أضاف عيّاد أن الحملات ركّزت على بيان مسؤولية الإنسان، واستشعار تلك المسؤولية نحو الأسرة والمجتمع والوطن، والتأكيد على أهمية بناء الشخصية التي تتحمل المسؤولية والتي تدرك معاني الانتماء للوطن، وكذلك توعية الناس بواجباتهم تجاه وطنهم وأهمية الحفاظ عليه، وبيان ضرورة التعايش المشترك وحثهم على العمل والإنتاج والنهوض بالمجتمع الذي يعيشون فيه، وتحذيرهم من مخاطر الأفكار المتطرفة، وبيان أهمية القيم الأخلاقية في حياتنا.
أوضح الأمين العام أن الحملات تناولت في برنامجها أهمية القراءة والعلم والوعي في بنا الأفراد، حتى يكونوا نموذجًا مشرفًا لمصر يـأخذوا بأيدي بلادهم إلى التقدم والرقي، ويقدموا صورة للعالم تؤكد أن المصريين قادرون على صناعة أمجادهم بأيديهم على مر التاريخ والأزمنة، وأنهم على قدر من الكفاءة العالية في أداء واجباتهم والحفاظ على مقدراتهم.
ولفت إلى أنه من أهم الحملات التي أطلقها المجمع خلال 2019: حملة بطولات الماضي وتطلعات المستقبل، القراءة تبني الإنسان وبها ترتقي الأوطان، الإرادة والتحدي، وعي الأبناء..أمانة، بيئتك عنوانك، التعليم يبني الأشخاص وبه ترتقي الأوطان، أمانة الكلمة، معا ضد العنف الأسري، لا للثأر، بالنبي نقتدي، حملة حياتك أمانة فحافظ عليها.
أكد الأمين العام أنه لم تقتصر الحملات التي أطلقها المجمع على الاتصال المباشر فقط وإنما تم إطلاقها إلكترونيًا من خلال توجيه نصائح تربوية وتنموية متنوعة للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور ومخاطبة كل شريحة بأسلوب مفهوم وبلغة سهلة مع التركيز والإيجاز، من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وأبرزها "فيسبوك وتويتر"، والموقع الإليكتروني الرسمي للمجمع، لتحقيق الهدف من توعية أكبر قدر من الناس بالقضايا المختلفة.
وأشار عياد إلى أن الحملات الإليكترونية ركزت على جانب مهم يتعلق بالاستخدام الأمثل للتكنولوجيا والاستفادة منها في المعرفة والتواصل البناء دون الوقوع في أضرارها، ومن خلال عدة محاور مهمة منها: استعادة دور الأسرة في التربية والمتابعة المستمرة لأفرادها في مراحلهم العمرية المختلفة، وهو ما يدعونا إلى ضرورة الاهتمام بالبناء الفكري للأبناء وليس البناء الجسدي فقط، فالمخاطر الفكرية التي تهدد حياة الأبناء أكثر من المخاطر الجسدية.