"الفضاء مجال حرب، كما الأرض والجو والبحر، وأمريكا ستكون مهيمنة فيه، كما هى فى الأرض"، هكذا مهد نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس العام الماضى للقوة الفضائية التى وافق عليها مجلس النواب هذا الأسبوع ، ضمن قانون موزانة الدفاع للسنة المالية 2020، والتى بلغت قيمتها 738 مليار دولار.
فما هى القوة الفضائية وأين تعمل وما ترتيبها فى الجيش الأمريكى؟ وأين سيكون مجال عملها، ومن يديرها؟
كى يدخل قانون الموازنة الجديد حيّز التنفيذ لابد أن يوقّع عليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وهو صاحب فكرة استحداث القوة الفضائية.
مشروع القانون يقع فى أكثر من 3000 صفحة، ويمنح للمرة الأولى، إجازة أبوية لجميع موظفى وزارة الدفاع ، ووافق عليه أغلبية 86 صوتا مقابل 8 فقط رفضوه.
وينصّ قانون الموازنة أيضا على إنشاء "قوة فضائية" تصبح الفرع السادس للقوات المسلّحة الأمريكية، بعد أسلحة البر والبحر والجو ومشاة البحرية، وخفر السواحل.
وسيقود هذه القوة "رئيس العمليات الفضائية" ، الذى سيكون تحت إمرة وزير سلاح الجو.
ولم يرصد القانون أى تمويل إضافى فى الوقت الحالى، لأنّ "قيادة الفضاء" التى يريد ترامب استحداثها لا تزال قيد الإنشاء.
وقوة الفضاء هذه ستكون فى مرحلة أولى "قيادة موحدة"، وهى درجة أقل من وضع الجيش السادس كما تم التخطيط لها في الأصل.
وكان نائب الرئيس الأمريكى، مايك بنس أقر فى أكتوبر من العام الماضى أمام اجتماع للمجلس الوطني للفضاء، أن الإدارة الأمريكية تنوى إنشاء قوة فضاء مستقلة قبل 2020، وسيطلب الرئيس، فى مرحلة أولى، من الكونجرس جمع العسكريين والمدنيين العاملين فى مجال أمن الفضاء تحت قيادة موحدة، على غرار القوات الخاصة.
وكشف نائب الرئيس وقتها أن نحو 60 ألف شخص يهتمون حالياً بأمن الفضاء موزعين على مختلف فروع القوات المسلحة وفي أجهزة الاستخبارات.
وبحسب القانون فإنّ الإنفاق العسكري الأمريكى خلال السنة المالية 2020 التى بدأت في أكتوبر يبلغ 738 مليار دولار، بزيادة قدرها 3% مقارنة بالعام الماضى.
ويغطي هذا الرقم الميزانية الأساسية للبنتاجون (635 مليار دولار) والنفقات التي رصدتها وزارة الطاقة لصيانة الترسانة النووية الأميركية وتزويدها بالوقود (23,1 مليار دولار)، إضافة إلى 71,5 مليار دولار مخصّصة للعمليات العسكرية الجارية خارج البلاد (أفغانستان، سوريا، العراق، الصومال).
كذلك فإنّ قانون الموازنة لا يمنع سيّد البيت الأبيض من استخدام الأموال المخصّصة لوزارة الدفاع لتمويل بناء جدار حدودي مع المكسيك، وهو مشروع يعتبر أحد الوعود الانتخابية الأساسية التي أطلقها ترامب في حملته الانتخابية السابقة في 2016.
وتشمل الميزانية أيضاً ، زيادة بنسبة 3,1% على رواتب أفراد القوات المسلحة، وهى أعلى زيادة يحصلون عليها خلال عقد.
لكنّ المشرّعين ضمّنوا القانون موادّ عديدة ترمى للتحكّم بطريقة استخدام أموال البنتاجون، وعلى سبيل المثال فقد منع القانون خفض عديد القوات الأمريكية المنتشرة فى كوريا الجنوبية أو تسليم طائرات أف-35 شبح إلى تركيا أو شراء عربات أو حافلات من الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة