فنار رأس غارب يعد من أهم معالم المدينة شمال محافظة البحر الأحمر وأبرزها، والذى شيده مهندس برج إيفل بباريس، وذلك بأوامر من الخديو إسماعيل لتنظيم حركة الملاحة بالبحر الأحمر، وهو ما دفع شباب المدينة للمطالبة بفتح الفنار كمزار سياحى.
من جانبها قالت إيمان محمد، مديرة الآثار الإسلامية بالبحر الأحمر، إنه بالفعل صدر قرار من وزارة الآثار بتسجيل فنار رأس غارب ضمن الآثار الإسلامية، إلا أنه جارى تطبيق القرار من خلال إيفاد لجان لتطبيقه.
وأضافت مديرة الآثار الإسلامية بالبحر الأحمر، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه تم إخطار مجلس مدينة رأس غارب، بصدور قرار تسجيل فنار رأس غارب ضمن المناطق الأثرية الإسلامية، إلا أن لجان تطبيق القرار لم تصل بعد.
وتابعت إيمان أنه عند تطبيق قرار تسجيله يمكن فتحه مزاراً سياحيا، ولكن ذلك لن يسمح سوي بالتنسيق مع الجهات المختصة، خاصة المسئولة عن السواحل والحدود البحرية، مؤكدة أن عند تنفيذ قرار التسجيل، سيتم التنسيق مع الجهات المعنية ومحاولة فتحه كمزار سياحي، خاصة أنه موقع أثرى مميز، وما يميزه أكثر أن المهندس الذي شيده هو غوستاف إيفل الذى شيد برج إيفل بباريس.
من جانبه قال محمد أبو الوفا، أحد الأثريين بالبحر الأحمر، إن فنار رأس غارب يعد من أقدم فنارات العالم والذى شيده المهندس الفرنسى غوستاف إيفل وهو نفس المهندس الذى شيد برج إيفل بباريس وتمثال الحرية بنيويورك فى عام 1871 ميلادية فى عهد الخديو إسماعيل.
وأضاف الأثرى محمد أبو الوفا، أنه فى عهد الخديو إسماعيل وعقب حفر قناة السويس، تم إنشاء عدة فنارات على ساحل البحر الأحمر لتنظيم حركة الملاحة والسفن الواردة والخارجة لقناة السويس، من ضمن تلك الفنارات كان فنار رأس غارب، الذى أطلق عليه مسمى "إيفل رأس غارب"، نسبة إلى المهندس الفرنسى الشهير غوستاف إيفل.
وأوضح "أبو الوفا"، أن مهام فنار رأس غارب، كانت تأمين جزر البحر الأحمر وتحديد العلامات الملاحية على جزر البحر الأحمر الشمالية والملاحة البحرية به، وإرشاد السفن، وفي 16 نوفمبر 1869 افتتح فنار رأس غارب حيث تم تنظيم حفل إسطورى له بحضور كبار الدولة آنذاك، حيث عقد الخديو إسماعيل اجتماعا مع كبار الدولة عقب حفر قناة السويس، لتحديد نطاق الفنارات وتم تحديد اختيار النقاط بمعرفة المهندسين من البحارة وغيرهم، وصدر أمر من الخديو إسماعيل باشا إلى الكومبانية بعمل تلك الفنارات.
وتابع "أبو الوفا": أن فنار رأس غارب يحيطه بناء دائرى من الأحجار الصابونية، ويشغل هذا البناء الدائرى مجموعة من الغرف المجهزة لساكنى الفنار من الفنيين القائمين على تشغيله ومنها غرفة مأمور الفنار، وغرف للماكينات والمعدات وغرفة الطعام وغرف الحراسة ويتوسط البناء الدائرى برج الفنار.
وأوضح "أبو الوفا" أن برج الفنار شيد علي 3 محاور مقامة علي سوست، وذلك لمقاومة أى اهتزازات أرضية محتملة بالمنطقة ويبلغ ارتفاع الفنار نحو 50 مترًا من سطح الأرض أى ما يقارب مبني بارتفاع 16 طابقا وخامة تصنيعه بالكامل من الحديد الأحمر.
وأضاف "أبو الوفا"، الفنار يمتلك إضاءة عن طريق شعاع متقطع عبارة عن 4 ومضات من النور ثم ظلام لمدة 30 ثانية وذلك للتمييز بين الفنارات المختلفة وكل فنار له شعاع يميزه عن الفنارات الأخرى مؤكدا أن ضوؤه يصل إلى 55 كيلو مترا.
وشرح "أبو الوفا"، أن الفنار هو عبارة عن جسم أسطوانى به ثلاث فتحات رأسية لتوفير عناصر التهوية وللإضاءة من جميع الجهات ويتم الدخول إلى جسم الفنار عن طريق باب حديدى يؤدى إلى سلم أسطوانى للصعود الى قمة الفنار وينتهى السلم الحديدى الى قمة الفنار وهى دائرية الشكل حيث يستقر بها مصدر الإضاءة في الفنار ويحيط بقمة الفنار شرفة دائرية من الحديد .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة